قائد الجيش الجزائري: الانتخابات أفضل مخرج من الأزمة السياسية

دعا قائد الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، الإثنين، الحراك الشعبي المتواصل في البلاد منذ 3 أشهر إلى اختيار ممثلين عنه لنقل مطالبه، بداعي أن ذلك يجنب المسيرات الفوضى والووقع في فخ الاختراق من قبل "ذوي المخططات المريبة"

قائد الجيش الجزائري: الانتخابات أفضل مخرج من الأزمة السياسية

(أ ب)

قال قائد الجيش الجزائري، أحمد قايد صالح، اليوم الإثنين، إن الانتخابات هي أفضل سبيل للخروج من الأزمة السياسية في البلاد، وتجنب الفراغ الدستوري.

وحث صالح في تصريحات بثها التلفزيون، اليوم، على الإسراع في "تشكيل الهيئة المستقلة لتنظيم الانتخابات" دون أن يذكر تاريخا لإجراء التصويت.

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية يوم الرابع من تموز/ يوليو، لكن مصدرا قال، يوم الجمعة الماضي، إنها قد تؤجل.

وفي خطابه، أكد قايد صالح رفضه أن يكون الجيش طرفا في أي حوار سياسي يخصّ ترتيبات حل الأزمة في البلاد، ودعا الحراك الشعبي إلى تعيين متحدثين عنه لنقل مطالبه إلى مؤسسات الدولة.

وقال قايد صالح، في خطاب ألقاه أمام القيادات والكوادر العسكرية في منطقة ورقلة جنوبي الجزائر، إنه "يستحسن أن تتسم المسيرات بحد معقول وكاف من التنظيم والتأطير الجيد، الذي يفرز ممثلين حقيقيين يتسمون بالصدق والأمانة في نقل المطالب المشروعة لهذه المسيرات، ويجنبها أيّ شكل من أشكال الفوضى، والوقوع في فخ الاختراق من قبل ذوي المخططات المريبة، الذين يجعلون من هذه المسيرات بوابة لإبراز شعاراتهم ورفع راياتهم، وجعلها جسراً لتبليغ بعض المطالب غير العقلانية".

وشدد المسؤول العسكري على ما اعتبره "ضرورة وحتمية إعادة النظر في كيفية تنظيم هذه المسيرات، وفي ضرورة تأطيرها بأشخاص من ذوي الحسّ الوطني المسؤول، الذين يخافون الله في شعبهم ووطنهم ومؤسسات دولتهم، ويعملون على نقل المطالب الشعبية في إطار حوار جادّ وبنّاء مع مؤسسات الدولة، آخذين بالاعتبار ما تحقق لحدّ الآن من مطالب، بفضل المرافقة الدائمة للجيش، الذي تعهد والتزم بأنه لن يكون طرفاً في هذا الحوار المرغوب".

وكان قايد صالح يردّ على دعوات توجهت إلى الجيش خلال اليومين الماضيين، تخصّ فتح حوار مباشر مع الحراك والمعارضة، للاتفاق على خطوات حلّ سياسي انتقالي، إذ دعت السبت ثلاث شخصيات سياسية وعسكرية بارزة، وزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي وأبا الحركة الحقوقية علي يحيى عبد النور والجنرال السابق في الجيش رشيد بن يلس، الجيش إلى فتح حوار مباشر مع رموز الحراك الشعبي والقوى السياسية لإيجاد حل للأزمة الراهنة.

كما دعا تكتل يضم 46 تنظيما مدنيا بارزا في الجزائر، يمثل نقابات مهنية وهيئات حقوقية ومرجعيات دينية، أمس الأحد، الجيش إلى فتح حوار مباشر مع الحراك الشعبي والنقابات المهنية وقوى المعارضة السياسية، لوضع خطة انتقالية وحل الأزمة الراهنة في البلاد.

واستغرب المسؤول العسكري صمت الشخصيات الوطنية، وعدم تدخلها للمساعدة في حل الأزمة، وأداء دور وساطة سياسية بين الحراك ومؤسسات الدولة، وقال: "نتساءل عن الغياب الملحوظ للشخصيات الوطنية والنخب والكفاءات الوطنية، أمام ما تعيشه البلاد من أحداث وتطورات متسارعة تستوجب تقديم اقتراحات بنّاءة، من شأنها التقريب بين وجهات النظر المختلفة".

وحسب قايد صالح، فإن من المطالب غير العقلانية "الرحيل الجماعي لكافة إطارات (كوادر) الدولة بحجة أنهم رموز النظام، وهو مصطلح غير موضوعي وغير معقول، بل وخطير وخبيث، يراد منه تجريد مؤسسات الدولة وحرمانها من إطاراتها وتشويه سمعتهم"، على حد قوله.

وقال "لقد أصبحت المسيرات الشعبية مطية سهلة يركبها هؤلاء الأشخاص لترويج أفكار لا تخدم الجزائر، ولا تتماشى إطلاقا مع المطالب الشعبية المرفوعة".

تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تعيش منذ 22 شباط/ فبراير حالة انتفاضة شعبية، تمكنت من الإطاحة بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة مطلع نيسان/ إبريل الماضي. وتتواصل هذه الاحتجاجات الشعبية للمطالبة برحيل كافة رموز نظام بوتفليقة وبينهم "بن صالح" الذي خلفه مؤقتا لتسعين يوما وفق الدستور، كما يرفع متظاهرون شعار "يتنحاو قاع" باللهجة المحلية، والذي يعني "يحلوا كلهم" أي كل النظام.

التعليقات