القوات العراقية تشرع بعملياتها العسكرية لاستعادة الحويجة

بدأت القوات العراقية، الخميس، عملياتها العسكرية لاستعادة مدينة الحويجة، أحد آخر معقلين لتنظيم "داعش" في العراق، بعد أقل من شهر من إعلانها بسط كامل سيطرتها على محافظة نينوى في شمال البلاد.

القوات العراقية تشرع بعملياتها العسكرية لاستعادة الحويجة

(أ.ف.ب.)

بدأت القوات العراقية، الخميس، عملياتها العسكرية لاستعادة مدينة الحويجة، أحد آخر معقلين لتنظيم "داعش" في العراق، بعد أقل من شهر من إعلانها بسط كامل سيطرتها على محافظة نينوى في شمال البلاد.

وقال رئيس الوزراء حيد العبادي في بيان "مع فجر يوم عراقي جديد، نعلن إنطلاق المرحلة الأولى من عملية تحرير الحويجة وفاءً لعهدنا لشعبنا بتحرير كامل الأراضي العراقية وتطهيرها من عصابات داعش الإرهابية".

وتقع الحويجة على بعد 230 كيلومترا شمال شرق بغداد و45 كيلومترا من مدينة كركوك الغنية بالنفط، وإلى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل، ويسكنها حوالي 70 ألف نسمة يمثلون غالبية مطلقة من العرب السنة.

كما أن المدينة تقع أيضا على امتداد طريقين رئيسيين يصلان بغداد بمحافظة نينوى وإقليم كردستان.

ووجه رئيس الوزراء تحية للقوات العراقية "بجميع صنوفها وتشكيلاتها وهي تخوض أكثر من معركة تحرير في وقت واحد وتحرز الانتصار بعد الانتصار، وها هي بشرى نصر جديد تلوح في الأفق بعون الله تعالى".

وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان بأن القوات العراقية بدأت عمليات قصف مدفعي، تزامنا مع تقدم الجيش باتجاه ناحية الشرقاط، جنوب غرب الحويجة.

ولا يزال الجزء الشرقي لبلدة الشرقاط في محافظة صلاح الدين والذي يجاور الحويجة، تحت سيطرة تنظيم "داعش"، وهو مشمول بالمرحلة الأولى من العمليات.

تمثل استعادة سيطرة القوات العراقية على الحويجة، القضاء على تواجد "التنظيم" في البلاد، باستثناء قضاء القائم وناحتي عنه وراوة الواقعة في الجانب الغربي من محافظة الأنبار التي تشترك بحدود مع سورية والأردن والسعودية.

وتعد الحويجة من المناطق غير المستقرة أمنيا منذ سنوات عدة، فقد شهدت مقتل أكثر من 50 شخصا خلال حملة نفذتها القوات الأمنية ضد مناهضين للحكومة في نيسان/أبريل 2013.

كما وقعت في الحويجة أعمال عنف متلاحقة خلال السنوات التي اعقبت سقوط النظام السابق في العام 2003. وأطلقت عليها القوات الأميركية اسم "قندهار العراق"، تيمنا بقندهار الأفغانية التي تسيطر عليها حركة طالبان، بسبب الهجمات التي تعرضت لها.

ويأتي بدء العمليات العسكرية، بعد أقل من شهر من إعلان السلطات العراقية استعادة كامل محافظة نينوى في شمال العراق، والتي تضم مدينة الموصل وقضاء تلعفر، اللذين كانا أبرز معاقل التنظيم في العراق.

وتتزامن معركة استعادة الحويجة، مع دعوة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لإجراء استفتاء على استقلال الإقليم في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر الحالي، وسط رفض من بغداد ومعارضة إقليمية ودولية.

وسرت شائعات بأن السلطات العراقية ستؤجل عمليات الحويجة إلى ما بعد الاستفتاء، خصوصا وأن النقاش كان حول إمكانية مشاركة قوات البشمركة الكردية في الهجوم.

وما عزز تلك الفرضية، بدء القوات العراقية عمليات عسكرية لاستعادة قضاء عنه في محافظة الأنبار في غرب البلاد.

وتقع عنه ضمن منطقة يسيطر عليها التنظيم العام 2014، وتضم بلدة راوة ومدينة القائم الواقعة على الحدود العراقية السورية.

والقائم مواجهة لدير الزور السورية، حيث يتعرض التنظيم إلى هجمات متلاحقة من الجيش السوري والائتلاف العربي الكردي الذي يقاتل بدعم من الولايات المتحدة.

وتمكنت القوات العراقية من استعادة غالبية مدن محافظة الأنبار التي استولى عليها التنظيم الجهادي في العام 2014، في سلسلة عمليات عسكرية بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

التعليقات