العراق: إصابات وانقسام بين المحتجين بعد دعم الصدر لعلاوي

بدأت مخيمات الاحتجاج في العاصمة العراقية وجنوب البلاد بالانقسام إلى مجموعات منفصلة، بحسب ناشطين، بين الداعمين لرئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي والرافضين لتسميته، فيما شهدت العاصمة بغداد مواجهات أسفرت عن عشرات الإصابات.

العراق: إصابات وانقسام بين المحتجين بعد دعم الصدر لعلاوي

(أ.ب.)

بدأت مخيمات الاحتجاج في العاصمة العراقية وجنوب البلاد بالانقسام إلى مجموعات منفصلة، بحسب ناشطين، بين الداعمين لرئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي والرافضين لتسميته، فيما شهدت العاصمة بغداد مواجهات أسفرت عن عشرات الإصابات.

وأصيب 21 متظاهرا، اليوم الإثنين، في مواجهات عنيفة مع أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في محافظتي بابل والنجف وسط وجنوبي العراق، وفق مصدر أمني وشهود عيان.

وفي تصريح للأناضول، قال مصدر طبي في دائرة صحة بابل الحكومية، إن 19 من المحتجين المدنيين أصيبوا بجروح، 5 منهم بالرصاص الحي، والبقية بآلات حادة والضرب المبرح بالهراوات في مدينة الحلة مركز المحافظة.

من جانبهم، قال شهود عيان من المتظاهرين، إن أنصار الصدر المعروفين بـأصحاب "القبعات الزرق" هاجموا المتظاهرين في ساحة اعتصام الحراك الشعبي بمنطقة مجسر الثورة وسط الحلة.

وأضافوا أن أنصار الصدر أطلقوا النار على المتظاهرين وهاجموهم بالأسلحة البيضاء والهراوات، واستولوا على المنصة الرئيسية بالساحة التي يلقي فيها المتظاهرون كلماتهم ومواقفهم منذ أشهر.

وأشار الشهود إلى أن قوات الأمن تحاول تفريق المتظاهرين وأنصار الصدر، لكنها لم تعتقل أي من هؤلاء الذين يحملون أسلحة وهراوات.

وفي النجف، قال شاهدان من المتظاهرين للأناضول إن اثنين من المتظاهرين أصيبوا بالرصاص الحي جراء إطلاق النار من قبل أنصار الصدر على محتجين كانوا يغلقون طرقاً وسط المدينة.

وأضاف الشاهدان أن أنصار الصدر يقمعون المتظاهرين، ويفتحون الطرق المقطوعة، ويقومون بتفريق التجمعات الاحتجاجية بالقوة.

وفشل ترشيح علاوي في الأول من شباط/فبراير في تهدئة الاحتجاجات المتواصلة منذ نحو أربعة أشهر، والتي تجتاح بغداد والجنوب، حيث يطالب المتظاهرون الشبان بإصلاح شامل للحكم.

ورفض معظم المتظاهرين الشباب علاوي باعتباره قريبا جدا من النخبة الحاكمة، لكن رجل الدين مقتدى الصدر، الذي أيد التظاهرات، رحب بتكليفه السبت.

وحض الصدر أتباعه على البقاء في الشوارع، ما أدى إلى انقسام داخل الساحات الاحتجاجية.

وبدأ ناشطون مناهضون للحكومة ومعارضون لترشيح علاوي، في تجميع خيامهم في ميدان التحرير ببغداد، وفق ما قال متظاهرون في الساحة.

وقال أحد المتظاهرين الذي قضى فترة طويلة في ساحة التحرير المركزية لوكالة فرانس برس "لقد انقسموا إلى قسمين الآن، وهناك الكثير من الناس من كلا الجانبين. أنا قلق من الاشتباك".

وفي وقت سابق، اقتحم العشرات من الصدريين مبنى رئيسيا في التحرير كان تحت سيطرة المحتجين منذ شهور، وطردوا الناشطين وأزالوا اللافتات المطلبية.

وفي مدينة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط، نقل طلاب الجامعة خيامهم الليلة الماضية للابتعاد عن أولئك الذين احتلهم أنصار الصدر.

وطالب أحد منظمي التظاهرة عبر مكبرات الصوت هناك "إذا جاء الصدريون إلى ساحة الاحتجاج، لا تحتكوا بهم ولا تثيروا المشاكل".

وأيد الصدر الاحتجاجات مع انطلاقها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لكنه أعاد التفكير في دعمه مرات عدة منذ ذلك الحين.

وبعد ذلك حض أنصاره على العودة إلى الشوارع الجمعة، وأعلن تأييده لعلاوي ودان اعتصامات الطلاب وإغلاق الطرقات، وهما التكتيكان الرئيسيان اللذان يستخدمهما معظم المحتجين.

وانتشر أنصار الصدر والذين يمكن التعرف عليهم من خلال قبعاتهم الزرقاء، حول المدارس والدوائر الحكومية في الكوت والحلة جنوب العاصمة، لضمان إعادة فتحها بالكامل بعد أسابيع من الإغلاقات المتقطعة بسبب التظاهرات.

التعليقات