وزير لبناني: يستحيل انتخاب رئيس للبنان في هذه المرحلة

أكد وزير الدّولة لشؤون التّنمية الإداريّة في لبنان، نبيل دو فريج، أنّ الحكومة باقية وتعمل بصعوبة في ظلّ فقدان رئيس للجمهورية، لافتًا إلى استحالة وصعوبة انتخاب رئيس في هذه المرحلة، معتبرًا أنّ "العراقيل ما زالت قائمة".

وزير لبناني: يستحيل انتخاب رئيس للبنان في هذه المرحلة

أكد وزير الدّولة لشؤون التّنمية الإداريّة في لبنان، نبيل دو فريج، أنّ الحكومة باقية وتعمل بصعوبة في ظلّ فقدان رئيس للجمهورية، لافتًا إلى استحالة وصعوبة انتخاب رئيس في هذه المرحلة، معتبرًا أنّ 'العراقيل ما زالت قائمة، وتحديدًا من قبل حزب الله والنّائب العماد ميشال عون'.

وأشار دو فريج في حوار مع صحيفة 'الشّرق الأوسط' اللندنيّة، نشر اليوم الخميس إلى أنّ حزب الله 'لا يريد رئيسًا للجمهوريّة كي يبقى هذا الاستحقاق ورقة في يد إيران التي لم تجنِ شيئًا لا من سوريا ولا من العراق، وهي تجهد للإمساك بالملفّ اللبنانيّ لتناور من خلاله إقليميًّا ودوليًّا'.

وأضاف أنّ المجتمع الدّوليّ وعلى غرار لبنان 'يسعى إلى طائفٍ آخر في كلّ من سوريا والعراق'، كما كانت الحال إبّان الحرب اللبنانية، موضحًا أنّ 'التّوصّل إلى اتّفاق الطّائف هو الذي أوقف الحرب في لبنان وكان ضامنًا للسلم الأهليّ وبات الدّستور'.

ومن جهة أخرى، ذكرت صحيفة 'الشّرق الأوسط' أنّ الوزير دو فريج استنكر الحملات التي تطاول المملكة العربيّة السّعوديّة ودول الخليج دون وجه طائل، مندّدًا بما يقوم به حزب الله في هذا السّياق 'لأنّه نكران للجميل من خلال التّعرّض للسعوديّة التي كانت لها اليد الطولى في دعم لبنان في كلّ المفاصل وفي السّرّاء والضرّاء'.

وفيما يتعلّق بإمكانيّة إجراء الانتخابات الرّئاسيّة في هذه المرحلة، قال 'لنكن واقعيّين وموضوعيّين، ثمّة استحالة حاليًّا لإنجاز الاستحقاق الرّئاسيّ، باعتبار العناصر المعرقلة لانتخاب الرّئيس ما زالت قائمة، وتتمثّل بحزب الله وحليفه العماد ميشال عون. حزب الله لا يريد رئيسًا للجمهوريّة، وهذا ما تمليه عليه إيران التي تسعى للإمساك بهذه الورقة. كما كانت سوريا من حافظ الأسد إلى بشّار الأسد تناور بهذا الاستحقاق لمصالحها الخاصّة مع الدّول الكبرى، وعلى الصّعيد الإقليميّ. واليوم الحزب ينفّذ الأجندة الإيرانيّة، ولهذه الغاية يستمر في نهج العرقلة، وذلك ما نلمسه من خلال مقاطعته وحلفائه جلسات انتخاب رئيس الجمهوريّة'.

وحول متى يحين موعد انتخاب الرّئيس أو تتوافر المعطيات التي ستؤدّي إلى حصول هذا الاستحقاق، أشار إلى أنّ ذلك سيكون مرتبطًا بالظّروف الملائمة، وبالمفاوضات الدّائرة في جنيف بشأن مستقبل سوريا. نحن نشهد تطوّرات بالغة الأهميّة، فثمّة من تحدّث عن الفدرلة (أي الرّوس)، وهناك مساعٍ قائمة نحو دولة كرديّة، وذلك بالتّزامن مع الانسحاب العسكريّ للروس من سوريا. كلّ تلك العوامل لها علاقة بشكل أو بآخر بالاستحقاق الرّئاسيّ في ظلّ الاهتمامات الدّوليّة بسوريا وما يحصل في العراق واليمن، ناهيك عن التّعطيل الدّاخليّ، وإن كان بأوامر إيرانيّة ينفّذها حزب الله من خلال 'فرملته' هذا الاستحقاق. هناك أمور كثيرة يجري تعطيلها من قبل الحزب وحليفه العوني.

وفيما يتعلّق بكون إيران لاعبًا أساسيًّا في التّعطيل الرّئاسيّ، قال بالطّبع تقوم إيران بالتّعطيل وتدفع حزب الله إلى التّنفيذ، وهذا لا يخفى على أحد. موضحًا أنّ 'إيران خسرت في العراق ولم تستطع أن تفعل شيئًا، فهي جاءت بنوري المالكيّ ودعمته واحتضنته ولم تجنِ شيئًا سوى الخراب والدّمار في العراق. الأمر نفسه ينسحب على سوريا، إذ شارك الحرس الثّوريّ الإيرانيّ بقوّة في المعارك السّوريّة، وما زال، ودفعت إيران بحزب الله للقتال هناك وحاولت أن تمسك بالقرار السّوريّ والآن ماذا فعلت؟ لقد أضحى القرار لدى روسيا سياسيًّا وعسكريًّا، وكما يقال: 'خرجت من المولد بلا حمص'. والمعنى أنّها لم تتمكّن من الإمساك بالورقتين العراقيّة والسّوريّة، بل هي خسرت أيضًا الورقة الفلسطينيّة من خلال حماس، ولهذه الغاية ماذا بقي لها سوى الورقة اللبنانيّة.

وحيال وجود مساع يقوم بها الرّئيس سعد الحريريّ لرأب الصّدع مع السّعوديّة ودول الخليج، قال الوزير 'كلّنا يدرك الدّور الكبير الذي قام به الرّئيس الشّهيد رفيق الحريريّ في بناء جسور الثّقة مع الدّول الشّقيقة والصّديقة والمجتمع الدّوليّ، بشكل عامّ، ولا سيّما دوره الكبير في تفعيل العلاقة بين لبنان والمملكة. التي لم يسبق لها يومًا أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم. هذا ما يضطلع به سعد الحريري الآن، ومواقفه واضحة وحاسمة وإدانته للحملات على المملكة حازمة كونه على بيّنة واضحة لما قدّمته وتقدّمه الرّياض لكلّ اللبنانيّين، إذ لم تميّز السّعوديّة بين لبنانيّ وآخر أو من ينتمي لهذه الطائفة وتلك، ولكن بصراحة نرى الحملات مستمرّة على السّعوديّة ودول الخليج، وخصوصًا من قبل بعض الإعلام المموّل من إيران عبر  حزب الله والمواقف السّياسيّة اليوميّة لقادة حزب الله، الذين يسيئون لهذا التّاريخ النّاصع ما بين لبنان والمملكة والخليج، والذي له تداعياته على الدّاخل اللبنانيّ ماليًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، مع التّذكير بأنّ الوجود اللبنانيّ في الخارج هو الأكبر في كلّ دول الخليج، ولا سيّما، في المملكة العربيّة السّعوديّة'.

اقرأ/ي أيضًا | رئيس الحكومة اللبنانية: سنلتزم بالإجماع العربي

 

التعليقات