الفلوجة: مواصلة النزوح عبر الممر الآمن وإرهابيو داعش يفرون

يبذل سكّان مدينة الفلّوجة، غرب بغداد، أقصى جهودهم للهرب من قبضة الإرهابيّين الذين اتّخذوا مدينتهم معقلًا وذلك عبر ممرّ آمن فتحته قوّات الجيش، ساعد في إخلاء أربعة آلاف مدنيّ، نهاية الأسبوع.

الفلوجة: مواصلة النزوح عبر الممر الآمن وإرهابيو داعش يفرون

يبذل سكّان مدينة الفلّوجة، غرب بغداد، أقصى جهودهم للهرب من قبضة الإرهابيّين الذين اتّخذوا مدينتهم معقلًا وذلك عبر ممرّ آمن فتحته قوّات الجيش، ساعد في إخلاء أربعة آلاف مدنيّ، نهاية الأسبوع.

لكنّ الشّرطة في محافظة الأنبار أشارت إلى توقيف أكثر من 500 شخص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) أثناء محاولتهم الفرار بين المدنيّين.

وقال قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيح، الإثنين 'قبضنا على 546 شخصًا متّهمًا بالإرهاب، نزحوا ضمن العائلات النّازحة، بهويّات مزوّرة، خلال الأسبوعين الماضيين'.

وبدأت القوات العراقيّة بمساندة التّحالف الدّوليّ فجر 23 أيّار/مايو، عمليّة استعادة السّيطرة على الفلّوجة (50 كلم غرب بغداد) التي حقّقت تقدّمًا خصوصًا في المحور الجنوبيّ للمدينة.

دفع ذلك بالإرهابيّن إلى تضييق الخناق على عشرات آلاف المدنيّين من الأهالي لاستخدامهم كدروع بشريّة. بدورها، قامت القوّات الأمنيّة بفتح ممرّات لمساعدة السّكّان على الخروج من المدينة التي باتت ساحة قتال، وتمكّن الجيش من تأمين ممرّ ساعد في خروج أربعة آلاف شخص خلال اليومين الماضيين، بحسب ما أفاد المجلس النّرويجيّ للّاجئين.

وأعلنت مسؤولة في الأمم المتّحدة الإثنين، أنّ أكثر من سبعة آلاف عراقيّ فرّوا من الفلّوجة خلال الأيّام القليلة الماضية عبر ممرّ آمن أقامته القوّات العراقيّة التي تعمل على فتح ممرّ آخر.

وقالت نائبة المبعوث الأمميّ إلى العراق، ليز غراندي، للصحافيّين، إنّ المخيّمات التي أقيمت خارج الفلّوجة لتوفير المأوى أصبحت مليئة الآن، كما أنّ الظّروف داخل المدينة أسوأ من المتوقّع.

وأضافت 'النّاس الذين خرجوا من الفلّوجة خسروا كلّ شيء، لقد فرّوا بدون أن يأخذوا معهم أيّ شيء'.

وأوضحت غراندي أنّ ما يصل إلى 50 ألف عراقيّ لا يزالون داخل المدينة.

ويمكّن الممرّ الآمن المدنيّين من الخروج من جنوب غرب الفلّوجة، بينما تعمل القوّات العراقيّة والمقاتلون من القبائل على فتح طريق ثان.

وقالت غراندي إنّها لا تعلم متى سيتمّ فتح الطّريق الثّاني.

وتمّ إخلاء عائلات غالبيّتها نساء وأطفال، إلى معسكري الحبّانية والخالديّة، كلاهما قرب الفلّوجة.

وقال المستشار الإعلاميّ للمجلس النّرويجيّ للّاجئين، كارل شمبري 'نحن مرتاحون، لكنّ هذا يعني بأنّنا كمجتمع إنسانيّ معنيّون بالكامل' محذّرًا من عدم توفّر الموارد ومياه الشّرب الكافية لجميع النّازحين.

وأشار إلى نقص كبير في الجهود العامّة للإغاثة في العراق، ما يعرقل تأمين الموادّ بسرعة. ويقدّر احتياج المنظّمات الإنسانيّة خلال الأشهر السّتّة القادمة بـ 10 ملايين دولار لتأمين الموادّ الغذائيّة والصّحيّة ومياه الشّرب للنازحين.

ومن المتوقّع أن يتمّ إجلاء الالاف من الأهالي خلال السّاعات المقبلة، رغم رحلتهم المحفوفة بالمخاطر وتهديدات الإرهابيّين الذين يحاولون منعهم بجميع الأشكال.

وتمكّنت أكثر من 4596 عائلة، أي نحو 27 ألف و580 شخصًا، من الهروب من المدينة والوصول إلى مخيّمات للنازحين، منذ انطلاق العمليّة العسكريّة.

مجزرة

مصاعب كبيرة تواجه المدنيّين على طريق الهرب، السّير عبر الألغام وعبور نهر الفرات بأيّ ثمن.

وفي حادث يعدّ الاسوأ حتّى الآن، قتل 18 شخصًا برصاص مسلّحي التّنظيم الإرهابيّ لدى وصولهم إلى تقاطع السّلام، جنوب غرب الفلّوجة، الجمعة.

وقال ضابط كبير في قيادة العمليّات المشتركة إنّ 'داعش قتل بإطلاق النّار على سكّان كانوا يهربون عند وصولهم إلى تقاطع السّلام، ما أدّى إلى قتل 18 شخصًا وإصابة عشرات بجروح'.

وأضاف أنّ القوّات العراقيّة التي كانت تبعد نحو 200 متر ويفصل بينها وبين الإرهابيّين ساترًا ترابيًّا بارتفاع ثلاثة أمتار، أنقذت عددًا من الجرحى.

وقال أحد أفراد عشيرة البوحاتم، سامي البوحاتم، إنّ 'قوّات الجيش أنقذت ثلاثة من أقاربي، همّ شاب وطفلان من المجزرة، فيما نقل داعش جرحى وجثث قتلى إلى داخل المدينة'.

ووصف ما جرى بأنّه 'مجزرة لأنّ عائلات أبيدت بالكامل'.

بدوره، قال أحمد الغنيم من عشيرة البوصالح إنّ 'العائلات دفعت 100 دولار عن كلّ فرد لمهرّب من عناصر التّنظيم ليساعدهم على تجاوز العبوّات النّاسفة والألغام'.

وذكر أحد العاملين في مخيّم للنازحين في منطقة عامريّة الفلّوجة (جنوب غرب) أنّ 'عناصر داعش هرّبوا عددًا كبيرًا من عائلاتهم إلى خارج الفلّوجة، لكنّهم أبقوا الآخرين كدروع بشريّة'.

وأضاف 'لدينا في المخيّم أطفال وزوجات قياديّين في داعش لكنّنا نعاملهم بإنسانيّة'.

وأكّد أنّ 'محاولات العائلات للفرار مستمرة'.

اقرأ/ي أيضًا | ‏ارتفاع عدد النازحين العراقيين إلى 3.6 ملايين

في غضون ذلك، تواصل القوّات العراقيّة التّقدّم باتّجاه مركز الفلّوجة، رغم مقاومة مسلّحي التّنظيم الإلاهابيّ، ما يضاعف القلق إزاء مصير المدنيّين الذين مازالوا محاصرين داخل المدينة .

التعليقات