فتش عن داعش: 67 قتيلا في الجمعة الدامية في تونس والكويت

لفت خبراء أن توقيت الهجمات يأتي قبل أيام من "احتفال" تنظيم "داعش" بالذكرى الأولى لإعلانه الخلافة.

فتش عن داعش: 67 قتيلا في الجمعة الدامية في تونس والكويت

أعقاب الهجوم الدموي في تونس (أ ف ب)

في الجمعة الثانية من رمضان  وفيما كانت أنظار العالم متجهة نحو غزة بعد إنطلاق أسطول الحرية الثالث لكسر الحصار عن القطاع، ضرب الإرهاب موقعين يعتبران “مناطق حرام”، وهما مسجد في الكويت ونزل سياحي في سوسة التونسية في توقيت شبه متواز، وحصد أرواح 67 على الأقل من المصلين والسياح، فيما سبق الهجومين مقتل فرنسي في هجوم نفذه شاب فرنسي مسلم قرب مدينة ليون أوقع قتيلا.

وعلى الرغم من  أن أيا من التنظيمات لم يتبن الهجوم في تونس ولم يتضح ما إذا كانت هذه الهجمات يرتبط بعضها ببعض، غير أنها ذات خلفيات إسلامية متطرفة،  إذ سارع  تنظيم 'داعش' لتبني الهجوم في الكويت، كما أن عملية القتل في فرنسا كانت على 'الطريقة الداعشية' وهي قطع الرأس.

ولفت خبراء إلى أن توقيت الهجمات يأتي قبل أيام من 'احتفال' تنظيم 'داعش' بالذكرى الأولى لإعلانه الخلافة. ويشن التنظيم هجمات على ما أسماه 'الأعداء' طيلة شهر رمضان الجاري.

وعدد القتلى المذكور لا يشمل ضحايا جرائم التنظيم، الجمعة، في عين العرب/ كوباني السورية، إذ قتل 120 مدنيا.

هجوم تونس

ففي مصيف سوسة وحده، تلك المدينة على الشاطئ التونسي للبحر المتوسط، أدى الهجوم الذي يعتقد أن اثنين من الإسلاميين المتطرفين قاما به إلى مقتل ما لا يقل عن 37 شخصا، فيما تمكنت قوات الأمن من تصفية أحد المعتدين بعدما تسلل إلى الفندق من البحر، فيما اعتقلت من قالت إنه الإرهابي الثاني في الهجوم. وقال مصدر حكومي تونسي إن منفذ الهجوم هو طالب تونسي بلا سوابق له.

وقال شهود إن الهجوم بدأ على شاطئ مكتظ بالرواد حيث قام الرجلان بإطلاق الرصاص بصورة وحشية في جميع الاتجاهات.

هجوم الكويت

وفي الكويت فجر شخص نفسه في هجوم انتحاري بالقرب من مسجد للشيعة أثناء صلاة الجمعة، فقتل ما لا يقل عن 27 شخصا و227 مصابا. وتبنت تنظيم “داعش” الهجوم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فيما أكدت الحكومة الكويتية على وحدة الشعب الكويتي.

هجوم فرنسا

كما هز حادث قتل وحشي أرجاء فرنسا. فقد اكتشفت جثة مقطوعة الرأس بعد عملية الهجوم على مصنع لإنتاج الغازات الصناعية بالقرب من مدينة ليون. وألقت السلطات القبض على رجل في الخامسة والثلاثين يشتبه في صلته بجماعات إسلامية متطرفة.

وفي أعقاب الهجمات الثلاث، أعلنت إيطاليا الجمعة رفع مستوى التحذير. وقال وزير الداخلية الإيطالي، أنجيلينو الفانو، إنه 'ليس هناك أي بلد في منأى، لقد رفعنا مستوى التحذير لدينا لإعادة تعبئة الوحدات المكلفة مراقبة المناطق الحساسة”. وأضاف: 'اليوم، خلفت ثلاثة هجمات عشرات القتلى في ثلاثة أماكن مختلفة في العالم يربطها أمر واحد: العنف والرعب'.

ورفض الفانو معلومات مفادها أن جهاديين قد يدخلون إيطاليا مدعين أنهم مهاجرون يفرون من الحرب والاضطهاد ويحاولون الوصول إلى اوروبا عبر ليبيا. وفي هذا السياق، وصل نحو 65 الف شخص الى سواحل ايطاليا منذ بداية العام. وأكد 'أننا سنخرج منتصرين على التحدي الذي يشكله الإرهاب، فقط إذا لم نستسلم للخوف'.

إلى ذلك، أدانت الولايات المتحدة الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا والكويت وتونس الجمعة، وعرضت دعم تلك البلدان في أعقاب الهجمات.  وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست في بيان إنه 'وفقا للمحادثات التي أجراها الرئيس مع نظرائه الفرنسي والكويتي والتونسي في الأسابيع الأخيرة، فإننا لدينا عزيمة صلبة ومتحدون في ما يتعلق بجهودنا المشتركة لمكافحة آفة الإرهاب”. وأضاف: 'إننا نقف مع هذه الدول في الوقت الذي ترد فيه على الهجمات التي وقعت على أراضيها اليوم'، مشيرا إلى أن مسؤولين أمريكيين تحدثوا مع مسؤولين في كل دولة من الدول الثلاث لتقديم المساعدة.

