احتدام معركة الموصل وتأهب لاستقبال اللاجئين

تمكنت قوات الجيش العراقي والشرطة والبيشمركة، من تحرير 19 قرية في اليوم الأول من عمليات استعادة مدينة الموصل مركز محافظة نينوى.

احتدام معركة الموصل وتأهب لاستقبال اللاجئين

 بدأت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بإنشاء مخيم بمنطقة الخارز شرق مدينة الموصل، شمالي العراق، لاستقبال النازحين مع انطلاق عملية تحرير المدينة من قبضة تنظيم 'داعش' الإرهابي.

ويبعد المخيم 40 كلم عن الموصل، حيث أن إنشاءه يأتي ضمن الاستعدادات لاستقبال الفارين من الاشتباكات الدائرة بين القوات العراقية من جيش وبيشمركة، ضد 'داعش'.

وأوضحت التقارير الصحفية أن المخيم بدأ بإنشائه قرب قرية 'حسن شام' التابعة لقضاء الحمدانية، حيث تواصل الآليات تسوية الأراضي، إلى جانب نصب أسلاك شائكة بمحيط المكان.

وذكرت أن قوات البيشمركة ستتولى توفير الحماية للمخيم.

ويعتقد أن نحو مليون ونصف المليون مدني يتواجدون في الموصل، التي يسيطر عليها 'داعش' منذ صيف 2014، ويتخوف من موجة نزوح كبيرة من المدينة مع بدء العملية العسكرية لاستعادتها.

وانطلقت، فجر أمس الإثنين، معركة استعادة الموصل من 'داعش'، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أو الشرطة، أو قوات الحشد الشعبي (غالبيتها من الشيعة)، أو قوات حرس نينوى (سنية) الى جانب دعم التحالف الدولي.

وبدأ العديد من المواطنين الفارين من المناطق المتاخمة لمدينة الموصل بالنزوح نحو ناحية القيارة (60 كم جنوب الموصل) وذلك بسبب الاشتباكات الدائرة بين القوات العراقية، من جيش وبيشمركة، مع تنظيم 'داعش'.

 وأطلق الجيش العراقي إلى جانب قوات البيشمركة وعدد من المجموعات العشائرية التي قامت القوات التركية بتدريبها، بالإضافة إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أمس الإثنين، هجوما يستهدف تطهير المدينة من تنظيم 'داعش'   الذي سيطر عليها صيف عام 2014.

وتمكنت قوات الجيش العراقي والشرطة والبيشمركة، من تحرير 19 قرية في اليوم الأول من عمليات استعادة مدينة الموصل مركز محافظة نينوى.

وزير الدفاع التركي: توصلنا لاتفاق مع التحالف لمشاركة مقاتلاتنا في تحرير الموصل  

وعلى صعيد متصل، قال وزير الدفاع التركي، فكري إيشيق، إن بلاده توصلت لاتفاق مع التحالف الدولي لمشاركة مقاتلاتها في عملية تحرير مدينة الموصل، شمالي العراق، من قبضة تنظيم 'داعش' الإرهابي.

جاء ذلك في معرض رده على أسئلة الصحفيين الأتراك، في سفارة أنقرة بالعاصمة الإيطالية روما، عقب مشاركته باجتماع وزراء دفاع دول جنوب شرق أوروبا.

وحول رأيه في المؤتمر الذي سيعقد بعد غد، في باريس، لمناقشة مستقبل الموصل، والتي دعيت تركيا للمشاركة فيه، قال إيشيق 'إنه من الطبيعي أن نتواجد في الاجتماعات والتطورات المتعلقة بالموصل، وإنه من غير الممكن اتخاذ قرار حول مستقبل المدينة دون تركيا'.

أوباما: سلامة ومساعدة مدنيي الموصل في مقدمة أولويات أمريكا وإيطاليا

وفي سياق معركة تحرير الموصل وتداعياتها الإقليمية، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما،  أن سلامة ووصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في مدينة الموصل العراقية، التي تشهد عملية عسكرية لتحريرها من تنظيم 'داعش'، هي أكبر أولويات الولايات المتحدة وإيطاليا.

وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك عقده بواشنطن عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي إن 'كلانا نركز، بالإضافة إلى اقتلاع تنظيم داعش، على سلامة ووصول الإغاثة الإنسانية إلى مليون مدني تقريباً ممن لازالوا يعيشون في الموصل، ويحاولون الفرار من القتال، وهو أمر ستكون له الأولوية الكبرى لدى كلتا حكومتينا'.

