استطلاع العالم العربي: نفور من التدين وإسرائيل التهديد الأكبر

أظهرت نتائج استطلاع للرأي أُجري في العالم العربي مؤخرا، أن العرب يعتبرون إسرائيل مصدر التهديد الأكبر لهم، تليها الولايات المتحدة وإيران

استطلاع العالم العربي: نفور من التدين وإسرائيل التهديد الأكبر

من تصميم "بي بي سي" المرتبط بالبحث

أظهرت نتائج استطلاع للرأي أُجري في العالم العربي مؤخرا، أن العرب يعتبرون إسرائيل مصدر التهديد الأكبر لهم، تليها الولايات المتحدة وإيران.

وشمل استطلاع الرأي الذي أجرته شبكة "البارومتر العربي" البحثية المستقلة، لصالح هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أسئلة حول الميل إلى الدين والموقف من المرأة وانخراطها الاجتماعي والسياسي، والمثلية الجنسية، والهجرة، وقادة العالم الأكثر تأثيرا على المنطقة.

وخلص الاستطلاع، الذي شارك فيه أكثر من 25 ألفا من سكان عشر دول بالإضافة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، في أواخر عام 2018 وربيع عام 2019، إلى وجود طيف واسع من الآراء حول القضايا التي طرحها.

ورأى معظم العرب في كل من العراق وتونس والجزائر والمغرب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، واليمن وليبيا والسودان والأردن ومصر وبنان، أن إسرائيل هي مصدر التهديد الأكبر لاستقرار المنطقة، بنسب متفاوتة، حيث أظهر مواطنو الدول المتاخمة إلى إسرائيل خوفا أكبر من الدول العربية البعيدة عنها.

وجاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية من حيث التهديد الذي يشعر به العرب إزائها، لكن في دول مثل الجزائر والسودان والمغرب والأردن، ظهر أيضا أن السكان يشعرون بخطر من إيران بنسب عالية.

تجدر الإشارة إلى أن المركز "العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كشف عن استطلاع للرأي العام في المنطقة العربية في أيار/ مايو الماضي، أشار إلى أن 67 بالمئة من العرب اعتبروا أن إسرائيل والولايات المتحدة هما الأكثر تهديدا للأمن القومي العربي.

العلاقة مع الدين

قارنت المؤسسة البحثية بين نتائج استطلاع رأي مماثل أجرته عام 2013 وبين البحث الذي أجرته مؤخرا في عدّة مواضيع منها علاقة المواطنين في هذه الدول مع الدين، لتُظهر النتائج أنه في جميع الدول ما عدا لبنان واليمن، هناك ابتعاد واضح عن التديّن.

فمنذ عام 2013، ارتفعت نسبة الذين يصفون أنفسهم بأنهم "غير متدينين" من 8 في المئة إلى 13 في المئة بالمجمل. ويصف ثلث التونسيين وربع الليبيين أنفسهم هكذا، أما في مصر فقد تضاعف حجم هذه المجموعة بينما تضاعف حجمها أربع مرات في المغرب.

أما اليمن فهو الوحيد الذي وجد ارتفاع بمستوى التدين بين الناس، فيما بقيت لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1976، بالموقع ذاته تقريبا، من حيث عدد الذين يصفون أنفسهم بـ"غير المتدينين".

مساواة المرأة والموقف من المثليين

تناقضت مواقف المستطلعة آراءهم بشكل كبير بما يخص مساواة المرأة، حيث أنه كان هناك قبول فاق الـ50 بالمئة، ما عدا في الجزائر، لتولي المرأة منصبي رئيسة الحكومة أو رئيسة الجمهورية، لكن كان هناك تأييد كبير لاختلاف الأدوار الاجتماعية بين المرأة والرجل بما يتعلق بالأسرة، حيث أجابت نسب مرتفعة بالإيجاب على سؤال "هل ينبغي على الزوج أن يكون له القول الفاصل في كل القرارات الأسرية؟".

وفي المقابل، فإن قتل النساء على ما يُسمى بـ"شرف العائلة" لاقى قبولا بنسبة 15 بالمئة في المجتمع، مع نسب متفاوتة جدا بين الدول المختلفة.

أما المثلية الجنسية، فقد رفضها معظم المستطلعة آرائهم.

بوتين وترامب وإردوغان

حظي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، على أعلى تأييد من العالم العربي، حيث دعمه نحو 51 بالمئة، يليه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع 28 بالمئة، أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فلم يحظى بتأييد أكثر من 12 بالمئة.

الهجرة

أبدت نسبة مرتفعة من سكان العالم العربي رغبة بالهجرة تزيد عما كانت عليه عام 2013، وشهد لبنان واليمن أكبر انخفاض في  عدد الراغبين بالهجرة، فيما يبقى الدافع الأساسي لها، هو سوء الأحوال الاقتصادية.

وبينما فضل معظم المستطلعة آرائهم، القارة الأوروبية كمقصد للهجرة، إلى أن ذلك في انخفاض مستمر، فقد انخفضت نسبة أولئك الذين يقولون إنهم سيختارون أوروبا مقصدا من 51 بالمئة في عام 2016 إلى 42 بالمئة اليوم. من جانب آخر، ارتفعت نسبة الذين يفكرون في الهجرة إلى أميركا الشمالية من 23 بالمئة إلى 27 بالمئة، بينما انخفضت نسبة الذين يريدون الهجرة إلى دول الخليج انخفاضا طفيفا لتبلغ 20 في المئة.

أما نسبة الذين يرغبون في الهجرة إلى باقي دول المنطقة (عدا الخليج) فقد تجاوزت الضعف لتستقر عند 11 بالمئة.

 

التعليقات