لماذا سحبت الجزائر مبادرتها لحل الأزمة اليمنية؟

​بعد أن أعلنت الجزائر قبل عدة أسبوع ونيف نيتها لطرح مبادرة سياسية لإنهاء الأزمة في اليمن، عادت يوم أمس الثلاثاء وسحبت مبادرتها لعديد من الاعتبارات السياسية والدبلوماسية، على رأسها عدم توفر احتمال النجاح لأي مبادرة تطرحها الجزائر بسبب عدم توفر وسائل ضغط كافية لديها.

لماذا سحبت الجزائر مبادرتها لحل الأزمة اليمنية؟

رمطان العمامرة (أ.ف.ب)

بعد أن أعلنت الجزائر قبل عدة أسبوع ونيف نيتها لطرح مبادرة سياسية لإنهاء الأزمة في اليمن، عادت يوم أمس الثلاثاء وسحبت مبادرتها لعديد من الاعتبارات السياسية والدبلوماسية، على رأسها عدم توفر احتمال النجاح لأي مبادرة تطرحها الجزائر بسبب عدم توفر وسائل ضغط كافية لديها.

وبعد إعلان الجزائر نيتها طرح مبادرة للحوار وتسوية الأزمة، زار وزير الخارجية الإيراني، مرتضى سرمدي، العاصمة الجزائرية والتقى برئيس الحكومة، عبد المالك سلال، ووزير الخارجية، رمطان العمامرة، وأعرب عن استعداد بلاده للمساعدة في صياغة المبادرة.

وأبلغ سرمدي من التقى بهم بعدة اقتراحات ترتكز عليها المبادرة الجزائرية لإنهاء الأزمة في اليمن، منها الضغط على الدول الشريكة في عملية "عاصفة الحزم" لوقف عمليتها العسكرية، وبالمقابل تقبل قوات الحوثي وصالح بنتائج الحوار، وستعمل إيران على الضغط على الحوثيين للاحتكام للحوار والقبول بأفكار إيجابية تراعي مطالبهم السياسية التي دفعتهم إلى ما أسمته إيران بالتمرد.

وبحسب تقديرات الجزائر، فإن طرح مشروع قرار في مجلس الأمن من قبل دول عربية عن طريق الأردن (عضو مجلس الأمن عن المجموعة العربية هذه الفترة) وتبني مجلس الأمن بعض هذه القرارات، لم يبق أي فرصة لطرح مبادرات سياسية ودبلوماسية، وتفضل الجزائر اليوم أن تتولى الهيئات الدولية لأنها وبحسب تصريح أحد دبلوماسييها "الجزائر غير مستعدة لإلقاء ثقلها السياسي في فراغ، والأزمات لا تحل بالنوايا الحسنة".  

وترى الجزائر اليوم أن الوضع في اليمن تجاوز إمكانية طرح مبادرة سياسية من قبلها مثلما فعلت في ليبيا ومالي، إذ لا تستطيع لعب دور الوسيط كما يجب هناك لافتقارها لوسائل الضغط ومعرفة الأطراف المتنازعة جيدًا مثلما تفعل في ليبيا ومالي.

كما يؤثر موقف الجزائر من "عاصفة الحزم" ورفضها الاشتراك فيها، وإعلانها موقفًا مبدئيًا رافضًا للتدخل العسكري في اليمن وفي كثير من الدول الأخرى، سلبًا على فعاليتها كوسيط لحل الأزمة. وبسبب هذين الموقفين توترت علاقتها الدبلوماسية بالسعودية ودول أخرى مشاركة في العملية العسكرية في اليمن.

ومنذ إعلان الجزائر موقفها من "عاصفة الحزم"، شن الإعلام السعودي هجمة غير مسبوقة ضد الجزائر، كما رفضت السلطات السعودية السماح لطائرة مدنية جزائرية متجهة لصنعاء لإجلاء البعثة الديبلوماسية والرعايا الجزائريين من هناك، واضطرت للبقاء في القاهرة يومًا آخر ومن ثم التوجه لصنعاء رغم رفض السعودية ذلك.

التعليقات