محيط السفارة الأميركية ببغداد: الحشد الشعبي يطالب المعتصمين بالانسحاب

شهد محيط السفارة الأميركية في بغداد حالة من التوتر والتصعيد، وذلك مع توافد المئات من المتظاهرين من أتباع الحشد الشعبي، والانضمام إلى الاعتصام المفتوح بمحيط السفارة وتوعد الحشد بالرد على الضربات الأميركية التي استهدفت قواته وخلفت 25 قتيلا.

 محيط السفارة الأميركية ببغداد: الحشد الشعبي يطالب المعتصمين بالانسحاب

(أ.ب.)

قالت مصادر في "الحشد الشعبي" أنه أصدر أوامر بانسحاب المعتصمين أمام السفارة الأميركية في بغداد، فيما شهد محيط السفارة، صباح اليوم، حالة من التوتر والتصعيد، وذلك مع توافد المئات من المتظاهرين من أتباع ملشيات "الحشد الشعبي"، والانضمام إلى الاعتصام المفتوح بمحيط السفارة، فيما توعد "الحشد" بالرد على الضربات الأميركية التي استهدفت قواته وخلفت 25 قتيلا.

وأطلقت قوات أمن السفارة الأميركية في بغداد، اليوم الأربعاء، لبعض الوقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين العراقيين، وكانوا يقومون بحرق العلم الأميركي.  فيما قام متظاهرون بنصب نحو 50 خيمة مع إمدادات صحية خاصة بالتخييم.

وبعد مهاجمتهم السفارة الأميركية لساعات، أعلن مئات الأشخاص، أمس الثلاثاء، اعتصاما مفتوحا في محيط السفارة، لتحقيق مطلبهم بانسحاب الأميركيين من العراق، وذلك إثر ضربات جوية أميركية أدت إلى مقتل 25 مقاتلا من ميلشيا "حزب الله" العراقي الموالي لإيران.

وتوعد  الأمين العام لكتائب "سيد الشهداء"، أحد فصائل "الحشد الشعبي"، أبو آلاء الولائي، بحصار كل معسكرات القوات الأميركية في العراق قريبًا.

وقال أبو آلاء في بيان له "حين يحاصر الحشد الشعبي سفارة الشر (يقصد السفارة الأميركية) في بغداد هذا اليوم، فهو قريبا سيحاصر معسكرات ومقرات القوات الأميركية الممتدة على الأرض العراقية".

وذكر بحادث حصار السفارة الأميركية في إيران عام 1979، وقال إن "الخط الممتد من حصار سفارة أميركا في طهران عام 1979 إلى حصار سفارتها في بغداد اليوم عام 2019، يختصر التاريخ كله".

وأثارت الضربات الجوية الأميركية، ليل الأح،د على قواعد تابعة لـ"حزب الله"  استياءً في العراق، بلغ ذروته بمهاجمة آلاف العراقيين من مؤيدين لفصائل مسلحة موالية لإيران، أمس الثلاثاء، السفارة الأميركية في بغداد.

وصباح اليوم الأربعاء، أعادت القوات العراقية إغلاق المنطقة الخضراء في بغداد، حيث توجد السفارة الأميركية ومؤسسات عراقية هامة، بعدما تمكن المتظاهرون أمس من دخولها، وكانت تدقق بمداخل النقاط الأمنية المؤدية إلى المنطقة الخاضعة لإجراءات أمنية مشددة، لكن لا يبدو أنها كانت تستعد للعمل على إخراج المحتجين الذين كانوا أساسا في الداخل.

وحاول المحتجون المؤيدون لإيران الذين يعتصمون في الداخل من جديد الاقتراب من السفارة الأميركية، محرقين أعلاما أميركية ومرددين عبارة "أميركا الشيطان الأكبر".

وأطلقت بعد ذلك من داخل حرم المجمع الضخم للسفارة قنابل غاز مسيل للدموع على المتظاهرين، كما أفاد مصور في وكالة فرانس برس.

ونقلت سيارات الإسعاف محتجين أصيبوا بحالات اختناق، فيما وصلت تعزيزات من الشرطة لمساندة القوات العراقية التي شكلت طوقاً أمنياً حول المكان.

ويثير اقتحام السفارة وما سبقه من ضربات أميركية وضربات صاروخية نسبتها واشنطن إلى فصائل موالية لإيران، المخاوف من زيادة التوتر بين واشنطن وطهران، وتحوله إلى نزاع مفتوح على أراضي العراق الحليف لإيران والولايات المتحدة.

وهدد ترامب بجعل طهران "تدفع الثمن غاليا" بعد الهجوم على السفارة، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يتوقع حرباً معها.

مع ذلك، أعلنت واشنطن عن إرسال 750 جنديا إضافيا في الشرق الأوسط، ليتم نشرهم "على الأرجح" لاحقا في العراق، كما أكد مسؤول أميركي.

التعليقات