السعوديّة تشيد علنًا بحظر السلاح وتنتقد خفيةً

لكن الأمر ترك للصحفيين وعلماء الدين والمحليين للتعبير عن تلك المخاوف التي تمضي جنبًا إلى جنب مع الشعور بأن الولايات المتحدة، أهم حلفاء السعودية، قسمت الآن ولاءاتها بعدما ساعدت إيران على الخروج من العزلة.

السعوديّة تشيد علنًا بحظر السلاح وتنتقد خفيةً

الابتسامات العلنية قابلها توتّر شديد خفي (أ.ف.ب)

قال مسؤول سعودي إن اتفاق إيران النووي مع القوى الدولية، اليوم الثلاثاء، سيجعل الشرق الأوسط 'الجزء الأكثر خطورةً في العالم' لو صاحبته تنازلات كثيرة، في إشارة للقلق العميق الذي تشعر به دول الخليج العربية حيال الاتفاق. ورحّب المصدر نفسه بإبقاء حظر السلاح مفروضًا على إيران لخمسة أعوامٍ أخرى.

وعكس غياب ردود فعل رسمية من السعودية وحلفائها الخليجيين شعورًا هائلا بالتوتر من الاتفاق الساعي لإنهاء حالة العزلة المفروضة على إيران، المنافس الأول للسعودية على النفوذ في الشرق الأوسط، وفك قيود على اقتصادها سببتها العقوبات.

لكن الأمر ترك للصحفيين وعلماء الدين والمحليين للتعبير عن تلك المخاوف التي تمضي جنبًا إلى جنب مع الشعور بأن الولايات المتحدة، أهم حلفاء السعودية، قسمت الآن ولاءاتها بعدما ساعدت إيران على الخروج من العزلة.

وقال محمد المحيا، مقدم النشرات الإخبارية بالقناة الأولى بالتلفزيون الرسمي السعودي، بحسابه عبر موقع تويتر: إيران أوجدت الفوضى في الوطن العربي وستسعى لأكثر منها بعد الاتفاق.. يجب على دول الخليج إعدام الثقة بأمريكا والتوجه للروس والصين.'

وترى السعودية في دعم إيران للرئيس السوري بشار الأسد وللمجموعات الطائفية الحليفة في العراق ولحزب الله اللبناني وللحوثيين في اليمن دليلا على سعيها للهيمنة على الشرق الأوسط وتمكين نفسها وحلفائها.

وتخشى الرياض أن يتحقق هذا على حساب مصالحها وعلى حساب جاراتها في الخليج.

ورغم الاعتراف بأن الاتفاق الموقع في فيينا سيعني 'يومًا سعيدًا' للشرق الأوسط لو منع إيران من امتلاك ترسانة نووية، فإن المسؤول السعودي قال عبر إحدى شبكات التواصل الاجتماعي إنه يخشى أن يسمح بدلا من ذلك لإيران 'بنشر الفوضى في المنطقة">

وقال إننا عرفنا من خلال جيرتنا لإيران في آخر 40 عامًا أن النوايا الطيبة جعلتنا نحصد المر.

ورغم الترحيب العلني الفاتر بالمفاوضات بإن المسؤولين السعوديين أكدوا في السر أنه لا يمكن الوثوق بإيران ليبقى الاتفاق وأن تخفيف الضغط الدولية سيسمح لها ببساطة بزيادة الدعم لوكلائها.

الحرب في اليمن

قبل أشهر قليلة أرسل السعوديون طائرات مقاتلة لقصف قوات الحوثيين الذين استولوا على السلطة في اليمن جارتهم الجنوبية والذين تقول الرياض إن إيران تدعمهم وهو شيء تنفيه طهران.

وقال عبد العزيز الصقر، رئيس مركز أبحاث الخليج ومقره جدة إن السعودية لن تشعر باندفاع للحرب بصورة غير مباشرة مهما بلغ نفوذ إيران.

وقال أيضا بحسابه على تويتر إنه: لو كانت إيران عازمة على توسيع نفوذها واستخدام الطائفية كسبيل لتحقيق ذلك.. حينها أعتقد أنهم سيدفعون السعودية لخوض حرب بالوكالة.

وكتب صالح الراجحي، مدير مركز الدراسات الأمريكي في معهد الدراسات الدبلوماسية بالرياض على تويتر يقول: استسلم الشيطان الأكبر ومعه الأوربيون لإيران وهم صاغرون فقد أثبتت إيران الإرهابية أنها على حق وهم على باطل.

وقال إنه لم يتبق إلا أن تزور الولايات المتحدة قبر الزعيم الأعلى الإيراني الراحل آية الله الخميني 'للتبرك.'

وعقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري سلسلة اجتماعات لطمأنة الدول الخليجية أثناء المساعي للتوصل للاتفاق وكان آخر الاجتماعات في كامب ديفيد في مايو أيار/الماضي. 

التعليقات