إقامة طويلة لتيلرسون بالكويت وقطر ماضية بشكاوى التعويضات

من الواضح أن الولايات المتحدة جادة جدًا في حل الازمة الخليجية، وكمؤشر على ذلك، سيبقى وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، ثلاثة أيام في الكويت، دولة الوساطة، رغم انه سيتنقل بين الدوحة والرياض وربما عواصم خليجية أخرى، لكنه سيعود للمبيت في

إقامة طويلة لتيلرسون بالكويت وقطر ماضية بشكاوى التعويضات

من الواضح أن الولايات المتحدة جادة جدًا في حل الازمة الخليجية، وكمؤشر على ذلك، سيبقى وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، ثلاثة أيام في الكويت، دولة الوساطة، رغم انه سيتنقل بين الدوحة والرياض وربما عواصم خليجية أخرى، لكنه سيعود للمبيت في الكويت.

وسيحاول تيلرسون خلال الأيام الثلاثة، التي تعتبر فترة طويلة لإقامة وزير خارجية أميركي في دولة أخرى، حل الأزمة الخليجية وربما إعادة تفعيل الوساطة الكويتية التي أوقفتها دول الحصار، في ظل وجود أزمات أخرى على الإدارة الأميركية التعامل معها، مثل كوريا الشمالية والتدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية والصين وغيرها.

وكان تيلرسون قد وصل مساء أمس الأحد، إلى اسطنبول، وأجرى محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وعقب وصوله من أوكرانيا، التقى الوزير الأميركي نظيره التركي، مولود جاووش أوغلو، ثم التقى لاحقًا إردوغان، بحسب ما ذكر مسؤولون من الطرفين. ولم يصدر أي بيان عقب المحادثات.

وبحسب المعلومات الواردة فإن تيلرسون سيقيم لثلاثة أيام في الكويت التي يصلها اليوم، ويسافر منها إلى الدوحة والرياض وبقية الدول التي سيزورها، ليعود للمبيت فيها. وربما تكون الإقامة الطويلة لتيلرسون في المنطقة مؤشرًا إلى جدية أميركية في حلّ الأزمة.

ولا تتجاهل الدوحة أهمية أي دعم دبلوماسي لمساعي الكويت لإنهاء الأزمة، لكنها في الوقت نفسه، وبشكل متوازٍ مع الجهود الدبلوماسية، تبني استراتيجيتها لمواجهة الحصار الذي تتعرض له بغض النظر عما ستؤول إليه الزيارات والمساعي الدبلوماسية المكثفة في منطقة الخليج.

وقد أعلنت، في هذا السياق، أمس الأحد، إطلاق المسار القانوني لمقاضاة المسؤولين عن الأضرار المترتبة عن الحصار على مختلف الصعد. وعلمت "العربي الجديد" من مصادر مطلعة، أن تيلرسون، يلتقي غدًا أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، لبحث مستجدات الأزمة بعدما يجتمع مع أمير الكويت صباح الأحمد الصباح. وبحسب المصادر، فإن تيلرسون "ربما يحمل أفكارًا لحل الأزمة الخليجية".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت، يوم الجمعة الماضي، عن زيارة تيلرسون إلى الكويت، بعد ساعات قليلة من صدور بيان لدول حصار قطر (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر)، اختارت من خلاله التصعيد وإنهاء الوساطة الكويتية.

لكن تصريحات أميركية صدرت على لسان مسؤولين في وزارة الخارجية، وبريطانية من خلال وزير الخارجية بوريس جونسون، سارعت إلى إعادة إحياء الوساطة الكويتية، لا بل إن جونسون اختار الدعوة، من دولة الوسيط، يوم السبت، إلى وقف الحصار على قطر.

وفي حين لم يوضح بيان وزارة الخارجية الأميركية تفاصيل جولة تيلرسون الخليجية وإلى أين ستقوده، فقد أكدت مصادر "العربي الجديد" أن الوزير الأميركي، إضافة إلى زيارته الكويت وقطر، من المقرر أن يزور مسقط لبحث تطورات الأزمة، لكنها لم توضح توقيت الزيارة، وما إذا كانت ستحصل بعد زيارة قطر أم قبلها، وما إذا كان سيحط في السعودية والإمارات.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت، الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد من أن الخلاف "يواجه طريقًا مسدودًا، وقد يستمر لفترة طويلة أو يتصاعد".

وفي حال قدم تيلرسون بالفعل "أفكارًا جديدة" لحل الأزمة، سيكون على العالم ترقب موقف الرئيس دونالد ترامب، لفهم مصير ما يبدو أنه خلاف بين دوائر الإدارة الأميركية حيال الموقف من الملف الخليجي، إذ تكرر إطلاق تصريحات متناقضة أحيانًا في واشنطن، بين وزارتي الدفاع والخارجية من جهة، تشديدًا على ضرورة حلّ الأزمة والتفاوض حيالها، وبين مواقف ترامب المتبنية للرواية السعودية الإماراتية، من جهة ثانية.

 

التعليقات