ابنة حاكم دبي المُختفية تساعدت بجاسوس فرنسي قبل اختطافها

"قُمعت طوال حياتي. فتُعامل النساء هنا (في الإمارات) كأنهن دون البشر. وأبي... لا أستطيع أن أتحمل ما يفعله بنا جميعا (بناته)"

ابنة حاكم دبي المُختفية تساعدت بجاسوس فرنسي قبل اختطافها

(انستغرام)

رجحت معلومات كُشفت مؤخرا، أن الأميرة الإماراتية، الشيخة لطيفة بن محمد آل مكتوم، التي لم يُعرف عنها أي شيء منذ الأنباء اعتقالها على متن يخت في آذار/ مارس الماضي، خططت لهروبها من الإمارات التي اعتبرتها سجنا ذهبيا، على مدار سبع سنوات، لكنها فشلت بذلك، بحسب ما قاله أصدقاؤها. 

وكانت ابنة رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وحاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، قد اختُطفت من قبل مسلحين بالقرب من ساحل الهند، في آذار/ مارس الماضي، عندما كانت تحاول الهرب على متن يخت فاخر، بحسب ما قاله شهود عيان. 

وجاءت المعلومات الجديدة عن تخطيطها لهذا الهروب، ضمن فيلم وثائقي أعدته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وقابلت من خلاله، جاسوسا فرنسيا سابقا ومُدربة رياضة كابويرا فنلندية، ادعيا أنهما ساعداها في محاولة الهروب، إضافة إلى مجموعة من الفلبينيين الذين انضموا إليها في رحلتها. 

وتُعتبر لطيفة الابنة الثانية لبن راشد، التي تحاول الهروب من سجنها المُرفه في الإمارات، فقد حاولت شقيقتها الأكبر، شمسة، قبل أكثر من عقدين الهرب إلى بريطانيا، إلا أنها اختُطفت من وسط الشارع في مدينة كامبريدجشير عام 2001.

ومن المتوقع أن يكون الدافع الرئيسي، لتخطيط لطيفة (32 عاما) للهرب، لنحو 7 أعوام، هو قضية اختطاف شقيقتها، وتجربتها الخاصة التي أعلنت عنها من خلال فيديو، قبل هربها الأخير، فقد حاولت لطيفة الخروج من الإمارات عندما كانت تبلغ من العمر 16 عاما، وتم اعتقالها وحبسها لمدّة ثلاث سنوات وضربها وتعذيبها. 

ويُظهر الفيلم الوثائقي أن لطيفة تواصلت مع رجل الأعمال الفرنسي، فيرفي جاوبريت، عام 2011، بعد أن علمت عن طريق الإنترنت أنه كان ضابطا في البحرية الفرنسية، ونجح بالهروب من الإمارات بعد أن تورط مع السلطات المحلية عن طريق الغوص والوصول إلى قارب نقله إلى الهند.

وقال جاوبريت إنه بعد أن تأكد من نواياها، و"إنها ليست حيلة لاستدراجه، قَبِلَ بمساعدتها وتواصل معها بشكل مكثف إلى أن التقى بها في العام الحالي". 

وأضاف أنها أخبرته أنها عوملت بطريق سيئة، وقالت له "قُمعت طوال حياتي. فتُعامل النساء هنا (في الإمارات) كأنهن دون البشر. وأبي... لا أستطيع أن أتحمل ما يفعله بنا جميعا (بناته)".

وأوضحت المدربة الفنلندية، تينا جاهونين، أنها كانت صديقة مقرّبة للطيفة، وعملت وسيطةً أيضا في تناقل المعلومات مع الجاسوس الفرنسي السابق، حيث كانت لديها حريّة الحركة والسفر.

وأضافت أن لطيفة غيّرت ملابسها ونظاراتها الشمسية، وسافرت معها عبر الحدود إلى عُمان، ثم انطلقتا إلى رحلة في البحر تطلبت قطع 26 ميلا بواسطة قارب مطاطي، حتى وصلتا إلى المياه الدولية، حيث كان جاوبريت ينتظر في يخت.

وجهزت لطيفة فيديو قصيرا، واشترطت نشره فقط في حال تم القبض عليها، وهو ما  انتشر بالفعل بعد اختطافها من على متن المركب البحري، وقالت من خلاله: "إذا كنتم تشاهدون هذا الفيديو، فإنني إما ميّتة أو بحالة سيئة جدا".

 ولفت جاوبريت إلى أن لطيفة قالت إنها "تُفضل أن تُقتل على متن القارب، على العودة إلى دبي".

وتنفي السلطات الإماراتية هذه القصة وترفض التعليق عليها سوى بأنها "تعيش بحالة جيّدة مع العائلة"، رغم اختفاء لطيفة المتواصل. 

 

التعليقات