السودان: "العسكر يعيقون بناء الدولة المدنية" والمعارضة متمسكة بالعصيان

جددت قوى إعلان "الحرية والتغيير" التي تقود الاحتجاجات في السودان، اليوم الأربعاء، التمسك بالعصيان المدني، معتبرة أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يمثلان "عائقا أمام بناء الدولة المدنية".

السودان:

غداة المجزرة في الخرطوم (أ ب)

جددت قوى إعلان "الحرية والتغيير" التي تقود الاحتجاجات في السودان، اليوم الأربعاء، التمسك بالعصيان المدني، معتبرة أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يمثلان "عائق أمام بناء الدولة المدنية".

يأتي ذلك فيما أكد مسعفون بالمعارضة السودانية، اليوم، أن عدد قتلى أعمال العنف التي شهدها السودان في الآونة الأخيرة ارتفع إلى أكثر من 100، بعد انتشال 40 جثة من نهر النيل بالخرطوم.

وفيما يحاول المجلس العسكري في السودان، التملص من مسؤوليته عن مجزرة الخرطوم، جاء في بيان لقوى "الحرية والتغيير" أنه "أصبح واضحا أن بقاء اللجنة الأمنية لنظام البشير، بقيادة البرهان وحميدتي، على سدة الحكم يقطع الطريق بين الشعب وحلمه بالسودان الذي يريد".

وتابع أن هذا النظام "يؤسس لسيطرة العسكر على الحكم، وحماية النظام البائد لا محالة ورموزه". ودعا للمحافظة على سلمية الثورة، وإعلان العصيان المدني الشامل، ووضع المتاريس لحماية الثوار من الرصاص.

اعتقال نائب أمين الحركة الشعبية

اعتقلت قوات أمن سودانية، اليوم الأربعاء، نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان، القيادي المعارض البارز، ياسر عرمان، وفق مصدرين متطابقين.

وقال مصدر بالحركة في تصريح مقتضب، إن قوات أمنية أوقفت عرمان واقتادته لجهة غير معلومة. فيما أفاد منشور بصفحة منسوبة للحركة عبر "فيسبوك"، أن عرمان "اعتقل ظهر اليوم بالخرطوم من جانب قوة من الأمن والدعم السريع"، دون تفاصيل أكثر. ولم تعقب السلطات السودانية على ما ذكره المصدران.

وعرمان انضم مبكرا للحزب الشيوعي بالسودان، قبل أن يغادره، وكان نائبا سابقا ومرشحا في رئاسيات 2010، قبل أن ينسحب.

وعاد عرمان، الذي كان من أشد معارضي عمر البشير، إلى السودان أواخر شهر أيار/ مايو الماضي، بعد ثماني سنوات من الغياب، على الرغم من حكم الإعدام الصادر بحقه منذ عام 2014.

محاولة العسكري للتملص من مجزرة الخرطوم 

ونفى المجلس العسكري فض الاعتصام بالقوة، مدعيًا إنه استهدف فقط منطقة كولومبيا المجاورة لمقر الاعتصام التي وصفها بـ "البؤرة الإجرامية الخطرة"، وسط تحقيقات رسمية بدأت من جانب النيابة السودانية في تلك الأحداث، في محاولة المجلس العسكري الانتقالي، التملص من مسؤوليته عن الأحداث.

وقال حميدتي، إن "المجلس أصدر تحقيقا مستقلا من النائب العام، تحقيقا عاجلا وشفافا وسريع النتائج، ما من إنسان يفلت من العقاب، أي إنسان تجاوز حدوده لازم يتحاسب".

وزعم حميدتي، خلال مخاطبة لجنوده المتمركزين في منطقة الساحة الخضراء في الخرطوم، إن المجلس العسكري حريص على فرض هيبة الدولة والقانون، مطالبا الثوار بإزالة المتاريس من الشوارع. وأشار إلى اعتقال بعض المشاركين في وضع الحواجز، قائلا: "تدخل المجلس العسكري الأخير جاء لتصحيح المسار التفاوضي"، متهما جهات لم يسمها بالعمل على استهداف وقتل قوات الدعم السريع.

وادعى حميدتي، خلال كلمته التي أدلى بها بمناسبة عيد الفطر، أن المجلس العسكري لم يأت من أجل أن يحكم، وأنه شخصيا ليس لديه أي استعداد ليحكم. وأضاف أن المفاوضات انحرفت عن مسارها، مؤكدا أن المجلس العسكري هو الضامن في الفترة الانتقالية، في ظل غياب الحكومة.

بعد ارتفاع عدد الضحايا يرتفع إلى 100... وبرهان يدعو للحوار

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان، في خطاب متلفز استعداد المجلس للتفاوض وفتح صفحة جديدة، معربا عن أسفه لسقوط ضحايا خلال الأيام الماضية. 

وجاء خطاب البرهان بعد يوم من إعلانه "وقف" عملية التفاوض مع قوى الحرية والتغيير وتشكيل حكومة انتقالية لتنظيم انتخابات عامة في البلاد في غضون تسعة أشهر، وهو إعلان رفضه تجمع المهنيين السودانيين (أبرز التجمعات المعارضة). 

وجدد التجمع، الثلاثاء، دعوته لأربعة إجراءات بارزة هي: "العصيان المدني الشامل وإغلاق الطرق الرئيسية والكباري والمنافذ بالمتاريس وشل الحياة العامة"، و"الإضراب السياسي المفتوح في كل مواقع العمل والمنشآت والمرافق في القطاع العام والخاص"، و"التمسك والالتزام الكامل بالسلمية"، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان. 

واقتحمت قوات أمن سودانية ساحة الاعتصام في وسط الخرطوم في ساعة مبكرة الإثنين، وقامت بفضه بالقوة، حسب قوى المعارضة التي أعلنت مقتل 35 شخصًا على الأقل آنذاك، ليرتفع العدد لاحقًاإلى 60 قتيلا، فيما سجلت الحصيلة النهائية 100 قتيل.

وبدأ الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، في 6 أبريل/ نيسان الماضي، للمطالبة بعزل عمر البشير، ثم استكمل للضغط على المجلس العسكري، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، قبل فضّه بالقوة الإثنين.

 

التعليقات