اختتمت السعودية فصلها الثّالث من محاكمة الناشطات المعتقلات في سجونها منذ نحو عام، دون صدور أي قرارات إفراج مؤقت جديدة خلال الجلسة، التي كان متوقّعًا أن يتمّ فيها البتّ بالحكم في الاتّهامات الموجّهة للناشطات المتعلقة بنشاطهن الحقوقي.
وجرت المحاكمة وسط منع للصحافيين للمرة الثالثة من حضور الجلسة، فيما أعلن حساب "معتقلي الرأي" عن تأجيل المحاكمة إلى 17 نيسان/ أبريل الجاري، نقلًا عن مصادر من عائلات الناشطات.
عاجل 3
— معتقلي الرأي (@m3takl) April 3, 2019
المحكمة الجزائية بالرياض تحدد يوم الأربعاء 17/4/2019 موعداً للجلسة الرابعة للناشطات الحقوقيات، وتبلغ أهالي بعض الناشطات أنها لا تزال تبحث الإفراج المؤقت عن بناتهنّ خلال الأيام القليلة القادمة. pic.twitter.com/bsMAjYyYxX
وتحاكم 11 ناشطة سعودية أمام المحكمة الجزائية في الرياض بعدما تم اعتقالهن في أيار/ مايو الماضي، في إطار حملة أمنية واسعة استهدفت ناشطين في وقت كانت في السلطات السعودية تتبجّح برفع حظر قيادة السيارات المفروض على النساء في المملكة.
وكتب حساب "سعوديات معتقلات" الذي يتابع شأن الناشطات المعتقلات في السعودية، تغريدة على "تويتر" مساء اليوم، الأربعاء جاء فيها أنّه "كان من المتوقع أن تُفرج السلطات عن 8 من السيدات المعتقلات وعدت بإطلاق سراحهن في اليومين السابقين، لكنها لم تصدر أي قرار، واكتفت بوعود مماثلة لما سبق بالإفراج المرتقب والمشروط عن بعضهن وليس جميعهن، ما يعني تراجعا منها للوراء".
كان من المتوقع أن تُفرج السلطات عن 8 من السيدات المعتقلات وعدت بإطلاق سراحهن في اليومين السابقين، لكنها لم تصدر أي قرار، واكتفت بوعود مماثلة لما سبق بالإفراج المرتقب والمشروط عن بعضهن وليس جميعهن، ما يعني تراجعا منها للوراء. فكيف نثق بسلطة تتنصّل عن وعودها؟!#بطلات_امام_المحاكمة pic.twitter.com/gtojGVqvCK
— سعوديات معتقلات (@hw_saudiwomen) April 3, 2019
وكانت السلطات السعودية أفرجت بشكل مؤقت الأسبوع الماضي عن ثلاث من الناشطات هن المدونة إيمان النفجان، والأستاذة الجامعية المتقاعدة عزيزة اليوسف، والأكاديمية رقية المحارب.
وذلك بعد أن استمعت خلال الجلسة الثانية يوم الأربعاء الماضي إلى أقوال عشر من الناشطات حول ما تعرّضن له من اعتداءات وتحرّشات جنسية وتهديدات للضغط عليهنّ أثناء التحقيق، بينما طلبت الناشطة لجين الهذلول إرجاء ردّها لتتمكّن من الرد.
وقالت إحدى الناشطات على الأقل إنها حاولت الانتحار إثر تعرضها لسوء معاملة في السجن، بحسب ما أفاد أحد أقربائها؛ فيما تنفي السلطات السعودية بشدّة تعرّض الناشطات للتعذيب أو التحرش الجنسي.
ورفض مدع عام سعودي بشكل قاطع الاتهامات اليوم الأربعاء في المحكمة، وفق شهود، وأعاد تأكيد الموقف الحكومي من هذه المسألة.
