أبو الغيط أمينًا عامًا للجامعة العربيّة

عطلت دولة قطر، اليوم الخميس، بشكل مفاجئ اختيار الأمين العام الجديد للجامعة العربية، بعد أن اعترضت على المرشح المصريّ، وزير الخارجية الذي أطاحت به ثورة يناير، أحمد أبو الغيط، بحجّة مواقفه العدائية السابقة ضد الدوحة، حسب ما قال دبلوماسيون

أبو الغيط أمينًا عامًا للجامعة العربيّة

نتنياهو يصافح أحمد أبو الغيط (06/01/2011 - أرشيف)

قالت مصادر دبلوماسية لرويترز، اليوم الخميس، إن وزراء الخارجية العرب توافقوا على تعيين وزير الخارجية المصري الأسبق الذي أطاحت به ثورة يناير، أحمد أبو الغيط، أمينًا عامًا للجامعة العربية خلفا للأمين العام الحالي نبيل العربي.

وفي وقت سابق من مساء اليوم، قالت مصادر دبلوماسيّة لوكالة الأنباء الفرنسيّة إن دولة قطر عطّلت، اليوم الخميس، بشكل مفاجئ اختيار الأمين العام الجديد للجامعة العربية، بعد أن اعترضت على ترشيح أبو الغيط، بحجّة 'مواقفه العدائية' السابقة ضد الدوحة، حسب ما قال دبلوماسيون عرب.

وعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعًا غير عادي، الخميس، بالقاهرة، لانتخاب أمين عام جديد للجامعة العربيّة، خلفًا لنبيل العربي، الذي أعلن عدم رغبته في الترشح مجددًا.

ورشّحت مصر أبو الغيط، آخر وزير خارجية إبان عهد حسني مبارك (2004-2011)، لمنصب الأمين العام للجامعة، وهو المرشح الوحيد للمنصب.

وقال ثلاثة دبلوماسيين عرب، يحضرون الاجتماع في القاهرة، إن دولة قطر ضد اختيار أبو الغيط بسبب 'مواقف عدائية' ضد الدوحة.

ووقع الخلاف في الاجتماع التشاوري المغلق لاختيار الأمين العام.

وفي غياب الإجماع على المرشح، تبدو مصر مصمّمة على طرح مسألة اختيار الأمين العام الجديد للتصويت.

من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، للصحافيين في مقر الجامعة العربية إن 'مصر لن تدفع بأي مرشح آخر للمنصب'، مشيرًا إلى أنه سيتم حسم منصب الأمين العام للجامعة، مساء الخميس.

وعقد وزراء الخارجية العرب جلسة تشاورية ثالثة لحسم الخلاف الدائر بشأن المرشح المصري للمنصب العربي الرفيع.

ويتعين على أبو الغيط الحصول على ثلثي أصوات أعضاء الجامعة العربية الـ21، بحيث أن عضوية سوريا معلقة في الجامعة العربية.

ويأتي ترشيح مصر لأبو الغيط بعدما أعلن الأمين العام الحالي، نهاية الشهر الفائت، رغبته في عدم تجديد ولايته التي تنتهي في 30 حزيران/يونيو المقبل.

خلافات إقليمية

وتبنى أبو الغيط، الذي تولى قيادة الدبلوماسية المصرية في تموز/يوليو 2004، مواقف أكثر حميميّة مع إسرائيل من سابقيه، وعلى رأسهم عمرو موسى.

ففي أواخر 2008، حمّل أبو الغيط حركة حماس مسؤولية هجوم إسرائيلي على قطاع غزة المحاصر أدّى إلى استشهاد الآلاف، وهو الهجوم الذي دفع بقطر إلى طلب عقد قمة عربية عاجلة لمناقشته، إلا أن مبارك والعاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز رفضا عقد القمة.

ليس ذلك فحسب، بل أن وزيرة الخارجية الإسرائيليّة وقتها، تسيبي ليفني، قامت بتهديد حركة حماس بشن عدوان على قطاع غزّة، أثناء وجودها إلى جانب أبو الغيط، الذي قام بإنقاذها عندما تعثّرت بعد ذلك بقليل، واكتفى بالصمت على تلك التهديدات.

ويبرز الخلاف حول اختيار الأمين العام للجامعة، التي تأسست في آذار/مارس 1945، مدى الخلافات الإقليمية في منطقة تموج بالأزمات السياسية والأمنية العاصفة.

وفي حال انتخابه، سيواجه أبو الغيط ملفات غاية في التعقيد، تواجهها دول أعضاء في الجامعة العربية.

فتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف اختصارًا باسم داعش، يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق. الأمر الذي استدعى تدخل تحالف دولي لردعه، مع توجيه ضربات جوية في هذين البلدين.

وفي سوريا، تدعم السعودية المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد، المدعوم من ايران.

وفي اليمن، يقوم تحالف عسكري عربيّ، بقيادة السعوديّة، بدعم الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين الشيعة الذين تدعمهم طهران.

ومؤخرًا، تصاعدت المواجهة بين السعودية وحزب الله اللبناني. وصنّف مجلس التعاون الخليجي الحزب اللبناني 'منظمة إرهابية' وذلك بعد أقل من أسبوعين على وقف السعوديّة مساعدات عسكرية للبنان.

وغربًا، يضرب العنف والفوضى ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في تشرين الأول/أكتوبر 2011. فالبلد الغنيّ بالنفط تتنازع الحكم فيه سلطتان منذ أكثر من عام ونصف. ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة سرت ويسعى للتوسع في المناطق المحيطة.

كما تشن جماعات جهادية عمليات دامية في تونس بين الفينة والأخرى، كان آخرها الإثنين الفائت، أسفرت عن مقتل 13 عنصرَ أمن و7 مدنيين و36 مسلحًا.

وعمليًا، يقود الأمين العام للجامعة العربية المؤسسة من مقرها على النيل في القاهرة لخمس سنوات مقبلة.

اقرأ/ي أيضًا | هل يصبح أحمد أبو الغيط أمينًا عامًا للجامعة العربية؟

وجرى العرف أن يكون الامين العام من دولة المقر، التي كان كل الأمناء منها منذ تأسيسها العام 1945، باستثناء مرة واحدة فقط تولى فيها التونسي الشاذلي القليبي هذا المنصب، عقب نقل مقر هذه المنظمة الإقليمية إلى تونس اثر توقيع مصر اتفاقيات كامب ديفيد مع إسرائيل في العام 1978.

التعليقات