هل يتسبب شح المياه بنزاعات مستقبلية في المنطقة؟

أصدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، بالتعاون مع البنك الدولي، أمس الثلاثاء، في تقرير  أنّ أحد أسباب النزاعات القادمة في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، ستكون على مصادر المياه،  وأنّ الإدارة السليمة ستمنع ذلك.

هل يتسبب شح المياه بنزاعات مستقبلية في المنطقة؟

فلسطينيون في الضفة الغربية (أ ب أ)

أصدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفا)، بالتعاون مع البنك الدولي، أمس الثلاثاء، تقريرا  أنّ أحد أسباب النزاعات القادمة في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، ستكون على مصادر المياه،  وأنّ إدارة الموارد المائية بشكل ناجع سيكون عاملا أساسيا في الاستقرار والنمو.

وأضاف التقرير الذي صدر خلال جلسة خاصة ناقشت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤتمر الأسبوع العالمي للمياه في ستوكهولم بالسويد، وكان عنوانه "إدارة المياه في النظم الهشة: بناء الصمود في وجه الصدمات والأزمات الممتدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" أنّ مسألة المياه في العالم العربي متعلقة بالسياسات التي ستتبعها الدول للتعامل مع هذا "التحدي المتنامي".

كما جاء في التقرير أن "عدم الاستقرار المقرون بسوء إدارة المياه ممكن أن يفاقم من التوترات السياسية في المنطقة".

ودعا التقرير دول المنطقة إلى اتباع سياسات إدارة طويلة الأمد للموارد الغذائية، بدل التركيز على زيادة الإمدادات.

وأضاف أن "السياسات غير الفعالة قادت سكان المنطقة ومجتمعاتها المحلية إلى شح شديد بالمياه، تفاقم بسبب تزايد الطلب وتغير المناخ". وتضمّن أنّه "ستكون هناك حاجة إلى اعتماد نهج متوازن يعالج تأثيرات شح المياه القصيرة الأمد، ويستثمر في الحلول الطويلة الأمد، بما في ذلك اعتماد تكنولوجيات جديدة، كأساس للنمو المستدام".

وبيّن التقرير أنّ أكثر من 60 في المئة من سكان المنطقة يسكنون في أماكن "متضررة من إجهاد مائي سطحي مرتفع أو مرتفع جدا"، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ حوالي 35 في المئة.

وقال التقرير إنّه "إذا تُرك الأمر دون حل، من المتوقع أن يتسبب شح المياه المرتبط بالمناخ بخسائر اقتصادية تقدر بـ6 إلى 14 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2050، وهي النسبة الأعلى في العالم".

ونقل التقرير عن منسق البرامج الإستراتيجية الإقليمية في المكتب الإقليمي للـ"فاو" في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا والمؤلف الرئيسي المشارك في التقرير، باسكال ستيدوتو، قوله "الخسائر الاقتصادية تعني ارتفاع معدلات البطالة، يفاقمها تأثير شح المياه على سبل العيش التقليدية مثل الزراعة. والذي يمكن أن ينتج عنه انعدام الأمن الغذائي واضطرار الناس للهجرة، إلى جانب تزايد الإحباط من حكومات غير قادرة على ضمان تقديم الخدمات الأساسية، وهو ما قد يصبح محركا آخر لعدم الاستقرار الواسع في المنطقة".

وأضاف "لكن الخبر السار هو أنه يمكن اتخاذ إجراءات حيال تسبّب شح المياه في عدم الاستقرار ومنع الوضع من أن يصبح حلقة مفرغة، وذلك من خلال التركيز على إدارة الموارد المائية، وتقديم الخدمات بطريقة مستدامة وفعالة ومنصفة".

ودعا التقرير إلى شراكات إقليمية لإدارة الموارد المائية المشتركة، واعتبرها "خطوة نحو مزيد من التكامل الإقليمي".

 

التعليقات