"نداء تونس" يتعهد بعدم الاستفراد بالحكم

من المقرر أن تعلن النتائج الرسمية للانتخابات مساء اليوم، الأربعاء، ولكن حركة النهضة أقرت منذ الاثنين بهزيمتها أمام "نداء تونس"، وذلك بناء على تقديراتها الخاصة التي أعطتها المركز الثاني في الانتخابات خلف نداء تونس الذي أعلن فوزه

 أعلن حزب "نداء تونس" العلماني أنه لن يحكم تونس بمفرده بعد فوزه على حركة النهضة الإسلامية التي حلت ثانية في الانتخابات التشريعية الحاسمة التي أجريت الأحد.

ومن المقرر أن تعلن النتائج الرسمية للانتخابات مساء اليوم، الأربعاء، ولكن حركة النهضة أقرت منذ الاثنين بهزيمتها أمام "نداء تونس"، وذلك بناء على تقديراتها الخاصة التي أعطتها المركز الثاني في الانتخابات خلف نداء تونس الذي أعلن فوزه.

وقال الباجي قائد السبسي، رئيس ومؤسس حزب "نداء تونس" في مقابلة بثها تلفزيون "الحوار" التونسي الخاص مساء الاثنين: "أنا لا أتحالف مع أحد، وإنما أتعامل حسب الواقع".

وأضاف "أخذنا قرارا قبل الانتخابات بأن نداء تونس لن يحكم وحده حتى لو حصل على الأغلبية المطلقة (...) يجب أن نحكم مع غيرنا (...) مع الأقرب إلينا من العائلة الديموقراطية، لكن حسب النتائج".

وقال المتحدث باسم الحزب زياد العذاري لوكالة "فرانس برس" إن الفارق بين الحزبين يبلغ نحو 12 مقعدا.

وبحسب تقديرات حزب النهضة فإنه حصل على سبعين مقعدا مقابل 80 لنداء تونس. ويساعد النظام الانتخابي النسبي بالقوائم المعتمد في تونس على تمثيل الأحزاب الصغيرة.

وحتى الآن لم تعلن "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" سوى نتائج جزئية لعمليات الاقتراع، علما أن الهيئة لديها مهلة تنتهي في 30 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري لإعلان النتيجة النهائية للانتخابات.

وأعلنت الهيئة، مساء أمس الثلاثاء، أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت، بحسب أرقام غير نهائية، 69% من الناخبين المسجلين.

وقال الباجي قائد السبسي في مقابلته مع تلفزيون الحوار التونسي "الناس الذين لديهم أفكار غير أفكارنا نقبلهم ونتحاور معهم ولا نعتبرهم أعداء (...) ليسوا أعداءنا بل منافسينا" وذلك في إشارة إلى حركة النهضة.

وخلال الحملة الانتخابية لم يستبعد الباجي قائد السبسي التحالف مع حركة النهضة بعد الانتخابات.

وشددت حركة النهضة خلال حملتها الانتخابية على ضرورة "التوافق" بين الأحزاب السياسية في تونس بعد الانتخابات.

أما حزب نداء تونس فقد ركز حملته الانتخابية على إبراز ما اعتبره حصيلة "سلبية" لفترة حكم حركة النهضة التي اتهمها بالتراخي في التعامل مع جماعات سلفية جهادية اتهمتها السلطات باغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية وقتل عشرات من عناصر الجيش والشرطة في 2013.

ويمنح الدستور الجديد الذي تمت المصادقة عليه في 26 كانون الثاني (يناير) 2014 صلاحيات واسعة للبرلمان والحكومة، مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية.

وأضاف السبسي أن "تونس بحاجة ملحة للخروج من الوضع (الصعب) التي هي فيه (...) لا أتصور أنه بإمكاننا تحسين الوضع في أقل من سنتين على الأقل (...) لأن الحالة وصلت إلى درجة نهائية" من التردي.

تجدر الإشارة إلى أن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، قد هنأ، يوم أمس الأول الاثنين، الباجي قائد السبسي بفوز نداء تونس في الانتخابات.

وتحت عنوان "الروح الرياضية السياسية" قالت يومية "لابريس" التونسية الناطقة بالفرنسية متحدثة عن حركة النهضة إن "الاعتراف بالهزيمة وتهنئة المنافس لا يمكن أن يكون إلا أمرا مريحا ومطمئنا في بلد نجح في انتقاله الديموقراطي".

وأقام أنصار حركة النهضة تجمعا الليلة الماضية أمام مقر حزبهم احتفالا بـ"العرس الديموقراطي" حضره راشد الغنوشي وعلي العريض الأمين العام للحزب الإسلامي.

وقال الغنوشي للصحافيين "نهنئ تونس بهذا العرس الديموقراطي الذي بوّأها مرة أخرى موقع الصدارة والقيادة في العالم العربي، وجعلها منارة في العالم العربي. نحن نهنئ أنفسنا بهذا العرس".

وخاطب انصار حزبه قائلا "تونس اليوم رايتها عالية في العالم لأنها البلد الوحيد، الشجرة الوحيدة القائمة في غابة مكسرة في العالم العربي".

التعليقات