السودان: ارتفاع عدد ضحايا مجزرة القيادة العامة إلى 108

يستفيق السودانيّون، يومًا بعد آخر، على هول المجزرة التي ارتكبتها قوّات الأمن عند فضّتها اعتصام القيادة العامّة، يوم الإثنين الماضي، إذ أعلنت لجنة أطباء السودان ارتفاع عدد الضحايا إلى 108، على الأقلّ.

السودان: ارتفاع عدد ضحايا مجزرة القيادة العامة إلى 108

من مكان المجزرة (أ ب)

يستفيق السودانيّون، يومًا بعد آخر، على هول المجزرة التي ارتكبتها قوّات الأمن عند فضّتها اعتصام القيادة العامّة، يوم الإثنين الماضي، إذ أعلنت لجنة أطباء السودان ارتفاع عدد الضحايا إلى 108، على الأقلّ.

بينما نقلت وكالة السودان للأنباء عن وكيل وزارة الصحة قوله إن عدد قتلى أحداث العنف الأخيرة بالبلاد "لم يتجاوز 46 قتيلا".

وبيّنت مشاهد فيديو تناقلها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قيام قوّات الجنجويد بربط أقدام الضحايا بالأحجار الثقيلة ومن ثم قذفها في مياه النيل.

وفي ساعة مبكرة من صباح الإثنين، اقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام وسط الخرطوم، وقامت بفضه بالقوة، بحسب قوى المعارضة التي أعلنت آنذاك عن مقتل 35 شخصًا على الأقل، قبل أن تعلن لجنة أطباء السودان الحصيلة الجديدة الأربعاء لأحداث الفض وما تلاها من أحداث بمناطق أخرى.

وأدانت دول الترويكا المكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، في بيان، نشرته الخارجية الأميركية، مساء أمس، الأربعاء، فض الاعتصام في الخرطوم، وقالت إن المجلس العسكري الانتقالي "ألقى بالسلام والعملية الانتقالية إلى التهلكة".

بينما قالت الأمم المتحدة أمس، الأربعاء، إنها ستنقل بعض موظفيها في السودان إلى الخارج مؤقتا بسبب الوضع الأمني في البلاد، دون تقديم معلومات حول عدد الموظفين الذين يجري نقلهم أو المكان الذي يذهبون إليه أو متى سيعودون أو عدد الموظفين الذين سيظلون في السودان.

وتباينت ردود الفعل الدوليّة على المجزرة، حتى من حلفاء المجلس العسكريّ الإقليميين، مثل السعودية ومصر والإمارات. فقد قالت السعوديّة، التي زارها رئيس المجلس العسكري عشيّة المجزرة، إنها تتابع تطورات الأحداث في السودان "ببالغ القلق وتدعم استئناف الحوار بين المجلس العسكري الحاكم والمعارضة"، والأمر نفسه أشارت إليه الإمارات، ولو بصيغة مختلفة.

بينما كتب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، على "تويتر" إن أعمال العنف التي ارتكبتها قوات الأمن السودانية "بغيضة"، وطالب المجلس العسكري بتسهيل التحرك نحو تشكيل حكومة يقودها مدنيون.

ودعا تجمع المهنيين السودانيين، جماعة المعارضة الرئيسية التي تقود الاحتجاجات، إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في سقوط قتلى يوم الإثنين.

وفي مقابل الإدانة الدوليّة للمجزرة، حتى من قبل حلفاء المجلس العسكري، كان لافتًا الدعم الروسي للمجلس العسكري، بحجّة "معارضتها التدخل الأجنبي في السودان" وأضاف بيان صادر عن الخارجيّة الروسيّة أنه يتعين على السلطات هناك كبح من وصفتهم بالمتطرفين.

ويرأس المجلس العسكري السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وكان المفتش العام للقوات المسلحة السودانية وثالث أكبر قائد عسكري في الجيش، ولا يعرف عنه الكثير في الحياة العامّة، وكان قائد القوات البرية وهو موقع سمح له بالإشراف على القوات السودانية التي قاتلت في صفوف التحالف بقيادة السعودية في اليمن. وللبرهان صلات وثيقة بكبار القادة العسكريين في الخليج بحكم مسؤوليته عن تنسيق المشاركة العسكرية السودانية في الحرب.

بينما يشير مراقبون إلى أنّ الحاكم الفعلي للسودان اليوم هو الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف اختصارًا باسم "حميدتي"، ويقود قوات الدعم السريع، وهي قوات شبه عسكرية مرهوبة الجانب ويعتقد أنها تتألف من عشرات الآلاف من الجنود وتواجه اتهامات بالإبادة الجماعية في حرب دارفور.

وقال شهود إن قوات الدعم السريع، التي تسيطر على الخرطوم، قادت الحملة على موقع الاعتصام، ويشير نشر هذه القوات إلى أن حميدتي، وهو مقاتل سابق في دارفور، في موقع يؤهله لاتخاذ القرارات على الأقل عندما يتعلق الأمر بالأمن.

كما أنه يستمد قوته من علاقاته مع الإمارات والسعودية، وساعدت قوات الدعم السريع الدولتين الخليجيتين في الحرب الأهلية في اليمن، وحميدتي شخصية بارزة ويلقي خطبا وسط الحشود ويلتقي بالدبلوماسيين الغربيين.

التعليقات