تكريت: قوات عراقية وإيرانية تسعى لمحاصرة "داعش"

أنباء حول مشاركة قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في العمليات* سكان يفرون من تكريت خوفا من أعمال انتقامية* تركيا تعلن دعمها لبغداد

تكريت: قوات عراقية وإيرانية تسعى لمحاصرة

تحاول القوات العراقية محاصرة  تنظيم "داعش" في مدينة تكريت ومحيطها، وقطع خطوط إمداده قبل مهاجمة مواقعه داخلها، في اليوم الثالث من العملية العسكرية لاستعادة هذه المدينة الإستراتيجية في حين أكدت تركيا دعمها بغداد عسكريا بمواجهة التنظيم الإرهابي.

وقد بدأ نحو 30 الف عنصر، من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وأبناء بعض العشائر السنية، عملية عسكرية، أول من أمس الاثنين، لاستعادة تكريت ومناطق محيطة بها، في أكبر هجوم ضد "داعش".

ويثير حجم العملية ومشاركة فصائل شيعية فيها، مخاوف على حياة المدنيين الذين لا يزالون في هذه المناطق ذات الغالبية السنية، واحتمال حصول عمليات انتقامية بحقهم لاتهامهم بالتعاون مع التنظيم.

وفي هذا السياق، أبدت منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان قلقها حيال مصير المدنيين في ظل العملية العسكرية.

وقالت منظمة العفو الدولية إنه "غالبا ما نفذت الميليشيات الشيعية عمليات انتقام ذات طبيعة مذهبية بحق السكان السنة الذين لم ينخرطوا في الأعمال العدائية".

وأضافت "نحن قلقون من احتمال اللجوء إلى أعمال مماثلة وتصاعدها خلال العملية الجارية".

وتهاجم القوات تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، وناحية العلم (شمالها) وقضاء الدور (جنوبها)، الواقعة جميعها تحت سيطرة "داعش"، من ثلاثة محاور: جنوبا (مدينة سامراء)، وشمالا (جامعة تكريت وقاعدة سبايكر)، وشرقا من محافظة ديالى.

وقال الفريق الركن عبد الأمير الزيدي، قائد عمليات دجلة ومقرها ديالى، لوكالة فرانس برس إن "الهدف من عملياتنا هو منع داعش من تنفيذ الهجمات وقطع طرق الإمداد والتواصل ونقل عناصره ومحاصرة المدن بشكل تام وخانق كي يتم الإنقضاض عليهم".

وأوضح ضابط برتبة لواء في الجيش أن "العمليات مستمرة حسب الخطة التي تم الإعداد لها مسبقا، فقطع الإمداد وتطويق المدن من مقومات النصر لتلافي وقوع خسائر ومنع التنظيم من شن هجمات جديدة".

وأضاف أن القوات "تتقدم تدريجا وببطء بسبب تفجيرات القنابل على جانب الطرق ونيران القناصة، لكن نحقق الأهداف وفق الخطة".

واليوم، قال المتحدث باسم الشرطة العقيد محمد إبراهيم إن عمليات القصف "أجبرتهم (عناصر التنظيم) على الفرار"، وأن الأخير "يعتمد على العبوات الناسفة والسيارات المفخخة المدرعة، ولا يعتمد أسلوب المواجهة".

وأعلن التنظيم الإرهابي أن ثلاثة من عناصره نفذوا ثلاث عمليات انتحارية أمس.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن اللواء قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري، موجود في صلاح الدين.

وفي تعليق على هذا التقارير، قالت واشنطن إن الدور الإيراني في عملية تكريت قد يكون إيجابيا، طالما أنه لا يؤدي إلى توترات مع السكان السنة.

وقال رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتن دمبسي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أمس إن المساعدة الإيرانية للفصائل الشيعية العراقية ليست جديدة، لكنها تتم بشكل أكثر علانية، معتبرا أن هذا الهجوم يمثل التدخل الإيراني "الأكثر وضوحا" في العراق منذ 2004.

وأضاف "بصراحة، هذا (التدخل) سيطرح مشكلة فقط إذا أدى" إلى توترات مذهبية. وتابع "إذا تصرفت (القوات والجماعات المسلحة) بطريقة نزيهة، أي أعادت المدينة لأهلها، عندها سيكون لهذا الأمر تأثير إيجابي على الحملة" العسكرية ضد "داعش".

وردا على سؤال عن وجود سليماني، قال ديمبسي "لقد رأيت صورته بنفسي. استخباراتنا ستعمل الآن للتحقق مما إذا كان موجودا هناك أم لا".

إلى ذلك، قامت عائلات عدة في الأيام الماضية بالنزوح من المنطقة. وتحدث أحد النازحين الذي انتقل مع عائلته إلى مدينة كركوك، عن وجود "خوف" من العمليات العسكرية.

وقال "أبو احمد" الذي نزح مع زوجته وأبنائه الخمسة، لفرانس برس "تركنا بسبب الخوف من العمليات العسكرية والقصف، وأن تصل القطعات العسكرية ولا تميز بين الشخص البريء والشخص المسلح".

وأضاف "شعرنا بخوف، والشائعات التي كانت تتداول بين الناس أن الميليشيات قادمة، وأنها إذا أتت ستقوم بالقتل والانتقام على اعتبار أن في تكريت مجرمين ارتكبوا جريمة سبايكر"، في إشارة إلى خطف مئات من المجندين الشيعة من هذه القاعدة، وإعدامهم بالرصاص.

وأكد وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ خلال زيارة إلى بغداد اليوم، دعم بلاده للعراق في المواجهة بما يشمل تدريب قواته وتجهيزها وقال "سوف تستمر تركيا في تقديم الدعم للعراق من اجل وحدة العراق وسلامته وسلامة أراضيه".

ونقل استعداد بلاده "لتقديم الدعم اللوجستي بالإضافة إلى تدريب القوات المسلحة العراقية وتجهيزها".

وقال نظيره العراقي خالد العبيدي إن الوزير التركي "أبدى استعدادا كاملا لمساعدة العراق في كافة المجالات، سواء في مستوى التدريب أو التسليح أو التجهيز".

 

التعليقات