شهادة حيّة من طالب عاش أحداث المجزرة بالسودان

خلال الهجوم الدامي على محتجين سودانيين في اعتصام طالب بالديمقراطية في الخرطوم، يوم الإثنين الفائت، كان هناك رجل يئن من الألم أثناء قيام الأطباء بخياطة جرح في أذنه دون وجود مخدر لتخفيف ألمه.

شهادة حيّة من طالب عاش أحداث المجزرة بالسودان

من الأحداث (فيسبوك)

خلال الهجوم الدامي على المحتجين السودانيين في اعتصام الخرطوم الذي يطالب بنقل السلطة السياسية للمدنيين وبالديمقراطية، يوم الإثنين الماضي، كان هناك رجل يئن من الألم أثناء قيام الأطباء بخياطة جرح في أذنه دون وجود مخدر لتخفيف ألمه.

وكان في ذات الوقت، يحاول مساعدة الرجل الجالس بجواره، وهو ضحية أخرى من ضحايا أسوأ أعمال العنف التي يشهدها السودان، منذ إطاحة الاحتجاجات بالرئيس عمر حسن البشير، في 11 نيسان/ أبريل الماضي.

وصرّحت لجنة أطباء السودان، اليوم الأربعاء، أن 101 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم في الهجوم وفي الاضطرابات التي أعقبته.

بدوره، أفاد طالب طب ساعد بعلاج المصابين أنه "لم ينتفض مرة واحد لأنه كان يمسك يد شخص يتألم بشدة أثناء استخراج رصاصة من ساقه".

وتابع "كان يصيح ويصرخ ويكاد يفقد الوعي. وكان كل من حوله يحاولون تهدئته لذا فقد كان هذا الشخص يمسك بيده في محاولة لتهدئته".

وقد طلب طالب الطب عدم الكشف عن اسمه، خشية التعرض لأذى.

هجوم الفجر:

وأفاد الشاب الذي يدرس الطب، وطالب جامعي آخر، شاركا في الاعتصام، أن عددا كبيرا من قوات الدعم السريع قادت الهجوم في الفجر.

وحينها أدرك طالب الطب، في البداية، أن هناك مشكلة عند الحاجز خارج الاعتصام عند الخامسة صباحا، وسمع صوت إطلاق نار، ورأى أشخاصا يسقطون بينما كانوا يركضون نحوه. وركض باتجاه عيادة ميدانية في الاعتصام.

وتابع "الناس كانوا يتقيأون دما، يختنقون من الدم، يغرقون فيه فعلا".

وعالج هو وبعض الأطباء رجلا أصيب بكسر في الجمجمة.

وتابع الطالب "كان يركل ويضرب بقبضة يده كل من حوله. احتاج الأمر خمسة رجال للإمساك به حتى نخيط له الجرح بدون تخدير من أي نوع تقريبا".

وقال إن معظم الجنود كانوا من الشبان. وتابع "يبدو أنهم لم يتلقوا أي تدريب عسكري من أي نوع".

في العيادة:

وتابع  طالب الطب قائلا إنه قد تلقى مكالمة هاتفية من أحد الأصدقاء، بعد ساعتين من بدء الأزمة، وأضاف أن قوات الأمن فتحت النار على عيادة أثناء هذه المكالمة.

وكان المتواجدون في الداخل يحصنون المبنى بباب معدني ضخم.

وتابع الطالب "كسروا الباب وبدأوا في إطلاق النار. انبطح الجميع على الأرض، وكانت هناك ثقوب ناجمة عن الرصاص في جميع أنحاء العيادة".

وبعد توقف إطلاق النار، خرج طبيب رافعا يديه في الهواء وهو يقول هذه عيادة تداوي المرضى.

ونقل الطالب عن الطبيب قوله "حتى بعض جنودكم أصيبوا وعلينا علاجهم أيضا... لقد أقنعهم وتوقفوا عن إطلاق النار".

الطريق إلى المشفى:

وبعدها نقل طالب الطب بمساعدة صديق له، أحد المرضى إلى مستشفى خارج منطقة الاعتصام. وكان المريض ينزف من رأسه.

وعلّق الطالب "كنت أمسك برأس المريض، وأحاول منع النزيف بقدر الإمكان".

وكل من حوله كانوا من قوات الدعم السريع وكانوا يسخرون منه ومن غيره.

وتابع "كنا نقول: إذا لم يتم نقله إلى المستشفى سيموت... وكانوا يقولون: يمكنه أن يموت، ماذا سيحدث لو مات".

وقد أكد طالب جامعي شاب، والذي طلب أيضا عدم نشر اسمه، رواية طالب الطب حول إطلاق النار.

وأفاد أنه في بادئ الأمر دخل حوالي 30 فردا من قوات الدعم السريع موقع الاعتصام، ثم وصلت أعداد كبيرة حتى بلغوا أكثر من ألف. تابع أن قوات الأمن كانت تجلد الناس بخراطيم مطاطية وهراوات طويلة وتركلهم.

وصرّح الطالب الجامعي "كان الناس يتساقطون حولي بعد إطلاق النار عليهم. بعض الأشخاص فروا إلى المباني وتعقبتهم قوات الأمن وهاجمتهم".

وتابع "أفلت بالكاد من الإصابة بالرصاص. وبينما كان كل هذا يحدث، كنت أرى قناصة يتمركزون على عدة أسطح ويراقبون كل شيء".

التعليقات