3 قتلى في قمع قوات الأمن السودانية للمتظاهرين

قتل ثلاثة متظاهرين سودانيين، اليوم، الأحد، في محاولة من السلطات السودانيّة لقمع العصيان المدني في يومه الأوّل، ما يرفع عدد ضحايا قمع السلطات إلى 117 خلال الأسبوع الأخير.

3 قتلى في قمع قوات الأمن السودانية للمتظاهرين

(أ ب)

قتل ثلاثة متظاهرين سودانيين، اليوم، الأحد، في محاولة من السلطات السودانيّة لقمع العصيان المدني في يومه الأوّل، ما يرفع عدد ضحايا قمع السلطات إلى 117 خلال الأسبوع الأخير.

وقتل أحد المتظاهرين بالرصاص، فيما قتل آخران طعنًا.

واعتدت قوات الأمن السودانيّة، بالرصاص الحيّ، على متظاهرين كانوا يحاولون نصب حواجز في الطرقات في إطار حملة عصيان مدني دعا إليها قادة الاحتجاجات ضد المجلس العسكري الحاكم، ردًا على العملية الأمنية التي أودت بالعشرات في ساحة الاعتصام بالخرطوم.

وبدأت حملة العصيان بعد نحو أسبوع من الهجوم على المتظاهرين المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للجيش، والذي أعقب انهيار المحادثات بين قادة الحركة الاحتجاجية والمجلس العسكري.

وبيّنت صور تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي التزامًا واسعًا بالعصيان المدني، وشوارع فارغة من المدنيين.

واستجابة لدعوة العصيان المدني، بدأ المتظاهرون بإقامة حواجز في طرقات الخرطوم، بينما أغلقت الأسواق والمتاجر أبوابها في مدن وبلدات عدة.

وفي منطقة بحرية بشمال العاصمة السودانية، جمع السكان إطارات السيارات وجذوع الأشجار والصخور لإقامة حواجز.

(أ ف ب)

وقال شاهد عيان لوكالة فراس برس "هناك حواجز على جميع الطرق الداخلية تقريبًا".

لكن شرطة مكافحة الشغب تدخلت سريعًا فأطلقت النار في الهواء والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين قبل إزالة الحواجز المرتجلة.

وأكد تجمع المهنيين السودانيين، الذي كان أول جهة أطلقت الاحتجاجات ضد حكم عمر البشير، الذي امتدّ لثلاثة عقود في كانون الأوّل /ديسمبر الماضي، أن حملة العصيان المدني ستتواصل إلى حين نقل القادة العسكريين السلطة إلى حكومة مدنية.

وفي حي بحري، رأى شهود شاحنة للشرطة مليئة بأشخاص بلباس مدني لكن لم يكن من الممكن التأكد إن كانوا متظاهرين تم توقيفهم.

ولزم سكان الخرطوم منازلهم بصورة إجمالية منذ الإثنين، عندما هاجم عناصر باللباس العسكري مخيم الاعتصام وقتلوا العشرات.

وشوهدت عدة مركبات تابعة لقوات الدعم السريع، التي اتهمها شهود بتنفيذ الهجوم، تتحرك في بعض أجزاء العاصمة، اليوم، وقد ثبتت عليها رشاشات.

(أ ف ب)

وشوهد عناصر قوات الدعم السريع كذلك في محيط محطة الكهرباء الرئيسية.

وخيّم الخوف على سكان الخرطوم منذ الهجوم على الاعتصام الذي أسفر عن مقتل 117 شخصًا على الأقل، بحسب لجنة الأطباء المركزية المقرّبة من المحتجين.

وألغت عدة شركات طيران رحلاتها إلى السودان منذ العملية الدامية وشوهد الركاب ينتظرون خارج مبنى المغادرة في مطار الخرطوم، الأحد، رغم أنه لم يتضح إن كان هناك أي رحلات ستقلع خلال الساعات المقبلة.

وأغلق الحي التجاري وسط العاصمة بمعظمه بينما توقفت الحافلات عن التوجه إلى عدة أحياء. إلا أن السيارات الخاصة واصلت نقل الركاب في بعض المناطق.

وفي مدينة أم درمان المجاورة على الضفة المقابلة من نهر النيل، بقيت الكثير من المتاجر والأسواق مغلقة لكن السكان شوهدوا في بعض المتاجر يشترون منتجات أساسية.

وقال أحد الشهود "رأينا الجنود يزيلون الحواجز من بعض الشوارع في أم درمان".

وفي مدينة الأبيض (وسط)، أغلق السوق الرئيسي وتغيّب عدد من موظفي المصارف عن العمل، بحسب السكان.

وأما في مدني (جنوب شرق العاصمة)، شوهد السكان يصطفون خارج الأفران المغلقة بينما أغلق السوق الرئيسي كذلك.

(أ ف ب)

وقال أحد سكان مدني لفرانس برس عبر الهاتف "توجهت إلى ثلاثة مخابز ولم أتمكن من شراء الخبز"، مضيفًا أن المتظاهرين نصبوا حواجز في عدة شوارع ما جعل من الصعب على المركبات المرور.

وكان قرار رفع أسعار الخبز بثلاثة أضعاف السبب المباشر الذي أطلق شرارة الاحتجاجات ضد البشير، قبل أن تتحول إلى حراك شعبي ضد حكمه.

وبعد الإطاحة بالرئيس في نيسان/ابريل، واصل المتظاهرون اعتصامهم لأسابيع في الخرطوم للضغط على العسكريين الذين تولوا الحكم، من أجل نقل السلطة.

وبعد عدة جولات من التفاوض بين قادة الاحتجاجات والجيش، انهارت المحادثات في منتصف أيّار/مايو.

ويقول الشهود إن الهجوم كان بقيادة عناصر قوات الدعم السريع التي تعد منبثقة عن ميليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب فظائع خلال الحرب الأهلية في إقليم دارفور في العامين 2003 و2004.

وزار رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، السودان، أول من أمس، الجمعة، في مسعى لإعادة إحياء المفاوضات حيث عقد لقاءات منفصلة مع ممثلين عن الجانبين دعا بعدها إلى انتقال "سريع" للديموقراطية.

التعليقات