أوباما سيسعى في كامب ديفيد إلى طمأنة دول الخليج العربية

يجمع الرئيس الأميركي، باراك اوباما، اليوم الخميس، بقادة دول الخليج في منتجع كامب ديفيد في مسعى لتهدئة مخاوفهم من تنامي نفوذ إيران في المنطقة، وذلك وسط خلافات عميقة وغياب قادة كبار عن اللقاء.

أوباما سيسعى في كامب ديفيد إلى طمأنة دول الخليج العربية

أوباما عند استقباله محمد بن نايف في البيت الابيض يوم أمس (أ.ف.ب)

يجتمع الرئيس الأميركي، باراك اوباما، اليوم الخميس،  بقادة دول الخليج في منتجع كامب ديفيد في مسعى لتهدئة مخاوفهم من تنامي نفوذ إيران في المنطقة، وذلك وسط خلافات عميقة وغياب قادة كبار عن اللقاء.

وسيكون في صلب المحادثات الاتفاق الجاري التفاوض بشأنه حول الملف النووي الإيراني، الذي وضعه الرئيس الأميركي في صلب أولوياته، وأيضا دعم طهران للمتمردين الحوثيين في اليمن من جهة، ولنظام الرئيس السوري بشار الأسد من جهة اخرى.

وفي مؤشر على الأهمية الرمزية التي أراد إضفاءها على هذا اللقاء، فهي المرة الثانية فقط (بعد قمة مجموعة الثماني في أيار/مايو 2012) التي يستقبل فيها الرئيس الأميركي قادة أجانب في مقر كامب ديفيد الواقع على بعد نحو مئة كيلومتر إلى شمال العاصمة الفدرالية واشنطن.

ومن الدول الست التي دعاها أوباما، تتمثل اثنتان منها على مستوى رأس الدولة وهما الكويت وقطر. وفي غياب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي عدل في اللحظة الأخيرة عن تلبية دعوة البيت الأبيض، استقبل الرئيس الأميركي يوم أمس الأربعاء ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان.

وأثناء هذا اللقاء في المكتب البيضاوي سعى أوباما إلى التقليل من حجم الخلافات مشددا على 'الصداقة الكبيرة' التي تربط بين البلدين، ومشيرا إلى علاقات قديمة تعود إلى الرئيس فرنكلين روزفلت والملك عبد العزيز.

وبدوره أشاد محمد بن نايف الذي يحظى بالاحترام في واشنطن لا سيما لكونه مهندس الحملة الشرسة ضد تنظيم القاعدة في بلاده، بالعلاقة 'التاريخية والاستراتيجية' بين البلدين.

لكن في الجوهر فإن نقاط الخلاف حقيقية. ويعتزم الرئيس الأميركي مرة جديدة الدفاع عن اتفاق الإطار المبرم مع طهران لمنعها من امتلاك السلاح النووي.

وفي هذا الصدد قال في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية: 'يمكننا أن نتصور كيف يمكن أن تصبح إيران أكثر استفزازا اذا كانت تمتلك سلاحا نوويا' معتبرا أن ذلك 'هو أحد أسباب الاتفاق الشامل الذي نسعى إليه مع إيران... لنزيل أحد أخطر التهديدات لأمن المنطقة'.

وإن كان الاتفاق المفترض إنجازه بحلول نهاية حزيران/يونيو يثير القلق، فان تنامي نفوذ الجمهورية الإسلامية في المنطقة هو الذي يشكل مصدر التوتر.

ولفت بروس ريدل من مؤسسة بروكينغز في هذا السياق إلى أن الأمر لا يتعلق 'بخلاف حول عدد أجهزة الطرد المركزي، بل في معرفة ما إذا كان يفترض قبول إيران كمحاور شرعي داخل الأسرة الدولية'.

واعتبر حسين ايبيش من معهد دول الخليج العربية في واشنطن أن أكثر ما تخشاه دول الخليج هو 'ان تبدأ السياسة الأميركية لسبب أو لآخر بالميل نحو طهران والابتعاد عن حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في المنطقة'.

وأعرب بعض مسؤولي الخليج عن تمنيهم في عقد اتفاق مشترك شبيه بمعاهدة حلف شمال الأطلسي، لكن مثل هذا المشروع الذي يتطلب الضوء الأخضر من الكونغرس ليس مدرجا على جدول الأعمال في واشنطن.

وتأمل الدول الخليجية أيضا بالتزام أميركي أكثر وضوحا في سوريا لإضعاف نظام دمشق. وقد بدأت واشنطن لتوها بتدريب مجموعة صغيرة من المعارضين السوريين المعتدلين في الأردن لقتال جهاديين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لكن الحكومة الأميركية ما زالت تبدو متحفظة إزاء التزام أكبر في النزاع.

وقد تفضي القمة إلى بعض الإعلانات المحدودة الأهمية مثل تكثيف التدريبات العسكرية المشتركة أو تنسيق أفضل للمنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ لدول المنطقة.

التعليقات