عون يستقبل إيران ومبعوث الأسد والحريري يتمسك بالخليج

أصبح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أول وزير أجنبي يلتقي بالرئيس اللبناني الجديد، ميشال عون، في خطوة تسلط الضوء على الصراع الذي تخوضه إيران مع منافستها الإقليمية السعودية لضمان نفوذ لها في بيروت.

عون يستقبل إيران ومبعوث الأسد والحريري يتمسك بالخليج

أصبح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أول وزير أجنبي يلتقي بالرئيس اللبناني الجديد، ميشال عون، في خطوة تسلط الضوء على الصراع الذي تخوضه إيران مع منافستها الإقليمية السعودية لضمان نفوذ لها في بيروت.

وانتخب عون الحليف المقرب من حزب الله المدعوم من إيران رئيسا للجمهورية اللبنانية في الأسبوع الماضي.

وكان عون التقى في وقت سابق، اليوم الاثنين، مبعوثا من الرئيس النظام السوري، بشار الأسد.

بالتوازي مع ذلك استقبل سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة، اليوم الاثنين، سفراء دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال ظريف بعد وصوله إلى بيروت يرافقه وفد اقتصادي وسياسي رفيع المستوى إنه يأمل في تعزيز العلاقات مع لبنان.

ونقل المبعوث السوري، منصور عزام، وزير شؤون الرئاسة السورية تهنئة الأسد لعون بانتخابه رئيسا للبنان معبرا عن أمله في أن يكون 'العهد الجديد. فيه الخير والاستقرار والأمن للبلد الشقيق لبنان والذي يعكس بدوره استقرار المنطقة واستقرارنا حتى في سوريا.'

وأضاف عزام أنّه 'لم تكن هناك صفحة قديمة كي تكون هنالك صفحة جديدة. هي صفحة مستمرة في علاقات متواصلة ومتوازنة. والعنوان الرئيسي لها هو المصلحة المشتركة للبلدين والأمن والاستقرار.'

وجاءت لقاءات عون مع المبعوثين الإيراني والسوري، في الوقت الذي اعتبر فيه الحريري أن العهد الجديد يمثل فرصة لإحياء العلاقات مع دول الخليج.

وقال 'إن تولي فخامة العماد ميشال عون سدة رئاسة الجمهورية والحكومة العتيدة الجاري تشكيلها يمثلان فرصة لتجديد التأكيد على هوية لبنان العربية ولإعادة الزخم والحرارة لعلاقات لبنان بأشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي.'

الحريري: لبنان يتطلع لإعادة الزخم لعلاقاته بأشقائه في دول 'التعاون الخليجي'

اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري تولي العماد ميشال عون سدة رئاسة الجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة فرصة للتأكيد على هوية لبنان العربية وإعادة الزخم والحرارة لعلاقات لبنان بأشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي.

 جاء ذلك خلال استقبال الحريري في بيروت، اليوم الإثنين، سفراء دول مجلس التعاون الخليجي وهم سفير الكويت عبد العال القناعي، وسفير الإمارات حمد سعيد الشامسي، وسفير قطر علي بن حمد المري، والقائم بالأعمال بسفارة السعودية وليد بخاري، والقائم بأعمال سفارة سلطنة عمان خالد بن علي حاردان.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إنه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأكد الحريري خلال اللقاء أن: 'لبنان الذي يتطلع إلى مساعدة المجتمع الدولي عمومًا على مواجهة أعباء النزوح السوري وإعادة إطلاق عجلة التنمية في اقتصاده، يعلم أن المحرك الأول لهذه المساعدات كان وسيبقى مجلس التعاون الخليجي ودوله وحكوماته وقياداته'.

بدوره أكد سفير الكويت عبد العال القناعي 'وقوف دول الخليج العربية إلى جانب لبنان كي يحقق ازدهاره وتقدمه وأمنه واستقراره'.

وشهدت العلاقات بين لبنان ودول الخليج تأزمًا منذ اتخذت السعودية قرارًا في شباط/ فبراير الماضي، بوقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني بسبب ما وصفته بـ'هيمنة حزب الله على الحياة السياسية في البلاد'.

وتوالت القرارات التصعيدية مثل منع مواطنيها من السفر إلى لبنان، وصولًا إلى تصنيف الحزب من قبل مجلس التعاون بأنه 'منظمة إرهابية' في 2 آذار/ مارس الماضي.

وتوقع مراقبون بدء تحسن العلاقة، مع وصول ثامر السبهان، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، إلى بيروت في 27 تشرين أول/أكتوبر الماضي، في أول زيارة لوزير سعودي إلى لبنان منذ توتر العلاقات قبل أشهر، ولقائه ميشال عون قبيل أيام من انتخابه رئيسًا للبنان.

وتعززت تلك التوقعات مع توالي تهاني قادة دول الخليج لعون بتوليه الرئاسة وتأكيدهم على دعم واستقرار لبنان ووحدته.

وفاز عون الإثنين الماضي، برئاسة لبنان بعد حصوله على 83 صوتاً من أصوات النواب الـ127، الذين حضروا الجلسة، وهم كل النواب باستثناء نائب واحد قدم استقالته، ثم كلف عون زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بتشكيل الحكومة.

 واعتبر الفراغ الرئاسي مؤشرا على الصراع السياسي الكامن بين الأطراف السياسة في لبنان الذي زادته الحرب الأهلية في سوريا سوءا مما أصاب صناعة القرار والتنمية الاقتصادية والخدمات الأساسية بالشلل وأثار المخاوف على استقرار البلاد.

اقرأ/ي أيضًا| الحريري يبدأ اتصالاته لتشكيل حكومة وفاق وطني

وسلطت الصفقة التي أتت بعون إلى سدة الرئاسة الضوء على الدور المتعاظم لحزب الله في لبنان، في مقابل تراجع دور السعودية الداعمة الرئيسية للحريري والتي تركز جهودها حاليا على مواجهة النفوذ الإيراني في مناطق أخرى في المنطقة.

التعليقات