العسيري اجتمع برجل أعمال إسرائيلي ومستشار سابق لترامب... مولر يحقق

أفاد موقع "دايلي بيست"، مساء أمس الخميس، أن اسم نائب رئيس هيئة المخابرات العامة بالسعودية أحمد عسيري (المقال مؤخرًا)، بات تحت مجهر المحقق الخاص في قضايا التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، روبرت مولر، وفقًا لمعلومات حصرية كشفها الموقع الأميركي.

العسيري اجتمع برجل أعمال إسرائيلي ومستشار سابق لترامب... مولر يحقق

(أرشيفية - أ ف ب)

أفاد موقع "دايلي بيست"، مساء أمس الخميس، أن اسم نائب رئيس هيئة المخابرات العامة بالسعودية أحمد عسيري (المعزول مؤخرًا)، بات تحت مجهر المحقق الخاص في قضايا التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، روبرت مولر، وفقًا لمعلومات حصرية كشفها الموقع الأميركي.

وأشار الموقع إلى أن العسيري التقى المستشار السابق للأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مايكل فلين، بالإضافة إلى أفراد آخرين من الفريق الانتقالي بالبيت الأبيض قبيل تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، وبأن لقاءهم تمحور حول كيفية إطاحة النظام الإيراني.

وأكد الموقع أن لقاء العسيري بفلين جاء بتكليف من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأنه في هذا السياق، حضر العسيري الاجتماعات التي جرت في الأيام الأولى لشهر كانون الثاني/ يناير 2017، وفق وثائق حصل عليها.

وأوضح الموقع أن تحقيق مولر يتمحور حول محاولات دول أجنبية الحصول على نوع من النفوذ داخل البيت الأبيض وفي أوساط القائمين على حملة ترامب الانتخابية.

ولفت الموقع إلى أن رجل الأعمال اللبناني الأميركي، جورج نادر، الذي تجمعه صلات بحكام أبو ظبي ويتعاون في تحقيقات مولر، هو من رتب لقاءات عسيري بنيويورك.

وبحسب الموقع فإن رجل الأعمال الإسرائيلي الأسترالي جويل زامل، المختص في وسائل التواصل الاجتماعي وجمع المعلومات الاستخبارية، شارك بتلك الاجتماعات، وأوضح الموقع أنه يخضع بدوره للتحقيقات مولر.

كما شارك مستشار ترامب السابق، ستيف بانون، في المباحثات التي جرت خلال اليومين لبحث كيفية تغيير النظام بإيران، كما بيّنت الوثائق التي حصل عليها الموقع.

ونقل "دايلي بيست" عن المشرف السابق على وكالة الاستخبارات المركزية "سي أي إيه"، جون ماكلوغلين، وصفه لتلك اللقاءات بـ"الغريبة جدًا وغير المعهودة". وأضاف أنه "أمر مقلق بالنسبة لي كمسؤول سابق بالاستخبارات نظراً لكون الاجتماعات تفوح منها رائحة التخطيط لعمل سري، وهو الأمر الأشد حساسية الذي تقوم به الحكومة الأميركية ويرتبط حصراً بصلاحيات الرئيس".

وركز تقرير "دايلي بيست" على أن اجتماعات نيويورك تكشف مدى الجهود التي بذلها مسؤولون أجانب ووسطاء النفوذ من أجل التأثير في إدارة ترامب حديثة النشأة آنذاك.

وأوضح الموقع أنه خلال تلك اللقاءات تم بلورة الإستراتيجية التي ستتبعها إدارة ترامب مع الملف الإيراني، حيث اعتمد على استشارة الجهات التي عملت على وضع المخططات لمواجهة ما تعتبره "تمددًا إيرانيًا".

عسيري.. صعود وسقوط سريعان

يذكر أن أحمد عسيري، المقال مؤخرا على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، من مواليد 1959، من محافظة محايل عسير، الواقعة جنوب غربي السعودية، والتحق بالجيش السعودي، وتعده وسائل إعلام سعودية واحدا من أمهر الطيارين السعوديين.

وحصل على العديد من الشهادات في العلوم العسكرية من فرنسا وأميركا، وتدرج داخل الحياة العسكرية بالسعودية، من معهد قوات الدفاع الجوي، إلى ضابط معلم بجناح الحرب بكلية القيادة والأركان السعودية.

ووصل عام 2010، إلى منصب مدير لمكتب نائب وزير الدفاع، وفي عام 2014، أصبح مستشارا بمكتب وزير الدفاع.

ومع تولي ولي العهد السعودي، بن سلمان، وزارة الدفاع في 2015، تم تعيينه في آذار/ مارس من نفس العام، متحدثا باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية بدعوى الاصطفاف خلف "الشرعية" في اليمن، وكان أحد مستشاري بن سلمان.

ولم يمر عام، حتى أصدر ملك السعودية، في حزيران 2016/ يونيو، أمرا ملكيا بترقية عسيري إلى رتبة لواء، وفي عام 2016 عين متحدثا باسم قوات "التحالف العسكري الإسلامي ضد داعش".

وفي نيسان/ أبريل 2017 صدر أمر ملكي جديد بتعيين عسيري نائبا لرئيس جهاز الاستخبارات.

وقبل صعود بنحو شهر في منصبه الأخير، واجه عسيري احتجاجا من جانب محتجين في لندن على موقف بلاده من حرب اليمن التي اندلعت قبل أعوام ضد الحوثيين المدعومين من طهران وفق ما تقول الرياض عادة.

وفي 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، كان العسيري حاضرا لاجتماع ولي العهد مع الممثل الأميركي الخاص للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد بالرياض، ما يؤكد تقارير إعلامية تشير لقرب عسيري من بن سلمان.

وفي أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في السعودية في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وبعد 18 يومًا من الانكار، اعترفت السعودية بمقتله إثر شجار مع مسؤولين سعوديين وتوقيف 18 شخصا كلهم سعوديون. ولم توضح مكان جثمان خاشقجي.

غيّر أنّ تلك الرواية الرسمية، تناقضت مع روايات سعودية غير رسمية كان آخرها إعلان مسؤول سعودي في تصريحات صحفية، اليوم، أنّ "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

التعليقات