"واشنطن بوست": بربرية سعودية في مجال حقوق الإنسان

ألقت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الضوء على الممارسات، التي وصفتها بالبربرية، في مجال حقوق الإنسان بالسعودية، مشيرة إلى التناقض بين الأقوال والوعود التي أطلقها ولي العهد، محمد بن سلمان، وبين ما يمارس على الأرض مع المعارضين في المملكة.

محمد بن سلمان (واس)

ألقت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الضوء على الممارسات، التي وصفتها بالبربرية، في مجال حقوق الإنسان بالسعودية، مشيرة إلى التناقض بين الأقوال والوعود التي أطلقها ولي العهد، محمد بن سلمان، وبين ما يمارس على الأرض مع المعارضين في المملكة.

وأشارت الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي قدم العام الماضي خطة لتطوير المملكة وتحديث عدد من القطاعات فيها، وإجراء إصلاحات في مختلف المجالات، من بينها الحريات وحقوق الإنسان ومستوى المعيشة والاقتصاد وغيرها، وقال في الخطة التي أسماها "رؤية 2030، إنه سيبني "بلدًا مزدهرًا يتمكن فيه جميع المواطنين من تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم".

وتعهد بن سلمان، في وثيقة "رؤية 2030"، أيضًا ببناء دولة "متسامحة"، مع اعتماد "الاعتدال كمنهجها"، وتكون "قوة استثمارية عالمية" و"مركزًا للتجارة وبوابة للعالم"، بحسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة، إن "قائمة وعود بن سلمان الطويلة مبالغ فيها، لا سيما في مملكة لطالما كان التغيير فيها بطيئًا وثمنه مؤلمًا".

واعترفت الصحيفة بأنه "من الواضح أن ولي العهد يريد نقل السعودية نحو مستقبل لا يعتمد فقط على النفط"، لكنها اعتبرت أن "المملكة، وفي أحد أهم الجوانب، لا تزال غارقة في العصور المظلمة: حقوق الإنسان تُداس، وحرية التعبير تُسحق".

ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك يتناقض تمامًا مع الطموحات التي يعد بها بن سلمان، لخلق دولة مزدهرة وحديثة.

وآخر دلالة على هذا التخلف، بحسب "واشنطن بوست"، هو مصير 14 رجلًا سعوديًا، كلهم من الأقلية الشيعية في البلاد، والذين يواجهون الإعدام بتهمة تنظيم احتجاجات في المملكة.

وفي هذا السياق، لفتت الصحيفة في افتتاحيتها، إلى ما أورده تقرير سابق لها أعده مراسلها سودارسان راغافان، أشار إلى أن هؤلاء متهمون بارتكاب جرائم متصلة بالإرهاب، في وقت تقول فيه جماعات حقوق الإنسان إن اعترافات المدعَى عليهم قد انتُزعت تحت التعذيب.

وذكرت الصحيفة، أن من بين المحكوم عليهم بالإعدام، الشاب السعودي مجتبى السويكت الذي اعتُقل في المطار، في كانون الأول/ ديسمبر 2012، خلال مغادرته البلاد لزيارة حرم جامعة "ويسترن ميشيغين" التي تقدم للالتحاق بها لإكمال دراسته، وذلك على خلفية مشاركته في احتجاجات مؤيدة للديمقراطية، مستوحاة من الربيع العربي في عامي 2011 و2012.

في السابعة عشرة من عمره آنذاك، لم يعط السويكت سببًا يفسر إلقاء القبض عليه، حيث لا يزال في السجن منذ ذلك الحين، وتمت إدانته من دون منحه حق الوصول إلى التمثيل القانوني، وفق ما نقلت الصحيفة عن ناشطين في مجال حقوق الإنسان.

وفي بيان صدر في 22 تموز/ يوليو، قال أعضاء هيئة التدريس والإداريون في "ويسترن ميشيغين"، إن السويكت "تعرض للحرمان من النوم، والضرب، والحرق بالسجائر، والحبس الانفرادي، وغير ذلك من أشكال التعذيب أو المعاناة".

وأشار البيان الذي تورده افتتاحية "واشنطن بوست"، إلى أن السويكت حُكم عليه بالإعدام "على أساس اعتراف انتزع بالتعذيب"، بحسب النتائج التي توصل إليها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

"وليتها كانت تلك حالة معزولة"، تتابع الصحيفة، مضيفة أن "محاكاة أخرى لهذا المصير تحيط بالمدون رائف بدوي، والذي سجن منذ عام 2012، بعد دعواته عبر مدونته الإلكترونية إلى مجتمع أكثر ليبرالية وعلمانية"، مشيرة إلى أنه حُكم عليه بالسجن عشر سنوات والجلد ألف مرة، نُفذ عليه منها 50 جلدة.

وقالت الصحيفة، إن "بدوي كان يطمح بدوره أيضًا للسعودية أن تكون متسامحة ومعتدلة، ولكن هذه التطلعات اعتُبرت تهديدًا للمؤسسة الإسلامية المحافظة في المملكة".

وأشارت إلى أن الطريقة التي تم التعامل بها مع بدوي، تعطي مؤشرًا وسببًا للتشكيك في مدى التزام ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، بأهداف "رؤية 2030" التي وعد بها.

وقالت الصحيفة إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عرض حقوق الإنسان في زيارته للمملكة العربية السعودية، في أيار/ مايو الماضي، "إلا أن أهوال المملكة لم تختفِ".

وأضافت في ختام الافتتاحية "إذا كان القادة السعوديون يريدون حقًا تبني الحداثة، يمكنهم أن يبدؤوا من إلغاء أحكام الإعدام الهمجية، المفروضة على 14 شخصًا شيعيًا لمشاركتهم في تظاهرات".

 

التعليقات