الجزائر تواصل انتفاضتها: الرحيل الكامل لرموز النظام

لم تثنِ استقالة الرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، الجزائريين عن التظاهر استكمالًا لمطالبهم بعدم تولّي مقرّبيه إدارة المرحلة الانتقاليّة.

الجزائر تواصل انتفاضتها: الرحيل الكامل لرموز النظام

من تظاهرات الجزائر (أ ب)

لم تثنِ استقالة الرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، الجزائريين عن التظاهر استكمالًا لمطالبهم بعدم تولّي مقرّبيه إدارة المرحلة الانتقاليّة.

فقد احتشدت أعداد ضخمة من المتظاهرين وسط العاصمة الجزائرية، في أوّل يوم جمعة بعد استقالة بوتفليقة، وردّدوا شعارات ترفض إطالة المرحلة الانتقاليّة ولرحيل مقرّبي بوتفليقة عن السلطة، وهي تظاهرات حملت اسم "رحيل الباءات الثلاث"، في إشارة إلى عبد القادر بن صالح، والطّيّب بلعيز، ونور الدين بدوي، الذين يُعدّون شخصيات محورية ضمن البنية التي أسس لها بوتفليقة، وينص الدستور على توليهم قيادة المرحلة الانتقالية.

ويصعب تحديد أعداد المتظاهرين في غياب إحصاءات رسمية، لكنّ الحشود كبيرة في التظاهرة التي بلغت أوجها في بداية الظهيرة مع انتهاء صلاة الجمعة، بحيث يمكن أن تساوي على الأقل عدد المشاركين في التظاهرات الحاشدة جدًا، أيّام الجمعة الماضية.

واستبقت السلطات الجزائريّة تظاهرات اليوم، الجمعة، بالإعلان عن إقالة رئيس جهاز المخابرات، عثمان طرقاق، الذي يعدّ حليفًا وثيقًا لبوتفليقة؛ وبثت قناة "النهار" التلفزيونية الخاصة خبر الإقالة، وقالت إن منصبه الذي يتبع الرئاسة حاليا سيعود ليصبح تحت إِشراف وزارة الدفاع، دون الإعلان عن بديل له.

وقال الجيش الجزائريّ إنه يتحرك "من أجل المصلحة الوطنيّة"، بعد مظاهرات على مدى أسابيع ضد الحكومة.

وكانت المخابرات عنصرًا مهمًا في نفوذ الجيش القوي على أمور البلاد، ولعبت دورًا خلف الكواليس على الساحة السياسية وكذلك في الحرب الأهلية، التي دارت رحاها في تسعينيات القرن الماضي.

لكن في عام 2016 ألغى بوتفليقة تبعيتها لوزارة الدفاع ووضعها تحت سلطة الرئاسة، سعيًا لإخراجها تدريجيا من الحياة السياسية.

وتدير حكومة تصريف أعمال أمور البلاد الآن، ومن غير المرجح أن تهدئ الغضب في الشوارع، وستبقى هذه الحكومة حتى إجراء انتخابات خلال ثلاثة أشهر. ولم يظهر خليفة واضح لبوتفليقة.

وفي الأسابيع السابقة لاستقالة بوتفليقة تضاءلت الدائرة المحيطة به نتيجة استقالة عدد من حلفائه المقربين من مواقع مؤثرة في مجالي السياسة والأعمال.

التعليقات