وقال إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الدول الأخرى لمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم.

وقال وزير الأمن الداخلي الأميركي، جيه جونسون في بيان بعد هجمات في تونس والكويت وفرنسا إن على أجهزة الأمن الأميركية أن تكون يقظة ومستعدة خاصة قبل عطلة الرابع من تموز/ يوليو.

ولم يذكر جونسون مخاوف أو تهديدات محددة، وقال إن المسؤولين الأميركيين 'سيعدلون الإجراءات الأمنية المرئية وغير المرئية بما يلزم لحماية الشعب الأميركي”. وقال: “ما زلنا نشجع كل الأميركيين على حضور المناسبات العامة والاحتفال بهذا البلد خلال موسم الصيف لكن يجب التحلي باليقظة دائما”. 

بدوره ألغى رئيس وزراء فرنسا، مانويل فالس، زيارته للإكوادور عائدا إلى بلاده الجمعة فى اعقاب الهجوم على مصنع غاز فى جنوب فرنسا.  وقال السفير الفرنسي في كيتو فرانسوا جوتييه إنه 'لسوء الحظ إنه هجوم قاس جدا، شهد عملية قطع رقبة، هذه هي المرة الأولى فى بلادنا التي نشهد فيها مثل هذا العمل المروع، الذي اضطرنا إلى إلغاء زيارة رئيس الوزراء إلى مدينة ميديين فى كولومبيا، وكيتو فى الإكوادور”.

وأكدت دول مجلس التعاون الخليجي وقوفها مع دولة الكويت لكل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها خاصة بعد العمل 'الإرهابي' الذي وقع الجمعة في مسجد الصادق المهدي.

ووصف الأمين العام لمجلس التعاون، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، في بيان له الجمعة هذا الحادث بأنه 'جريمة مروعة تتنافى مع كل القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاقية'، مؤكداً وقوف دول مجلس التعاون ومساندتها لكل ما تتخذه دولة الكويت من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها.

وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن ثقته في كفاءة وقدرة الأجهزة الأمنية المختصة في دولة الكويت على كشف ملابسات هذه الجريمة الإرهابية البشعة.

كما أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بشدة حادث الهجوم الإرهابي الذي استهدف فندقاً في ولاية سوسة السياحية في تونس وأدى إلى مقتل وجرح عدد من الأبرياء ، ووصفه بأنه جريمة إرهابية تتنافى مع كل القيم والمبادئ الأخلاقية.

وأعرب الزياني في بيان له اليوم الجمعة عن دعم دول مجلس التعاون ومساندتها للجمهورية التونسية في جهودها من أجل القضاء على الحركات الإرهابية.

وأشار خبير شؤون الإرهاب، الأميركي بروس ريدل، في 'نيويورك تايمز' إلى 'موجة من الهجمات في ثلاث قارات' حيث وقعت الهجمات فى الكويت (آسيا) وتونس (أفريقيا) وفرنسا (أوروبا).

وحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على القيام بمواجهة حاسمة ضد الإرهاب الدولي، مشيرة الى 'إن الأنباء التي وردتنا تبين لنا جميعا حجم التحديات التي تواجهنا، حين نتحدث عن مكافحة الإرهاب وخاصة الإرهاب الإسلامي'.

كذلك أعرب رئيس الدولة الألمانية يوآخيم جاوك عن تعازيه لذوي الضحايا في تونس كما فعلت ميركل.

وبعد ما يقرب من ستة أشهر على هجمات باريس هز الهجوم الانتحاري الإسلامي فرنسا الجمعة من جديد، فقد كشفت السلطات عن وجود علامات بالخط العربي على جثة الرجل الذي قطعت رقبته. لقد علق الجاني الرأس على سور مقر الشركة الذي يفصلها عن منطقة سان كونتين فالافير المحيطة.

وقال شهود إن رايتين سوداوين للجماعات المتشددة علقتا بالقرب من رأس الرجل، وأسفر الهجوم أيضا عن جرح شخصين.

وتمكنت السلطات من إلقاء القبض على على ياسين صالحي الذي لفت الأنظار باتجاهاته الراديكالية منذ عام .2006

وتقول تقارير إعلامية إن السلطات ألقت القبض على عدد آخر من الأشخاص من بينهم زوجة المشتبه فيه، مشيرة إلى أن الضحية هو رئيس الجاني الذي من المتوقع أن يكون قتله وقطع رقبته قبل أن يتوجه الى المصنع. وربما كان هدف الجاني تفجير المصنع باسره.

وناشد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أبناء وطنه بالتماسك رغم الهجمات الإرهابية الجديدة.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في رد فعله على تلك الهجمات بتقديم المسؤولين عن هذه 'الأعمال البشعة' إلى المساءلة.

وفي شرق القارة الأفريقية، أعلن الناطق باسم الجيش البوروندي، جاسبار باراتوزا، الجمعة مقتل أكثر من 50 جنديا بورونديا فى قاعدة عسكرية تابعة للاتحاد الأفريقي فى جنوب الصومال، فى هجوم شنته عناصر جماعة الشباب الصومالية الإسلامية المتطرفة.

التعليقات