هل بدأ يتفكك داعش من الداخل؟

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تسعة أعضاء على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية داعش قتلوا خلال اشتباك بين مجموعتين من عناصر التنظيم في شمال غرب سوريا إثر محاولة البعض الفرار عبر الحدود التركية

هل بدأ يتفكك داعش من الداخل؟

عناصر داعش في الرقة

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تسعة أعضاء على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قتلوا خلال اشتباك بين مجموعتين من عناصر التنظيم في شمال غرب سوريا إثر محاولة البعض الفرار عبر الحدود التركية.

وأضاف المرصد أن الاشتباك اندلع يوم السبت قرب بلدة الباب التي تبعد 30 كيلومترا جنوبي الحدود التركية. وقتل في الاشتباك خمسة ممن كانوا يحاولون الفرار وأربعة ممن كانوا يحاولون منعهم.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن من بين الذين حاولوا الفرار تونسي وتسعة مقاتلين أوروبيين، مضيفا أنه لم يتضح على وجه الدقة من الذي قتل من بينهم.

يشار إلى أنها ليست هذه هي المرة الأولى التي تقتل فيها الدولة الإسلامية أعضاء تابعين لها. فقد ذكر المرصد السوري في كانون الأول (ديسمبر) أن التنظيم قتل أكثر من 120 من مقاتليه في شهرين، معظمهم أجانب كانوا يحاولون العودة إلى بلادهم.

واندلع قتال السبت عندما فر عشرة مقاتلين من الدولة الإسلامية من سجن يديره التنظيم. وقال رامي عبد الرحمن استنادا إلى مصادر على الأرض إنهم كانوا معتقلين لمحاولتهم في السابق الهرب إلى سوريا.

وأضاف المرصد أن التنظيم ضبط خمسة من الفارين الذين لم يلقوا حتفهم.

وعلى صلة، تجدر الإشارة إلى أن "واشنطن بوست" قد نشرت تقريرا مفاده أن تنظيم الدولة الإسلامية يتفكك من الداخل بسبب "عدم الرضا والهروب من القتال في صفوفه والعثرات في ساحة القتال" حيث أن كل ذلك يمس بوقته وبصورته في وسط المدنيين الذين يعيشون تحت سلطته.

وأشار التقرير إلى تفاقم التوتر بين صفوف داعش، وخاصة بين المقاتلين الأجانب وبين المحليين، كما أن التنظيم لم ينجح في تجنيد محليين للقتال، إضافة إلى تصاعد الهجمات على طريقة "حرب العصابات" ضده.

ونقل التقرير المشار إليه عن ناشطين ومحليين في مناطق مختلفة تحت سيطرة التنظيم أنه لا يواجه هذا التحدي في معاقله في شرق سوريا وغرب العراق، وإنما غالبية المعارك تحصل في الأطراف.

وكتب التقرير أن التهديد الأكبر الذي يواجهه داعش هو تهديد داخلي، ويتصل بالتناقض بين الوعود الكبرى التي أطلقها التنظيم في بداية طريقه وبين الواقع على الأرض.

ينضاف إلى ذلك الخسائر الجغرافية التي يمنى بها التنظيم في شمال سورية وفي عدد من المواقع في العراق، الأمر الذي خلق شعورا بأن التنظيم ليس في حالة دفاع فحسب، وإنما يجد صعوبة في بلورة إستراتيجية متماسكة لمواجهة القوى الكثيرة التي تحارب ضده، علما أنه يقاتل اليوم في ثلاث جبهات مركزية: ضد الأكراد في شمال سورية، وضد الأكراد في شمال العراق، وضد قوات التحالف والجيش العراقي والحشد الشعبي في تكريت.

ونقل التقرير عن ناشط مناهض لداعش قوله إن تبادل إطلاق نار وقع في عدة حالات في مدينة سورية على الحدود مع العراق، من جملتها تبادل إطلاق نار بين أجانب وبين سوريين الذين رفضوا الانصياع لأوامر قائد كويتي.

وفي حادثة مماثلة جرت في الرمادي العراقية، في كانون الثاني (يناير) الماضي، حارب مناصرون للتنظيم مجموعة أخرى غالبية عناصرها من الشيشان، بعد أن قرروا العودة إلى سورية.

كما جاء في التقرير أن هناك علامات "صحوة" في وسط عدد من المقاتلين الأجانب، في حين أن ناشطين محليين في دير الزور والرقة تحدثوا عن مساعدات محلية تلقاها المقاتلون الأجانب للهرب وعبور الحدود إلى تركيا. وكان تنظيم داعش قد فرض قيودا على السفر من وإلى داخل المناطق التي تقع تحت سيطرته، بضمنها منع سائقي الشاحنات من نقل أشخاص بدون تصريح.

التعليقات