معركة الموصل... نزوح للمدنيين وتوغل للعسكريين

هرب آلاف من الموصل منذ بدأت القوات العراقية والقوات الخاصة إلى جانب قوات الحشد الشعبي والبشمركة الكردية وجماعات أخرى حملتها لاستعادة الموصل من "داعش" قبل نحو شهر.

معركة الموصل... نزوح للمدنيين وتوغل للعسكريين

هرب آلاف من الموصل منذ بدأت القوات العراقية والقوات الخاصة إلى جانب قوات الحشد الشعبي والبشمركة الكردية وجماعات أخرى حملتها لاستعادة الموصل قبل نحو شهر.

وأفاد مصدر عسكري أن قوات جهاز مكافحة الارهاب التابع لوزارة الدفاع العراقية، توغلت اليوم الخميس، في حي عدن شرقي مدينة الموصل، لاستعادته من قبضة تنظيم 'داعش' الإرهابي.

واستعادت القوات العراقية والمتحالفين معها، خلال الأيام الماضية، عشرات القرى والبلدات في محيط المدينة من قبضة 'داعش'، كما تمكنت من دخول الموصل من الناحية الشرقية.

وتشير التوقعات إلى أن معركة الموصل سوف تكون مكلفة من ناحية الخسائر البشرية بالنسبة للمدنيين العزل والقوات المسلحة، ما لم تقم قوات التحالف بعملية برية خاطفة لكسر خط الصد الأول للتنظيم وتسهيل مهمة القضاء عليه فيما بعد على القطعات العسكرية العراقية.

وتواجه القوات العراقية صعوبات كبيرة جدا في اقتحام الأحياء السكنية لمدينة الموصل لاستخدام تنظيم 'داعش' للعبوات الناسفة والبراميل المتفجرة والسيارات المفخخة والقناصة وشبكة أنفاق، فضلا عن ذلك معرفة عناصر التنظيم بجغرافية المنطقة.

كانت قوات البشمركة الكردية، اليوم الخميس، في استقبال عشرات العراقيين الذين هربوا في الآونة الأخيرة من المناطق المحررة في الموصل بحثا عن الأمان بالقرب من بلدة بعشيقة.

وتقع البلدة على بعد 15 كيلومترا من الموصل وتحررت في الآونة الأخيرة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش' بفضل قوة من البشمركة قوامها 2000 جندي.

وكان النازحون رجالا ونساء ينتظرون أن يتم نقلهم إلى مخيمات للاجئين. وكان بعض الهاربين ممن أخذهم التنظيم رهائن وأبقاهم هناك لأكثر من عامين.

وتقول جنان محمد ياسين إحدى النازحات 'أخذونا رهائن يعني جابونا للموصل وحاصرونا سنتين ونص ما خلونا نعبر من أي باب يعني بوابة الموصل ما خلونا نعبر. وهاي بنتي صار لي سنتين ونص ما شايفتها وهي ساكنة بتكريت.'

وقال رجل آخر يدعى برزان إن 'داعش' يصادر السيارات ووثائق الهوية لمنع الناس من الهرب من المدينة.

وقال 'سكننا بالموصل عصينا بدنا نرجع لأهلنا ما نجدر نرجع يحتجزونا يأخذون السيارة ما يخلوا حدا يطلع خارج والجبل، الطريق مسدود، يعني الناس عبرت من الفاضلية عالنوراني وهسا طلعنا. هسا صارلنا أسبوع عشرة أيام طالعين من الموصل.'

القوات العراقية تتوغل في حي 'عدن' شرقي الموصل

وتخوض قوات جهاز مكافحة الإرهاب منذ 32 يوماً معارك شرسة ضد مسلحي 'داعش' في المحور الشرقي للموصل تكبد خلالها الطرفين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

وقال العقيد في الجهاز مهدي عبد الستار إن 'اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت بين القوات العراقية وتنظيم داعش على مشارف حي عدن استمرت لأكثر من 9 ساعات استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة من كلا الطرفين'.

وأضاف أن قوات بلاده تمكنت على إثر ذلك من 'الدخول إلى الحي والتوغل فيه بسرعة كبيرة بعد القضاء على أغلب مصادر النار التابعة للعدو'.

وأشار إلى أن '70% من الحي الآن تحت سيطرة القوات وأن التقدم سوف يتواصل خلال الساعات القادمة لاستعادة السيطرة على الحي بنحو كامل وإعلان تحريره'.

هذا وتسيطر القوات نفسها، على حيي الزهراء والانتصار شرقي الموصل بشكل تام، فيما تخوض معارك ضد التنظيم في أحياء القادسية الثانية والبكر والكرامة والميثاق.

لفت الضابط عبد الستار إلى أن طيران التحالف الدولي لم يتدخل في هذا المواجهات، موضحاً أن 'القوات تمكنت من وضع خطة محكمة لمعالجة العجلات المفخخة التي يرسلها التنظيم'، دون الإشارة إلى هذه الخطة كونها تندرج ضمن المعلومة الاستخباراتية.

وفي الجبهة الجنوبية التي تقاتل فيها قوات الشرطة الاتحادية في مسعى للوصول إلى مطار الموصل الذي يبعد نحو خمسة كيلومترات من مركز المدينة، قال قائد الشرطة الاتحادية رائد شوكت جودت، في بيان له، إن قواته قتلت 18 من مسلحي 'داعش' خلال تطهير قرية على مقربة من بلدة حمام العليل.

اقرأ/ي أيضًا| الحشد الشعبي يعلن انتزاع قاعدة تلعفر من "داعش"

وانطلقت معركة استعادة الموصل في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أو الشرطة، مدعومين بالحشد الشعبي، وحرس نينوى، إلى جانب البيشمركة.

وتحظى الحملة العسكرية بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

التعليقات