العراق: انطلاق حملة عسكرية لتحرير الفلوجة من قبضة داعش

بدأت القوّات العراقيّة، أمس الإثنين، هجومًا واسع النّطاق بدعم محليّ وخارجيّ، لاستعادة مدينة الفلّوجة التي تشكّل حاليًّا أحد أبرز معاقل تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش).

العراق: انطلاق حملة عسكرية لتحرير الفلوجة من قبضة داعش

القوّات العراقيّة تحشد قبيل انطلاق حملة تحرير الفلّوجة

بدأت القوّات العراقيّة، أمس الإثنين، هجومًا واسع النّطاق بدعم محليّ وخارجيّ، لاستعادة مدينة الفلّوجة التي تشكّل حاليًّا أحد أبرز معاقل تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش).

وأعلن رئيس الوزراء، حيدر العبّادي، بدء العمليّة ليلًا. وقال للتلفزيون 'منذ السّاعات الأولى، حقّق المقاتلون الشّجعان تقدّمًا في عدّة اتّجاهات لاستعادة جميع المناطق التي يحتلّها تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) حول الفلّوجة'.

من جهته، أكّد التّنظيم المتطرّف في بيان 'صدّ هجوم واسع النّطاق للقوّات العراقيّة' مشيرًا إلى تدمير عدد من الآليّات.

وقد أعلن العبّادي على مواقع التّواصل الاجتماعيّ 'عمليّة تحرير الفلّوجة. دقّت ساعة التّحرير واقتربت لحظة الانتصار الكبير، وليس أمام داعش إلّا الفرار'.

وأضاف 'اليوم سنمزّق رايات الغرباء السّود الذين اختطفوا هذه المدينة والعلم العراقيّ سيرفع ويرفرف عاليًا فوق أراضي الفلّوجة'.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنّ 'القوّات الخاصّة والجيش والشّرطة والحشد الشّعبيّ ومقاتلي العشائر ستشارك في عمليّة تحرير الفلّوجة' الواقعة على بعد 50 كيلومترًا، إلى الغرب من بغداد.

وأعلنت القوّات العراقيّة، مساء الإثنين، السّيطرة على مدينة الكرمة، الواقعة في شمال شرق الفلّوجة. وقال العميد عبد الوهّاب السّعديّ، 'لقد رفعوا العلم العراقيّ على مقرّ البلديّة' في المدينة.

وأفاد المتحدث باسم قوّات التّحالف، ستيف وارن، أنّ هذه القوّات شنّت 21 غارة جويّة استهدفت مواقع لتنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) في الفلّوجة وحولها منّذ 17 أيّار/مايو. في حين أعلن متحدّث باسم البنتاغون، أنّ الجيش الأميركيّ مستعدّ لنشر مروحيّات عسكريّة في حال طلبت الحكومة العراقيّة ذلك.

والفلّوجة أبرز معاقل التّنظيم الجهاديّ منذ كانون الثّاني/يناير 2014.

وذكر مصوّر من وكالة فرانس برس أنّ القوّات العراقيّة لم تدخل إلى المدينة، لكن طائرات حربيّة تواصل توجيه ضربات إلى أهداف في داخلها.

وتمثّل استعادة السّيطرة على المناطق التي تخضع لسيطرة المتشدّدين، بينها الفلّوجة، أهمّ الأمور التي تشغل المسؤولين العراقيّين وفي مقدّمتهم العبادي.

وتلعب قوّات الحشد الشّعبيّ، وغالبيّتها فصائل شيعيّة مدعومة من إيران، دورًا مهمًّا في مساندة القوّات العراقيّة. وأكّد بيان لهيئة الحشد الشّعبيّ انطلاق العمليّة من ستّة محاور.

وتلعب قوّات التّحالف بقيادة واشنطن، دورًا مهمًّا في دعم القوّات العراقيّة في تنفيذ العمليّات، بينها خطوات أولى لاستعادة الموصل، ثاني مدن العراق، من سيطرة التّكفيريّين.

