دول عربيّة بكَت عنفها في رأس السنة

بعكس الأعوام السابقة، لم تشهد مدن عربية احتفالات جماعية بالعام الجديد، فإلى جانب الشروط الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا، عمّقت الأزمات الاقتصادية ومظاهر العنف من تلاشي مظاهر الفرح.

دول عربيّة بكَت عنفها في رأس السنة

السودان (أ. ب.)

بعكس الأعوام السابقة، لم تشهد مدن عربية احتفالات جماعية بالعام الجديد، فإلى جانب الشروط الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا، عمّقت الأزمات الاقتصادية ومظاهر العنف من تلاشي مظاهر الفرح.

وللمرة الأولى منذ 50 عامًا لم تشهد العاصمة اللبنانية بيروت احتفالات في الشوارع والساحات بحلول رأس السنة.

وقال محافظ بيروت مروان عبود، إن "هناك حالة إحباط لدى المواطنين نتيجة الأزمة الاقتصادية وانعكاسها على الوضع المعيشي، فضلًا عن الحزن الناتج عن انفجار مرفأ بيروت"، الذي وقع في 4 آب/ أغسطس، وأودى بحياة نحو 200 شخص وإصابة آلاف آخرين فضلًا عن أضرار مادية هائلة.

ولفت عبود إلى أن كل هذه الأسباب بالإضافة إلى جائحة كورونا، انعكست على رغبة كثير من الناس بعدم الاحتفال.

وزاد انفجار المرفأ وتداعيات الجائحة من حدة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان منذ أكثر من عام، حيث تدهورت قيمة الليرة مقابل الدولار، وانهارت القدرة الشرائية لمعظم الموظفين.

وفي حين خلت الساحات العامة وسط العاصمة من الاحتفالات، قصد مواطنون مطاعم ومقاهي للاحتفال بالمناسبة، بينما فضّل آخرون قضاء الليلة الماضية في منازلهم.

إطلاق نار ومقتل امرأة

في السياق ذاته، قُتلت لاجئة سورية في مخيم للاجئين شرقي لبنان؛ إثر إصابتها "برصاصة طائشة" منتصف الليلة الماضية، بحسب ما أفادت الوكالة الرسمية في البلاد.

وقالت الوكالة إن "السورية ح.ع.ج. توفيت إثر إصابتها برصاصة طائشة اخترقت رأسها داخل مخيم الطيبة (قضاء بعلبك) للنازحين السوريين منتصف ليل أمس، احتفالا برأس السنة الجديدة".

ويعيش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما تقدر الحكومة عددهم بـ 1.5 مليون، على خلفية الحرب في بلادهم منذ عام 2011.

وشهدت عدة مناطق لبنانية منتصف الليلة الماضية، إطلاق نار كثيف في الهواء "ابتهاجًا" بحلول السنة الجديدة في ظاهرة تتكرر كل عام، بحسب ما أفاد مراسل الأناضول.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مسجلة لأعمال إطلاق نار في الهواء بشكل كثيف، كما تداولوا صورا وفيديوهات تظهر وقوع أضرار مادية نتيجة تساقط الرصاص.

وتسبب إطلاق الرصاص بإصابة إحدى الطائرات المدنية التابعة لشركة "طيران الشرق الأوسط" اللبنانية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

وذكرت الوكالة الرسمية أن "تساقط الرصاص العشوائي بالأمس احتفالا بالعام الجديد، أدى إلى إصابة إحدى الطائرات الحديثة التابعة لشركة طيران الشرق الأوسط في المطار"، دون وقوع إصابات.

وكانت المديرية العامة لقـوى الأمن الداخلي قد دعت في وقت سابق، المواطنين إلى عدم إطلاق النار ليلة رأس السنة والإبلاغ عن مطلقي النار، محذرةً من الآثار الخطيرة لظاهرة إطلاق النار العشوائي.

قتيل وجرحى في العراق

وفي العراق، أعلنت وزارة الصحة في بيان، مقتل شخص وإصابة 62 آخرين بعموم البلاد، جراء استخدام الألعاب النارية والرصاص الحي خلال احتفالات رأس السنة الميلادية.

وأضافت أن 25 آخرين أصيبوا جراء إطلاق الألعاب النارية (المكان غير محدد)، فيما أصيب 30 آخرون جراء حريق نشب بمركز تجاري في محافظة كركوك (شمال)، خلال الاحتفالات.

وأوضح أن "شدة الإصابات وأماكنها تختلف من حالات بسيطة إلى خطيرة في مناطق مختلفة من الجسد".

ودأب العراقيون على إطلاق النار في مثل هذه المناسبات، في ظاهرة لم تنجح السلطات في كبحها رغم التحذيرات والمحاولات المتكررة.

ويجيز القانون العراقي احتفاظ كل أسرة عراقية بقطعة سلاح خفيفة بعد تسجيلها لدى السلطات المعنية، غير أن العراقيين يحتفظون بموجب الأعراف القبلية بالكثير من الأسلحة في منازلهم، بينها قذائف صاروخية.

الخرطوم بلا احتفالات

الاحتفالات الجماعية بالعام الجديد، غابت أيضا عن العاصمة السودانية الخرطوم، بسبب الإجراءات الاحترازية لجائحة كورونا التي فرضتها السلطة.

وخلت الشوارع والمنتزهات وصالة المناسبات من أي مظاهر احتفالية بقدوم العام الجديد، فيما شهدت أحياء كثيرة من العاصمة انقطاع للتيار الكهربائي لساعات المساء، وفق وكالة الأناضول.

واختفت التجمعات التي كانت من المشاهد المألوفة في الأعوام السابقة، خصوصًا في الشارع الرئيسي المطل على نهر النيل، والذي يشهد عادة ازدحامًا في الأعياد والمناسبات.

وتجمع شبان بصورة محدودة على وأسفل "جسر توتي" الرابط بين الخرطوم وجزيرة توتي على نهر النيل الأزرق (الرافد الرئيس لنهر النيل)، فيما زُينت المباني العالية والجسور في وسط المدينة بالإضاءات وأنوار الزينة.

وكانت السلطات السودانية، أعلنت في وقت سابق، منع التجمعات والاحتفالات والحفلات الجماهيرية بمناسبة رأس السنة.

وأعلنت "ساحة الحرية"، وهي أكبر ساحات العاصمة التي تشهد تجمعات ضخمة في احتفالات السنة الجديدة، عدم تنظيمها هذا العام احتفالات نسبة للظروف الصحية وتوجيهات وزارة الصحة لمجابهة جائحة كورونا.

وحتى 22 كانون أول/ ديسمبر، وصلت حالة الإصابات في السودان جراء الفيروس، 23,316 بينها 2,468 وفاة و13,524 حالة شفاء.

التعليقات