الجيش العراقي يواصل التوغل بالموصل ومدنيون يفرون

يتوقع قادة عسكريون أن تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها، ويرجع ذلك جزئيا إلى صعوبة حركة الدبابات والعربات المدرعة عبر الأزقة الضيقة التي تنتشر بالأحياء القديمة الغربية.

الجيش العراقي يواصل التوغل بالموصل ومدنيون يفرون

تقدمت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة داخل مزيد من المناطق في غرب الموصل، اليوم السبت، ومنها العديد من الأحياء الجنوبية المأهولة، بعد يوم من اختراق دفاعات تنظيم 'داعش' في آخر معقل كبير للمتشددين في البلاد.

 وقال وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف، إن فرق الوزارة أجلت أكثر من 1500 نازح من النصف الغربي لمدينة الموصل، من الفارين من معارك استعادة المدينة من تنظيم 'داعش' الإرهابي.

وأوضح الجاف في بيان مكتوب أن 'فرق الوزارة أجلت 1508 نازحين من حي المأمون في النصف الغربي للمدينة من جهة الجنوب بعد أن كانت عصابات داعش الإرهابية تحتجزهم هناك وتستخدمهم كدروع بشرية لها'.

وأضاف أن الوزارة قامت بنقل النازحين الى مخيمي جدعة الرابع ومدرج المطار في ناحية القيارة على بعد 60 كيلومترا جنوب الموصل، مشيرا أن هذه الدفعة تعد الأولى من نازحي النصف الغربي للمدينة.

وفي العاصمة بغداد اجتمع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم السبت، في أول زيارة من نوعها منذ عام 1990.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، اليوم السبت، إن لدى الرياض وبغداد رغبة مشتركة للتعاون في سياق القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في بغداد، أضاف الجبير: "السعودية والعراق يواجهان آفة الإرهاب وهناك رغبة للعمل معا للقضاء عليه".

وأكد الوزير السعودي أن "السعودية تتطلع لبناء علاقات متميزة مع العراق "، منوها إلى وجود "روابط جغرافية وتاريخية ومصالح مشتركة بين البلدين سواء في مواجهة التطرف والإرهاب أم الاستثمار".
كما لفت إلى نيته زيارة العراق مرة ثانية دون أن يحدد موعدا.

ووصل الجبير في وقت سابق اليوم إلى العراق في زيارة مفاجئة، وتعد الأولى لوزير خارجية سعودي منذ العام 1990.

ويتوقع قادة عسكريون أن تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها، ويرجع ذلك جزئيا إلى صعوبة حركة الدبابات والعربات المدرعة عبر الأزقة الضيقة التي تنتشر بالأحياء القديمة الغربية.

لكن القوات العراقية حققت حتى الآن تقدما سريعا على عدة جبهات بالسيطرة على مطار المدينة الواقعة في شمال العراق، والذي تعتزم القوات استخدامه كمنطقة دعم، وتمكنها من اختراق ساتر ترابي ارتفاعه ثلاثة أمتار وخندق أقامهما التنظيم.

والقوات المتقدمة تبعد حاليا أقل من ثلاثة كيلومترات عن المسجد الواقع في الموصل القديمة الذي أعلن زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي من على منبره دولة 'الخلافة' في 2014 والتي تضم أجزاء من العراق وسوريا مما أثار حملة دولية عسكرية لهزيمة التنظيم.

وقال قائد حملة 'قادمون يا نينوى' العراقية، مساء اليوم السبت، إن قواته تمكنت من تحرير وتطهير 8 مناطق جديدة في الجانب الغربي للموصل، والتصدي لـ 15 سيارة مفخخة في اليوم السابع للحملة الرامية لاستعادة المدينة من تنظيم 'داعش' الإرهابي.

وقال الفريق الركن عبد الأمير يار الله، في إيجاز عسكري لعمليات اليوم، إن 'قوات الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش تمكنت من طهير محطة كهرباء اليرموك وتعتبر المغذي الرئيسي للطاقة في الموصل والاستمرار بعملية تطهير تلول عطشانه، وتأمين الجهة الغربية لقوات مكافحة الإرهاب'.

وأضاف يار الله، أن 'قوات مكافحة الإرهاب باشرت بالتقدم بعدة اتجاهات وتمكنت من التقدم واقتحام وادي حجر، والاستمرار بتطهير حي المأمون وما زالت مستمرة بالتقدم'.

كما لفت إلى أن 'قطعات الحشد الشعبي تمكنت من تحرير قرى العزيزية، والعبرة الكبيرة، والعبرة الشمالية، والعبرة الجنوبية، غرب تلعفر وما زالت مستمرة بالتقدم'.

وأكد قائد الحملة أن القوات في محاور القتال تمكنت من تفجير 15 سيارة مفخخة، وتدمير 103 عبوات ناسفة، والاستيلاء على أسلحة وأعتدة متنوعة، وتدمير وقتل عدد من عناصر تنظيم 'داعش'.

من جهته، قال ضابط برتبة نقيب في الجيش جبار حسن 'إن أوامر عليا صدرت إلى القوات الأمنية تتضمن التدقيق خلال استهداف عناصر تنظيم داعش، بعد ورود معلومات عن أن العشرات من المسلحين يتحصنون داخل منازل المدنيين'.

وأوضح حسن أن 'القوات الأمنية حصلت على معلومات من مصادرها في أحياء الجانب الغربي للموصل تشير الى أن عناصر التنظيم تحصنوا في منازل المدنيين بعد انسحابهم من الشوارع خشية تعرضهم الى القصف الجوي'.

وأضاف حسن أن 'القوات الأمنية تلقت تعليمات بضرورة الابتعاد عن استخدام الأسلحة الثقيلة، والتدقيق بالأهداف قبل استهدافها خوفا من سقوط ضحايا بين صفوف المدنيين'.

كما أكد أن 'المعارك القادمة ستكون صعبة بسبب تحصن عناصر التنظيم بداخل الأبنية التي تضم مدنيين'.

والجانب الغربي من الموصل أصغر من جانبها الشرقي من حيث المساحة 40% من إجمالي مساحة الموصل، لكن كثافته السكانية أكثر؛ حيث تقدر الأمم المتحدة عدد قاطنيه بنحو 800 ألف نسمة.

وانطلقت حملة 'قادمون يا نينوى' في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، قبل أن تعلن القوات العراقية، في 24 كانون الثاني الماضي/ يناير ، تحرير الجانب الشرقي من الموصل من 'داعش'.

التعليقات