آلاف المدنيّين

نفّذت قوّات التّحالف خلال الأسبوع الماضي، سبع ضربات جويّة في الفلّوجة. كما أعلنت القوّات العراقيّة عن قصف أهداف في المدينة بطائرات حربيّة طراز 'إف-16'.

وفي بيان رسميّ، طلبت قيادة العمليّات المشتركة من سكّان المدينة، الاستعداد للخروج منها عبر طرق مؤمّنة.

كما دعا البيان جميع الأسر إلى 'الابتعاد عن مقرّات عصابات داعش وتجمّعاتها، إذ سيتمّ التّعامل معها كأهداف للطيران الحربيّ'.

من جهة أخرى، طلبت القيادة في بيان منفصل من 'كافّة العائلات التي لا تستطيع الخروج من الفلّوجة، رفع راية بيضاء على مكان تواجدها'.

وقالت مصادر رسميّة، إنّ عشرات العائلات تمكّنت من الخروج من الفلّوجة التي يمنع التّكفيريّون الأهالي من مغادرتها. والقوّات العراقيّة متّهمة بمحاصرة المدينة ومنع وصول الموادّ الغذائيّة إلى المدنيّين.

بدورها، أكّدت المفوضيّة العليا للاجئين، التّابعة للأمم المتّحدة أنّ أيّ 'مساعدات لم تدخل الفلّوجة منذ أن استعادت الحكومة السّيطرة على الرّمادي'.

باتت القوّات العراقيّة تحاصر الفلّوجة من معظم الجهات بعدما استعادت السّيطرة على مساحات واسعة في محافظة الأنبار ذات المساحة الشّاسعة بينها الرمادي كبرى مدن المحافظة.

من جهتها، أعربت الأمم المتحدة عن 'قلقها البالغ' حيال المدنيّين في الفلّوجة.

وقال المتحدّث باسم المنظّمة الأمميّة، ستيفان دوجاريك، إنّ الأمم المتّحدة تقدّر وجود نحو 50 ألف شخص حتّى الآن في الفلّوجة، وأنّه 'من المهمّ أن يكون هناك ممرّات آمنة للسكّان' للفرار من المدينة.

معقل المسلّحين

شنّت القوّات الأميركيّة هجومين واسعين ضدّ المسلّحين المتواجدين في الفلّوجة عام 2004، اعتبرا الأعنف من حرب فيتنام.

وتتوفّر لدى القوّات العراقيّة خصوصًا بمساندة مقاتلي عشائر الأنبار، معلومات واسعة عن المنطقة، تؤمّن لها تنفيذ العمليّة، لكن ينقصها التّدريب وقوّة السّلاح التي تمتلكها القوّات الأميركيّة.

وتمكّن تنظيم الدّولة الإسلامية (داعش) المتطرّف من السّيطرة على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق منذ الهجوم الواسع في حزيران/يونيو 2014، بسبب إخفاق القوّات العراقيّة في وقف الهجوم رغم الفارق العدديّ الكبير بين الجانبين.

وأعلن المتشدّدون 'دولة الخلافة' في المناطق الواسعة التي سيطروا عليها بعد ذلك التّاريخ، في العراق وسورية.

وقتل عدد كبير من قادة التّنظيم في ضربات جويّة نفّذتها قوّات التّحالف، خلال الفترة الماضية.

وأعلن التّحالف الدّوليّ، مطلع الشّهر الحاليّ، قتل أحد قادة التّنظيم البارزين وصف بقائد التّنظيم العسكريّ في محافظة الأنبار.

واعترف المتحدّث باسم التّنظيم، أبو محمّد العدنانيّ، في رسالة صوتيّة، السّبت، بأنّ التّنظيم يفقد سيطرته على مناطق كثيرة.

وستكون معركة الفلّوجة أكبر تحدّ يواجه تواجد التّنظيم المتطرّف في العراق.

اقرأ/ي أيضًا| العراق: مواجهات عنيفة مع بدء معركة تحرير الفلوجة

التعليقات