الملك سلمان يهاتف ترامب على ضوء الانسحاب العسكري الأميركي

أجرى الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، أمس، الجمعة، اتصالا هاتفيًا بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على ضوء التوترات بين البلدين في ما يتعلّق بحرب أسعار النفط وسحب الجيش الأميركي قوات من السعوديّة.

الملك سلمان يهاتف ترامب على ضوء الانسحاب العسكري الأميركي

سلمان وترامب في لقاء سابق (أ ب)

أجرى الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، أمس، الجمعة، اتصالا هاتفيًا بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على ضوء التوترات بين البلدين في ما يتعلّق بحرب أسعار النفط وسحب الجيش الأميركي قوات من السعوديّة.

وصدر عن البيت الأبيض والديوان الملكي السعودي تصريحان لا يتقاطعان تقريبًا حول القضايا التي ناقشها ترامب وسلمان، فبينما ركّز تصريح الإدارة الأميركيّة على "استقرار أسعار النفط العالمية" ركّز البيان السعودي على الجهود "الرامية للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن وإلى مبادرة التحالف بوقف إطلاق النار دعمًا لجهود المبعوث الأممي في هذا الصّدد".

وبحسب ما قال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض، جود دير، في بيان، اتفق ترامب وسلمان على أهمية استقرار أسواق الطاقة العالمية، بالإضافة إلى تناولهما "التطورات الإيجابية في مكافحة فيروس كورونا، وإنعاش الاقتصادات العالمية".

وبينما قال بيان البيت الأبيض إنهما بحثا "التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة والسعودية"، ورد في البيان السعودي أن ترامب أكد التزام الولايات المتحدة "بحماية مصالحها وأمن حلفائها في المنطقة وتصميمها على مواجهة كل ما يزعزع الأمن والاستقرار فيها".

والخميس، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركيّة أن الولايات المتحدة بدأت بسحب 4 بطاريات صواريخ دفاع جوي من طراز باتريوت وسربي طائرات مقاتلة من السعوديّة.

ووفقًا للصحيفة، فإن الولايات المتحدة دفعت بهذه القوات إلى السعوديّة، خشية من تعرّض الأخيرة لهجوم إيراني، عقب استهداف منشأتي "آرامكو" في أيلول/سبتمبر الماضي، في الهجوم الذي تبنّاه الحوثيّون، لكن مسؤولين أميركيين اتهموا إيران بالوقوف خلفه.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة سحبت عشرات من عسكرييها من السعودية، وأنها تبحث تخفيض انتشارها البحري في مياه الخليج.

ووفقًا للصحيفة، فإنّ القرار الأميركي استند إلى تقديرات البنتاغون بأن إيران "لم تعد تشكّل تهديدًا إستراتيجيًا" على الولايات المتحدة.

وتأتي هذه التطورات بعدما هدّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، بفرض عقوبات عسكريّة عليه إن لم يخفّض إنتاج السعودية من النفط ما يضع حدًا لتراجع أسعاره وينهي "حرب الأسعار" مع روسيا.

وذكرت وكالة "رويترز"، الخميس الماضي، أنّ العقوبات التي هدّد بها ترامب على شكل سحب للقوات الأميركيّة من السعوديّة.

وبحسب ما نقلت "رويترز" عن 4 مصادر على اطّلاع على الموضوع، فإنّ ترامب أبلغ بن سلمان أنه إن لم تخفّض "أوبك" إنتاجها للنفط، فستمنع عن عرقلة قرار في الكونغرس لسحب القوات الأميركية من السعوديّة.

وهذه أوّل مرّة، بحسب "رويترز"، يهدّد فيها رئيس أميركي بإنهاء التحالف الإستراتيجي بين السعوديّة والولايات المتحدة، المستمرّ منذ 75 عامًا. لكنّ هذا التهديد آتى أكله عبر إعلان السعوديّة، بعد التهديد بعشرة أيام، خفض إنتاجها من النفط ضمن اجتماع أوبك+، مطلع نيسان الماضي.

وأدّى تهديد ترامب إلى "صعق" بن سلمان، الذي أمر مساعديه بالخروج من مكتبه أثناء المحادثة، حتى يتمكّن من التحدث إلى الرئيس الأميركي "بخصوصيّة"، وفقًا لما نقلت "رويترز" عن مصدر أميركي أحيط علمًا بالموضوع من قبل مسؤول بارز في الإدارة الأميركية.

التعليقات