"أتلانتك كاونسيل": أحد أذرع التحريض الإماراتية في أميركا

​كشفت الرسائل المسربة من البريد الإلكتروني لسفير الإمارات في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، أن الإمارات تمول مركز أبحاث يسمى "أتلانتيك كاونسيل" في واشنطن، وتستخدمه كذراع للتحريض وتشويه صورة قطر في الولايات المتحدة.

العتيبة مع مستشارة الأمن القومي الاميركي، سوزان رايس (أ.ف.ب)

كشفت الرسائل المسربة من البريد الإلكتروني لسفير الإمارات في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، أن الإمارات تمول مركز أبحاث يسمى "أتلانتيك كاونسيل" في واشنطن، وتستخدمه كذراع للتحريض وتشويه صورة قطر في الولايات المتحدة.

 و"أتلانتيك كاونسيل" معروف بتوجهاته اليمينة والدعم المطلق لإسرائيل وتوجهاتها، ومساعدته لتأثير على السياسات الخارجة الأميركية لصالح إسرائيل.

وجاء في مجموعة من الرسائل نشرها موقع "هافنغتون بوست" أن المركز أجرى العديد من المؤتمرات ونشر عددًا من الأبحاث والتحليلات المحرضة على دولة قطر، والتي تهدف لتغيير السياسة الأميركية الخارجية اتجاهها وتبني وجهة نظر الإمارات، لا سيما بما يتعلق بدول الربيع العربي.

كتب والمحلل في "أتلانتيك كاونسل"، بلال صعب، للعتيبة، في آب/ أغسطس عام 2014، رابطًا لافتتاحية حول التوترات بين قطر وجيرانها، مع إشارة إلى سطر في الموضوع يقول "الأمور تزداد سوءًا...".

وأمس الأحد، قال صعب إنه يحتفظ بعلاقات مع مسؤولين في كل من قطر والإمارات، معربًا عن خيبة أمله من الجهود الرامية إلى تعزيز الشكوك العامة حول قطر في الولايات المتحدة، ذاكرًا المؤتمر الأخير الذي سخره العتيبة لهذه الغاية.

وبرر صعب ما ورد في رسائله مع العتيبة، بالقول "لقد سعيت للحصول على نصيحته، لقد سعيت إلى سبر رؤيته، مع علمي جيدًا أنه من الواضح أنه (العتيبة) شخص يحمي مصالح بلاده".

ونشر "هافنغتون بوست" رسائل اخرى تم تبادلها بين جيسيكا أشوش، وهي باحثة في "أتلانتيك كاونسل" وموظفة سابقة في دولة الإمارات، وبين مسؤولين في السلطات الإماراتية، للمساعدة في التخطيط لإجراء مقابلات، من أجل تقرير تعمل عليه أشوش، مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، مادلين أولبرايت، ومستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي.

وقالت أشوش لـ"هافنغتون بوست"، وهي حاليًا مديرة السياسة في موقع "ريديت"، إن المراسلات التي تتعلق بالعمل كانت علنية تمامًا، وتهدف إلى مساعدة السياسة الخارجية الأميركية.

وتأكد "هافنغتون بوست" من مراسلات تتعلق بالتمويل المثير للجدل، من قبل الحكومات الأجنبية، لأبحاث السياسة في الولايات المتحدة.

ويظهر التسريب أن رئيس مركز "أتلانتيك كانوسل"، فريد كيمب، أرسل رسالة إلكترونية للعتيبة، يناقش فيها المدفوعات المالية من الحكومة الإماراتية، والسعي للحصول على المساعدة في تأمين رعاية مؤتمر للمجلس.

وقال كيمب في رسالة أرسلها إلى "هافنغتون بوست"، أمس الأحد: "لقد تم إدراج جميع تمويلنا من دولة الإمارات العربية المتحدة في تقريرنا السنوي وقائمة الجهات المانحة، كما تم الكشف عليه من قبل لجنة الترشيح والحوكمة التابعة لنا، وفقًا لمعاييرنا".

ولم يرد العتيبة، واثنان من الأفراد الآخرين الذين تم تسميتهم في الرسائل المتبادلة على البريد الإلكتروني، على الفور طلبات التعليق، لـ"هافنغتون بوست".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تأكدت "هافنغتون بوست" من صحة ثمانية من مراسلات البريد الإلكتروني، أكثر أهمية وردت في تسريب سابق.

وفي مراسلات سابقة مع "هافنغتون بوست"، ادعى المصدر دعم الرئيس دونالد ترامب بعد تصريحاته أن إدارته سوف تركز على المصالح الأميركية قبل كل شيء.

وفي الرسالة التي أرفقها بمضمون التسريب الجديد، لـ"هافنغتون بوست"، أمس الأحد، كرر المصدر أنه لا يعارض لا الإمارات ولا قطر، قائلًا إن "مجموعة الرسائل المسربة تظهر كيف لعبت الإمارات على كلا الجانبين، المؤيد والمعارض لترامب، اعتمادًا على الحالة التي تظهر شخصية مزدوجة".

وتابع: "ربما كانوا قادرين على التلاعب بوسائل الإعلام لدينا في الماضي، ولكن صحافيينا سيجلبون الحقيقة إلى الأضواء عندما يدركون أن الضغط الذي تمارسه دول الخليج والدول الأفريقية في الولايات المتحدة هو لصالحهم، وليس لصالح الأميركيين".

وقد استخدم المصدر تعبير "نحن" و"أنا" في الرسائل مع "هافنغتون بوست"، والتي لم تتمكن حتى الآن من تأكيد ما إذا كانت التسريبات تأتي من فرد أو مجموعة.

وردًا على سؤال، في رسالة تم تبادلها مع "هافنغتون بوست"، يوم الجمعة، حول ما إذا كان المصدر مجموعة، وما إذا كانوا أميركيين، قال المصدر "أفضل عدم الرد على ذلك".

واليوم الإثنين، كررت السفيرة الأميركية لدى الدوحة، والتي انتقدت سابقًا أفعال العتيبة، دعم واشنطن للعلاقات مع قطر. في حين قال وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إن إدارة ترامب قد تلعب دور الوسيط لتسوية الخلاف بين دول الخليج.

 

التعليقات