أوباما أكد كذلك على أن معركة الموصل سيتخللها 'تقدم وتراجع'، غير أنه أكد أن 'داعش سوف يُهزم في الموصل كما هزم في مختلف أنحاء العراق، وستكون هذه خطوة أخرى باتجاه فنائهم النهائي'.

 الأسد وحلفاؤه يرون مخاطر في حملة الموصل

 بالمقابل، يرى نظام بشار الأسد وحلفاؤه مخاطر من احتمال أن يعيد 'داعش' تنظيم صفوفه في شرق سوريا إذا اضطر للخروج من مدينة الموصل العراقية في عملية تدعمها الولايات المتحدة مما سيشكل مخاطر جديدة على نظام الأسد.

وحذر الجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة معه مما وصفاها بخطة أمريكية لفتح ممر لانسحاب  'داعش' إلى سورية، فيما وصف متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية هذا الزعم بأنه 'سخيف'.

ورغم أن التنظيم خسر أراضي في سورية إلا أنه لا يزال يسيطر على أجزاء من شرق البلاد منها تقريبا كل محافظة دير الزور المتاخمة للعراق.

اقرأ/ي أيضًا | التقدم في الموصل مستمر نحو 'المعركة الكبرى'

وقال بيان الجيش السوري 'أي محاولة لعبور الحدود هي بمثابة اعتداء على سيادة الجمهورية العربية السورية وأن كل من يقدم على هذه المحاولة يعد إرهابيا وسيتم التعامل معه بجميع القوى والوسائط المتاحة'.

قيادي في "الحشد الشعبي": مقاتلونا لن يدخلوا الموصل

 إلى ذلك، قال القيادي البارز في الحشد الشعبي (ميليشيات شيعية موالية للحكومة) هادي العامري، إن مقاتلي الحشد لن يدخلوا مدينة الموصل خلال الحملة العسكرية الجارية لاستعادتها من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأضاف العامري خلال مؤتمر صحفي من مدينة النجف، اليوم الثلاثاء، في أعقاب اجتماع قادة الحشد الشعبي مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن "مقاتلي الحشد وقوات البيشمركة الكردية لن تدخل الموصل وإنما سترابط في محيط المدينة".

وأوضح العامري، الذي يتزعم كتائب "بدر (أكبر فصيل شيعي مسلح وينضوي ضمن قوات الحشد الشعبي)"، أن قوات الجيش والشرطة "ستتولى هذه المهمة(دخول المدينة) وفق ما تم الاتفاق عليه بين الجميع".

وأبدى العامري تخوفه من أن يستخدم "داعش" المدنيين "كدروع بشرية خلال الحملة العسكرية. ذلك سيطول من أمد المعركة، ويصعب مهمة القوات العراقية".

وقال الصدر خلال المؤتمر الصحفي نفسه، "اتفقنا على أن يتكاتف الجميع والعمل لما فيه خدمة للعراق، وأن نكون جميعًا داعمين للقوات العراقية".

وأضاف، "كانت لي بعض المخاوف لكنها زالت بعد الاجتماع".

وكثيرًا ما انتقد الصدر مشاركة الحشد في المعارك الرئيسة ضد تنظيم "داعش".

وطالب مرارًا بالتحقيق في الاتهامات الموجهة لمقاتلي الحشد بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين السنة في المناطق التي يجري استعادتها من داعش.

ويواجه "الحشد" اتهامات متكررة بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين السنة من قبيل عمليات الإعدام الميدانية وتعذيب الفارين من مناطق النزاع أو المناطق التي شارك في الدخول إليها، ويخشى من أن يتكرر الأمر في الموصل، وينفي قادة الحشد تلك الاتهامات ويقولون إنها حالات فردية لا ترقى إلى المنهجية.

وفي وقت سابق اليوم اتهمت منظمة العفو الدولية، مقاتلي الحشد بارتكاب ما وصفته بانتهاكات حقوقية ترقى إلى مرتبة جرائم حرب.

وأصدرت المنظمة تقريرًا استند إلى روايات معتقلين سابقين وأقارب لأشخاصٍ اختفوا قسريًا، وأطباء يعملون في مستشفيات حكومية، وثّقت فيه ما اعتبرته انتهاكات جسيمة وقعت بحق عراقيين سنة من سكان مدن وبلدات كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش.

التعليقات