عاجل 2
— معتقلي الرأي (@m3takl) April 3, 2019
النيابة العامة اكتفت خلال جلسة محاكمة اليوم بنفي ما قالته الناشطات الحقوقيات الأسبوع الماضي حول تعرضهنّ للتعذيب والتحرش، واعتبار أقوالهنّ مجرد "كلام غير صحيح"، وقد تم توجيه نفس هذا الرد إلى #لجين_الهذلول رغم أنها لم تتكلم أبداً في الجلسة الماضية (وفق تأكيدات عائلتها)!! pic.twitter.com/1QpKLDrZvi
ومساء اليوم نشر شقيق وشقيقة الناشطة الحقوقية البارزة لجين الهذلول، تغريدات عبر حسابيهما في "تويتر" قالا فيها إنهما يتعرضان لضغوط من أشخاص قالوا إنهم مقربون من السلطات السعودية للبقاء صامتين حول طريقة معاملة شقيقتهما.
وكتب وليد الهذلول في تغريدة: "من المفارقات في المحاكمة أن هناك أشخاصًا يدعون أنهم مقربون من الدولة يضغطون على أهلي لإسكاتي أنا وعلياء. لا بد من التنويه إلى أنه لم أكن لأصبح هنا اليوم لو لم تُعتقل لجين من البداية. هم الذين فرضوا علي هذا الطريق ولم اختره شخصيًّا".
من المفارقات في المحاكمة ان هنالك أشخاص يدعون انهم مقربون من الدولة يضغطون على اهلي لإسكاتي أنا وعلياء.
— Walid Alhathloul (@WalidAlhathloul) April 3, 2019
لا بد من التنويه انه لم لأصبح هنا اليوم لو لم تُعتقل لجين من البداية. هم الذين فرضوا علي هذا الطريق ولم اختاره شخصياً.
صمتنا شهور طويلة ولم نجد حل، فما الحل؟
فما كتبت علياء الهذلول في تغريدة: "ضغوطات من كل الجهات عشان نسكت؛ طيب كنا ساكتين وأفظع أنواع التعذيب حصلت أثناء سكوتنا. ممكن أسكت لكن لما لجين تكون بيننا ويتم محاكمة اللي عذبها، ويتم تعويضها على ما حصل".
ضغوطات من كل الجهات عشان نسكت.
— علياء الهذلولAlia al-Hathloul (@alia_ww) April 3, 2019
طيب كنا ساكتين وأفظع أنواع التعذيب حصل اثناء سكوتنا.
اوكي انا ممكن اسكت لكن لما لجين تكون بيننا ويتم محاكمة اللي عذبها، ويتم تعويضها على ما حصل.
والهذلول (29 عاما) اعتقلت لأكثر من 70 يومًا عام 2014 إثر محاولتها قيادة سيارتها من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى السعودية.
ووجّهت بعض الناشطات وبينهن الهذلول رسالة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لطلب إصدار عفو عنهن، بحسب أفراد في عائلاتهن.
وكانت الاعتقالات جزءًا من حملة نفذتها السلطات السعودية وشملت أيضا ناشطين ورجال دين ومعارضين في السنوات السابقة، وأثارت انتقادات تحدثت عن محاولة للقضاء على المعارضة السياسية.
وكان متوقّعًا في البداية أن تمثُل النساء أمام محكمة شُكّلت للنظر في قضايا متعلّقة بالإرهاب؛ لكن تمّ تحويل المحاكمة على المحكمة الجنائيّة في اللحظة الأخيرة، من دون إعطاء أيّ تفسير.
وقد أثار ذلك تكهّنات بأنّ المحاكمة يُمكن أن تُمهّد لإطلاق سراح النساء بعدما أثارت حملة القمع انتقادات دولية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلّا أنّه وقبيل الإفراج المشروط عن ثلاث معتقلات الأسبوع الماضي، قالت مصادر مطلعة على المحاكمة أنهن أجبرن مع كفلائهن على توقيع تعهدات بعدم الحديث إلى وسائل الإعلام.
والناشطات متهمات بـ"النشاط المنسّق لتقويض الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي للمملكة"، وفق ما قال المدعي العام بداية الشهر. بينما وصفهن الإعلام الرسمي سابقًا بأنهن "خائنات" و"عميلات سفارات".
وتأتي محاكمة الناشطات في وقت تسعى السعودية لاسترضاء المجتمع الدولي في أعقاب الانتقادات التي تعرضت لها منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
التعليقات