الموصل: عيادة ميدانية تضيق بضحايا قذائف وقناصة "داعش"

القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة تواجه مقاومة شرسة من عناصر "داعش" في محاولتها لطردهم من معقلهم في الموصل، حيث نشروا سيارات ملغومة واستخدموا مدنيين كدروع بشرية لإعاقة تقدم خصومهم

الموصل: عيادة ميدانية تضيق بضحايا قذائف وقناصة

(رويترز)

سارع مسعفون عسكريون عراقيون إلى نقل رجل، هشمت شظية من قذيفة مورتر فكه، إلى عيادتهم الميدانية المؤقتة على المشارف الشرقية لمدينة الموصل.

وقام المسعفون بتضميد الجرح وحقنوا المصاب بالمورفين بعد أن كان يلهث من شدة الألم وينزف بغزارة على سرير ميداني وضع في الفناء الخلفي لمنزل مهجور.

وبعد ثوان أدخل طفل مصاب بثقب كبير في ساقه وذراع تغطيها جروح أصيب بها جراء انفجار قذيفة. وقال المسعف إنه "يوجد بالفعل أكثر من 30 أصيبوا بجروح اليوم... وقتيلان".

وجاء جميع المصابين من المناطق الأقرب إلى وسط الموصل التي تحاول القوات العراقية استعادتها من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منذ أسبوعين، لكن الصعوبة تكمن في تأمينها تماما إذ أن المدنيين مازالوا في مرمى قذائف المورتر التي يطلقها عناصر التنظيم ورصاصات قناصيهم.

وطوال الصباح كانت مركبات مدرعة سوداء تابعة لقوات مكافحة الإرهاب تسرع إلى العيادة وهي تنقل الضحايا ومن بينهم رجل مسن أصيب برصاصة في ركبته وآخر بجرح في ساقه وفتاة أصيبت في الصدر.

وتواجه القوات المدعومة من الولايات المتحدة مقاومة شرسة من عناصر "داعش" في محاولتها لطردهم من معقلهم الحصين في الموصل حيث نشروا سيارات ملغومة واستخدموا مدنيين كدروع بشرية لإعاقة تقدم خصومهم.

وقال المسعف محمد (23 عاما) في منطقة كوكجالي إن "معظم الضحايا هنا مدنيون... تنظيم الدولة الإسلامية يقصف بعشوائية أو يستهدف المدنيين بقذائف المورتر ورصاص القناصة. معظم المصابين هم جراء قذائف المورتر".

وأشار محمد إلى أن "جزءا من المشكلة يكمن في تأمين المناطق التي استعادتها القوات الخاصة... لو حضرت وحدات أكبر من الجيش أو من الشرطة الاتحادية إلى المناطق التي تستعيدها قوات مكافحة الإرهاب بعد تقدمها لربما صار عدد المصابين أقل وعملنا أكثر سهولة".

وقال الطبيب العسكري، النقيب نزار، إن زملاءه يعالجون بين 50 و200 مدني مصاب يوميا. وأضاف أنه "كان لدينا 25 قتيلا مدنيا أمس".

ورفع المسعفون علما أبيض عليه علامة الصليب الاحمر على مقربة من العيادة التي تضرر مبناها جراء القذائف وكان خاليا إلا من الأسرة الميدانية المستخدمة لعلاج المصابين.

وقال النقيب نزار إن الحالات الخطرة تنقل إلى المستشفى الذي يبعد في بعض الأحيان ساعة بالسيارة في أربيل عاصمة إقليم كردستان شبه المستقل. لكن في بعض الحالات كان يبدو واضحا للمسعفين أن هذه الخطوة لن تجدي.

وفي وقت سابق كان أحمد حسين يقف وهو ينتحب فوق جثة ابنه أيمن (17 عاما) الذي قتل برصاصة في ظهره قبل نصف ساعة في حي الزهراء في الموصل.

وقال حسين (48 عاما) بصوت مرتجف إنه "كان قناصا على ما اعتقد... اخترقت الرصاصة جسده مباشرة إلى قلبه".

التعليقات