الخارجية السعودية: قرارات الكونغرس "خلاف أميركي داخلي"

صحت السعوديّة من صدمتها بعد 4 أيام من إصدار مجلس الشيوخ الأميركيّ قرارات يحمل أحدها وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، مسؤولية اغتيال الصحافي السعودي البارز، جمال خاشقجي، بينما يوقف الآخر الدعم الأميركي للحرب السعودية – الإماراتية في اليمن.

الخارجية السعودية: قرارات الكونغرس

ترامب وبن سلمان في البيت الأبيض (أ ب)

صحت السعوديّة من صدمتها بعد 4 أيام من إصدار مجلس الشيوخ الأميركيّ قرارات يحمل أحدها وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، مسؤولية اغتيال الصحافي السعودي البارز، جمال خاشقجي، بينما يوقف الآخر الدعم الأميركي للحرب السعودية – الإماراتية في اليمن.

إذ اعتبرت السعودية، فجر اليوم، الإثنين، قرارات مجلس الشيوخ الأميركي "تدخلا سافرا" في شؤونها، رافضة "التعرّض" لبن سلمان، ومحذّرة من "تداعيات" على العلاقات.

وقال بيان لوزارة الخارجية إن السعودية تستنكر "الموقف الذي صدر مؤخراً من مجلس الشيوخ، والذي بني على ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة، ويتضمن تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية، ويطال دور المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي".

وأضافت الوزارة أن الرياض "تؤكد رفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية أو التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده بأي شكل من الأشكال أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها".

ودعت إلى "ألا يتم الزج بها في الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، منعاً لحدوث تداعيات في العلاقات بين البلدين يكون لها آثار سلبية كبيرة على العلاقة الإستراتيجية المهمة بينهما".

وتبنى مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، قرارا يحمّل ولي العهد السعودي "المسؤولية عن مقتل" الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

كما طالب أعضاء مجلس الشيوخ الرئيس، دونالد ترامب، بوقف الدعم العسكري للسعودية في حرب اليمن، حيث تقود مع الإمارات تحالفا عسكريا دعما لحكومة معترف بها دوليا وفي مواجهة المتمرّدين الحوثيين.

وأعربت وزارة الخارجية السعوديّة عن "استغرابها من مثل هذا الموقف الصادر من أعضاء في مؤسسة معتبرة في دولة حليفة وصديقة تكنّ لها المملكة كل الاحترام، وتربط بها روابط استراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية عميقة بنيت على مدى عشرات السنين".

لكنها اعتبرت أن "هذا الموقف لن يؤثر على دورها القيادي في محيطها الإقليمي وفي العالمين العربي والإسلامي وعلى الصعيد الدولي"، مذكّرة بأنها "تتمتع بدور قيادي في استقرار الاقتصاد الدولي من خلال الحفاظ على توازن أسواق الطاقة".

وأعادت الوزارة التأكيد على أن مقتل خاشقجي "جريمة مرفوضة لا تعبّر عن سياسة المملكة ولا نهج مؤسساتها، مؤكدة في الوقت ذاته رفضها لأي محاولة للخروج بالقضية عن مسار العدالة في المملكة".

وبعيد التصويت في مجلس الشيوخ، عاد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى تأكيد أهمية التحالف الأميركي السعودي بداعي الأمن القومي.

وتقول الإدارة الاميركية إنها لا تملك دليلا على صلة بن سلمان بقتل خاشقجي، وذلك على الرغم من أن تقارير وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" تتيح استخلاص ذلك، بحسب العديد من أعضاء مجلس الشيوخ ووسائل إعلام.

وترى الإدارة الأميركية أن التحالف مع السعودية ضروري لمواجهة إيران المتهمة بدعم المتمرّدين في اليمن، ولهذا فإنه يصعب سحب الدعم الأميركي العسكري واللوجستي للسعودية في هذا البلد.

التعليقات