القمة الخليجية تنعقد بالسعودية وسط توترات وغيابات

تنطلق، اليوم الأحد، أعمال القمة الخليجية الـ39 في العاصمة السعودية الرياض، وسط التوترات الخليجية بسبب الحصار الذي يفرضه تحالف السعودية على قطر، وتداعيات مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول.

القمة الخليجية تنعقد بالسعودية وسط توترات وغيابات

القمة الخليجية السابقة بالكويت (أرشيف أ.ف.ب)

تنطلق، اليوم الأحد، أعمال القمة الخليجية الـ39 في العاصمة السعودية الرياض، وسط التوترات الخليجية بسبب الحصار الذي يفرضه تحالف السعودية على قطر، وتداعيات مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول.

وكان من المفترض أن تعقد هذه القمة في سلطنة عمان وفق الترتيب الخليجي، لكن مسقط اعتذرت عن استضافة الدورة 39 وتسليمها للرياض، كما سبق لها أن اعتذرت عن استضافة القمة في دورتها 36 عام 2015.

ومن المتوقع أن تركز القمة التي تستمر ليوم واحد على القضايا الأمنية، بما في ذلك حرب اليمن وأنشطة إيران في منطقة الشرق الأوسط، وقد تتطرق إلى السياسات النفطية ومقاطعة قطر من بعض جيرانها.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر في حزيران/ يونيو 2017، بسبب مزاعم دعم "الإرهاب"، وهي المزاعم التي فندتها الدوحة وأكدت أن الحصار يهدف الهيمنة والسيطرة على سيادة القرار الوطني القطري.

وتنعقد القمة بحضور مؤكد رسميا لأمير دولة الكويت وملك البحرين، بينما من المرجح حضور محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، بعد تأكيد حضور فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس مجلس الوزراء في سلطنة عمان نيابة عن السلطان قابوس بن سعيد لأسباب تتعلق بالحالة الصحية له.

ووجه الملك السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الدعوة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، لحضور القمة، لكن الدوحة لم تعلن بعد مستوى تمثيلها في القمة. حيث ينتظر أن يمثل دولة قطر "وزير دولة"، حسبما صرح، السبت، للأناضول مصدر قطري مسؤول، أكد عدم مشاركة الأمير تميم في القمة. وحضر أمير قطر اجتماع العام الماضي في الكويت في حين أرسلت السعودية والإمارات والبحرين وزراء أو نوابا لرؤساء الحكومة.

وواجهت السعودية ضغوطا أميركية متجددة لإنهاء الخلاف مع قطر بعد أن أثار مقتل خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر في القنصلية السعودية في إسطنبول، إدانة عالمية، وكشف حملة الرياض المحلية على المعارضة والأنشطة في المنطقة.

وكثفت الولايات المتحدة ضغوطها على الرياض في أعقاب مقتل خاشقجي لإنهاء الحرب في اليمن وإصلاح العلاقات مع قطر، فيما تسعى واشنطن إلى تشكيل جبهة خليجية موحدة ضد إيران.

ودعت منظمة العفو الدولية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إطلاق سراح المعارضين السلميين في المنطقة، حيث لا تبدي الحكومات تسامحا يذكر إزاء المعارضة أو انتقاد الحكام.

وقالت مديرة حملات الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية هبة مرايف: "لم يعد بوسع قادة الخليج أن يعملوا على افتراض أنهم يملكون تفويضا مطلقا لمعاملة مواطنيهم مثل المجرمين كلما أبدوا معارضة دون خوف من أي تداعيات دولية".

وقبيل انعقاد القمة الخليجية، انسحبت قطر من "أوبك" بعد مشاركة دامت 57 عاما لتركز على الغاز، وهو ما بدا ضربة للسعودية زعيمة أوبك الفعلية. وعمقت الخطوة إحساسا بين الدبلوماسيين والمحللين بأن قمة الرياض لن تقدم على الأرجح أي فرصة لحل قريب للخلاف الخليجي.

وفي حين قالت دول الحصار إن الخلاف ليس ضمن أولوياتها وإن مجلس التعاون الخليجي لا يزال فعالا، قالت الدوحة إن الخلاف أضر بالأمن الإقليمي من خلال إضعاف مجلس التعاون.

وتوترت أيضا العلاقات بين السعودية والكويت بسبب إنتاج النفط من حقلين مشتركين في المنطقة المقسومة بعد أن فشلت محادثات في أيلول/ سبتمبر في التوصل لاتفاق بين البلدين.

 

التعليقات