لبنان: هدوء حذر يسود طرابلس بعد احتجاجات عنيفة

الاحتجاجات ضد إجراءات الإغلاق الصارمة، تعكس أيضًا الغضب المتزايد من لامبالاة السلطات في مواجهة الانهيار اللبناني. ولم تفعل الحكومة، التي تعاني من ضائقة مالية، الكثير لتعويض أو مساعدة الفقراء على التغلب على الصعوبات المتزايدة

لبنان: هدوء حذر يسود طرابلس بعد احتجاجات عنيفة

طرابلس أمس (أ.ب.)

أفادت تقارير بأن هدوءا حذرا ساد مدينة طرابلس في شمال لبنان اليوم، الجمعة، بعد ساعات من قيام محتجين بإضرام النار في العديد من المباني، متوجًا لأيام من الاشتباكات العنيفة مع تفاقم الغضب من الفقر المتزايد بسبب إغلاق فيروس كورونا.

وسعت قوات الأمن إلى قمع المحتجين في ثاني أكبر مدينة لبنانية، ما أدى إلى مواجهات متكررة، قتل فيها شخص وجرح أكثر من 250 آخرين.

وبدأت الاحتجاجات في طرابلس، يوم الاثنين الماضي، في الوقت الذي يصارع فيه لبنان الوباء وأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع وجود حكومة تصريف أعمال فقط. وطرابلس هي من بين أفقر مدن لبنان وأكثرها إهمالاً، التي كانت تعاني من حالة من الانهيار الاقتصادي والمالي العام الماضي.

وحتى قبل أن تبدأ الأزمة الاقتصادية في أواخر عام 2019، كانت القوى العاملة في المدينة بأكملها تقريبًا تعتمد على الدخل اليومي. منذ ذلك الحين، فقدت العملة اللبنانية حوالي 80٪ من قيمتها مقابل الدولار، وأصبح ما يقرب من نصف سكان البلاد عالقين في براثن الفقر.

مواجهات في طرابلس، أمس (أ.ب.)

وبينما تستهدف الاحتجاجات إجراءات الإغلاق الصارمة، فإنها تعكس أيضًا الغضب المتزايد من لامبالاة السلطات في مواجهة الانهيار اللبناني. ولم تفعل الحكومة،، التي تعاني من ضائقة مالية، الكثير لتعويض أو مساعدة الفقراء على التغلب على الصعوبات المتزايدة، فيما لم يتفق السياسيون على تشكيل حكومة جديدة منذ آب/أغسطس، عندما استقالت الحكومة الحالية في أعقاب الانفجار الهائل في ميناء بيروت.

ويشكّل تلاقي الأزمات أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990.

ومساء أمس، أضرم عشرات الشبان النار في مبنى بلدي تاريخي كانوا يحاولون اقتحامه منذ أيام. كما ألقوا قنابل حارقة على مبنيين حكوميين آخرين وجامعة خاصة تابعة لرئيس وزراء سابق.

ورشق المتظاهرون قوات الأمن بالحجارة، خلال مواجهات أمس، وأطلقت قوات الأمن وابل من الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.

ووصف رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، الذي كلف بتشكيل حكومة جديدة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، العنف في طرابلس بأنه "جريمة منظمة" وألقى باللوم على الجيش في السماح بحدوث التخريب. قال الحريري في بيان صدر مساء الخميس: "من سيحمي طرابلس إذا فشل الجيش في حمايتها؟".

كما تم الإبلاغ عن احتجاجات أصغر في بيروت ومنطقة البقاع الشرقي، أمس، وكذلك في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

التعليقات