الموصل: تشابه الأسماء مع المسلحين قد يؤدي للاعتقال

تقوم السلطات العراقية، منذ أن استعادت مدينة الموصل من تنظيم "داعش" الإرهابي، بتطويق المدينة بكميات كبيرة من العناصر الأمنية، التي انتشرت على حواجز في المدينة، للتفتيش عن أعضاء محتملين في التنظيم.

الموصل: تشابه الأسماء مع المسلحين قد يؤدي للاعتقال

أحد أحياء مدينة الموصل بعد طرد داعش (أ ب)

تقوم السلطات العراقية، منذ أن استعادت مدينة الموصل من تنظيم "داعش" الإرهابي، بتطويق المدينة بكميات كبيرة من العناصر الأمنية، التي انتشرت على حواجز في المدينة، للتفتيش عن أعضاء محتملين في التنظيم.

ويخشى المئات من مواطني الموصل، أن يتم الاشتباه بهم واعتقالهم، لتشابه أسمائهم مع أسماء مطلوبين اتبعوا التنظيم الإرهابي، والتي تبحث عنهم العناصر الأمنية في المدينة.

وقال مدير إحدى المنظمات الإنسانية في مدينة الموصل، سامي الفيصل، إن "نحو 2500 شخص يعانون من تشابه الأسماء".

وتطابق الأسماء المدونة في البطاقة الشخصية، قد يؤدي إلى اعتقال أبرياء، ورغم إصدار وزارة الداخلية العراقي بطاقة هوية تضمن الاسم الثلاثي، فإنّ الأسماء الشائعة قد تتطابق حتى في المركب الثلاثي.

وفي حال ادعى المُعتقل أنّه لا علاقة له بالتنظيم، يتطلب هذا الأمر العودة إلى سجلات الأحوال الشخصية لمعرفة الاسم الكامل للشخص ولقبه أو العشيرة التي ينتمي إليها.

وقال الشاب محمد، الذي لم يغادر منزله إلّا عند الضرورة منذ قامت القوات العراقية باسترجاع الموصل، خوفا من تشابه اسمه مع أحد المطلوبين، إن " تقديم طلب لقاضي التحقيق وإجراء التحقيق اللازم للتأكد من براءتي بعد الاتصال بدوائر أمنية مختلفة، سيؤدي إلى اعتقالي لأشهر في أحد مراكز الشرطة".

وأضاف شاب آخر، أنه توجه إلى الجامعة لأخذ نسخة من شهادته فاكتشف أن اسمه مدرج على لائحة المطلوبين من السلطات الأمنية، مؤكدا أن الأمر ناتج عن "تشابه في الأسماء".

وأشار إلى أن النسخة عن الشهادة "لا تصدر إلا بعد تدقيق من قبل أجهزة الاستخبارات، لذلك تخليت عن تقديم طلب بهذا الشأن خوفا من الاعتقال".

وأضاف أنّ "الاعتقال سيعني البقاء فترة طويلة في السجن، سأتعرض خلالها للضرب والمعاملة السيئة قبل أن أثبت براءتي"، خصوصًا وأنّ أحد أصدقائه ما زال معتقلًا من قبل القوات الأمنية منذ ثلاثة أشهر جرّاء تشابه أسمه مع أحد المطلوبين على حد قوله.

وطالب المسؤول عن لجنة الأمن في مجلس محافظة نينوى، محمد ابراهيم البياتي، بأن يكون تحديد هويات الأشخاص مستندا إلى "خمسة أسماء متعاقبة".

وكشف البياتي، أنه كان إحدى ضحايا تشابه الأسماء، وقال إن "اسمي واسما والدي وجدي، هي نفس أسماء عدد من الأشخاص، وانا أصبحت أيضا واحدا من الضحايا".

ويُشار إلى أن الحكومة العراقية قد أصدرت حديثًا بطاقات هوية تحتوي على رقم تسلسلي مسجّل على أجهزة الحاسوب الخاصة بقوات الأمن، لكن هذا الإجراء غير معتمد في الموصل حتى الآن، بسبب التوتر الذي ما زال يجتاح المدينة منذ طرد تنظيم "داعش" منها.

 

التعليقات