بن سلمان يحط بمصر على وقع الاحتجاجات في تونس

وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، مساء الإثنين، فيما تظاهر المئات من الناشطين المدنيين والسياسيين في العاصمة تونس، رفضا لزيارة مرتقبة لمحمد بن سلمان، الثلاثاء، في رابع محطة له ضمن أول جولة خارجية يقوم بها منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية في اسطنبول الشهر الماضي.

واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بن سلمان لدى وصوله إلى مطار القاهرة قادما من البحرين بعد زيارة لدولة الإمارات. وأدى قتل خاشقجي قبل ستة أسابيع إلى توتر علاقات السعودية مع الغرب وأثر سلبا على صورة بن سلمان في الخارج.

ويناقش بن سلمان والسيسي العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، فضلا عن التباحث حول بعض الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن عدة مسؤولين كبار من بينهم وزراء الخارجية والتجارة والداخلية ورئيس المخابرات العامة يرافقون بن سلمان.

ومن المتوقع أن يسافر بن سلمان إلى تونس بعد زيارته لمصر التي تستغرق يومين، قبل توجهه لحضور قمة مجموعة العشرين بالعاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس في نهاية الشهر الجاري، والتي يحضرها رئيسا الولايات المتحدة وتركيا وغيرهما من زعماء الدول الأوروبية.

وتتواصل الاحتجاجات في تونس رفضا لزيارة بن سلمان، إذ رفع المحتجون، في شارع الحبيب بورقيبة، شعارات ضد الزيارة المرتقبة، منها: "محمد بن سلمان مكانه قفص الاتهام"، و"لا لتدنيس أرض تونس"، و"لا لقمع حرية التعبير"، و"أوقفوا قتل الأطفال".

وعبرت منظمات نقابية ومدنية وطلابية وأحزاب سياسية تونسية عن رفضها للزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي، متهمة إياه بالوقوف وراء مقتل خاشقجي.

وقال عضو فرع العاصمة في الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين الطاهر يحيى: "نساند وندعم هذه الوقفة ونعتبرها من أبسط واجبات الشعب التونسي".

وأضاف يحيى، في تصريح للأناضول: "كجماهير ورأي عام وطلبة ومحامين يجب أن نقف وقفة رجل واحد ضد هذه الزيارة، لآن تونس وقعت فيها ثورة".

وتابع يحيى: "هذه زيارة سفاح مجرم أراد أن يأتي إلى هذا البلد لتدنيسه وأخذ شرعية مزيفة، ونحن نعتبر أن هذا الشخص غير مرغوب فيه في هذا الوطن".

وأردف أن "السعودية كنظام لم تدعم تحركات واحتجاجات الثورات العربية، بل قاومتها وزيفتها وانقلبت على الوضع المصري، وقاومت غزة، ووافقت على صفقة القرن".

وقالت السعودية إنه لم يكن لدى بن سلمان أي علم مسبق بهذه الجريمة. وبعد طرح عدة تفسيرات متناقضة قالت الرياض في الشهر الماضي إن خاشقجي قُتل وتمت تجزئة جثته عندما أخفق مفاوضون في إقناعه بالعودة إلى السعودية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن هذه الجريمة ارتكبت بأوامر من أعلى مستوى في القيادة السعودية، ولكن ربما ليس من الملك سلمان مسلطا الضوء بدلا من ذلك على الأمير محمد البالغ من العمر 33 عاما.