أعلن، اليوم الأحد، عن مقتل أحد مرافقي الوزير اللبناني السابق وئام وهاب، متأثرا بجروح أصيب بها خلال مداهمة قوات الأمن منزل وهاب، مساء أمس السبت، بسبب امتناعه عن المثول أمامها في إطار شكوى رفعت ضده، بعد إدلائه بتصريحات اعتبرت مسيئة بحق رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
وتنذر هذه الحادثة بتفاقم حالة التوتر بين سعد الحريري وحزب الله على خلفية تعقيدات تحيط بتأليف حكومة جديدة، بعد مرور ستة أشهر على تكليف الحريري بهذه المهمة.
ونعى وهاب مرافقه محمد أبو ذياب الذي شيع، اليوم الأحد، في قرية الجاهلية مسقط رأسه، في منطقة الشوف جنوب بيروت، متأثراً بجروح أصيب بها السبت.
وداهمت قوة من شعبة المعلومات، أمس، منزل وهاب في الجاهلية، بناء على إشارة من النيابة العامة التمييزية بعد امتناعه عن الحضور أمامها، للاستماع إليه في الشكوى ضده التي قدمها محامون محسوبون على الحريري.
صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب ما يلي: إنتشر ڤيديو مسرب عن كلام صدر خلال اليومين الماضيين رداً على الشتائم التي اطلقت واليافطات التي علقها أنصار المستقبل وتضمن الڤيديو إساءات شخصية لا يسعنا إلا الإعتذار عنها لأنها أتت في لحظة غضب ورداً على شتائم قاسية.
— Wiam Wahhab (@wiamwahhab) November 28, 2018
واتهم وهاب القوة الأمنية بإطلاق الرصاص على مرافقه بينما كان على بعد أمتار منه، فيما أفادت قوى الأمن الداخلي في بيان ليل السبت - الأحد، أنه لدى مغادرة القوة التابعة لها للقرية، أطلق "مناصرو وهاب النار من أسلحة مختلفة بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة أحد مرافقيه".
وكان وهاب وجه منذ مطلع الأسبوع انتقادات قاسية للحريري، معتبرا أنه "لا يجب أن يكون رئيس حكومة لأنه لا يمثل أكثرية برلمانية". وتضمن مقطع فيديو نشر يوم الأربعاء الماضي، انتقادات قاسية غير مباشرة لرئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، والد الرئيس المكلف، وطالت كذلك زواجه الأول من والدة الأخير.
تقدمنا بشكوى ضد سعد الحريري ومعاونيه على خلفية اليافطات التي تضمنت شتائم وتهديد بالقتل والتي سبقت الفيديو المسرب وننتظر مدعي عام التمييز لنرى توازن القضاء
— Wiam Wahhab (@wiamwahhab) November 29, 2018
وأثار الفيديو غضب مناصري الحريري. فقد عمد بعضهم إلى قطع بعض الطرق في بيروت ومحيطها احتجاجا على تصريحات وهاب. كما شجب مضمونها عدد من القوى السياسية أبرزهم وليد جنبلاط.
بإسمي وبإسم الحزب التقدمي الاشتراكي وبإسم عموم أهل الجبل أشجب وأدين الكلام الذي صدر من قبل السيد وهاب الذي تعرض فيه للشيخ سعد الحريري والذي خرج عن كل الاعراف والقيم الاخلاقية.ان هذا الكلام يذكرنا بالكلام والتحريض العبثي للبعث السوري منذ سنوات وما نتج عنه من مآسي بحق اللبنانيين pic.twitter.com/hHovoxAy1d
— Walid Joumblatt (@walidjoumblatt) November 29, 2018
واعتذر وهاب في اليوم التالي عما صدر عنه من "إساءات شخصية"، قال إنها "أتت في لحظة غضب"، من دون أن يتراجع عن مواقفه من الحريري.
ويأتي هذا التوتر في خضم أزمة سياسية مع عجز الحريري منذ ستة أشهر عن تشكيل حكومة. واصطدمت جهود تأليف الحكومة مؤخرا بعد حل العقد كافة، باشتراط حزب الله تمثيل ستة نواب مقربين منه ومعارضين للحريري، بوزير في الحكومة، الأمر الذي رفض الرئيس المكلف أن يتم من ضمن حصته الوزارية.
واتهم الحريري الشهر الماضي حزب الله بعرقلة تشكيل الحكومة، فيما أكد الحزب أنه لن يسير بأي حكومة ما لم تتضمن تمثيل هؤلاء النواب.
التدهور بلبنان سريع لدرجة إنو شخصية هامشية طفيلية متل وئام وهاب قدرت تهز الوضع فيه.. #الجاهلية
— ديانا مقلد Diana Moukalled (@dianamoukalled) December 1, 2018
وفي لبنان، لا يمكن تشكيل حكومة من دون توافق القوى الكبرى، إذ يقوم النظام السياسي على أساس تقاسم الحصص والمناصب بين الأحزاب. ولطالما كان تشكيل الحكومة مهمة صعبة، إلا أن التأخر في التأليف هذه المرة يثير مخاوف جدية من تدهور الوضع الاقتصادي المتردي أساسا.
الصراحة عيب يصير في خضة أمنية بالبلد بسبب حدا مثل وئام وهاب
— Imad Bazzi (@TrellaLB) December 1, 2018
اقرأ/ي أيضًا | الأمن اللبناني يشتبك مع حراس الوزير السابق وئام وهاب
التعليقات