الأزمة تتفاقم في اليمن ودول الخليج تعتبر سيطرة الحوثيين "انقلابا"

قال زعيم الحوثيين الذين سيطروا على السلطة في اليمن اليوم السبت إن يديه ممدوة لكل القوى السياسية للشراكة. وقال عبد الملك الحوثي في كلمة عبر التلفزيون "اليد ممدودة لكل القوى السياسية في هذا البلد... لكل المكونات لكل التيارات، القلوب مفتوحة

الأزمة تتفاقم في اليمن ودول الخليج تعتبر سيطرة الحوثيين

قال زعيم الحوثيين الذين سيطروا على السلطة في اليمن اليوم السبت إن يديه ممدوة لكل القوى السياسية للشراكة، فيما وصفت دول التعاون الخليجي سيطرة الحوثيين على السلطة بأنها 'انقلاب'، فيما أعربت أحزاب يمينية عن معارضتها لخطوات الحوثيين.

وقال عبد الملك الحوثي في كلمة عبر التلفزيون 'اليد ممدودة لكل القوى السياسية في هذا البلد... لكل المكونات لكل التيارات، القلوب مفتوحة والأيدي ممدودة وبالإمكان أن يتكاتف الجميع بدلا من أن يتصارعوا.'

وأضاف 'المجال مفتوح للشراكة .. للتعاون .. للتآخي لأن يتحمل الجميع مسؤوليتهم في البناء وليس الهدم في خدمة هذا الشعب.'

وكان مجلس التعاون الخليجي وصف حل البرلمان اليمني وسيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن 'بالإنقلاب'.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن المجلس قوله 'هذا الانقلاب الحوثي تصعيد خطير مرفوض ولا يمكن قبوله بأي حال ويتناقض بشكل صارخ مع نهج التعددية والتعايش الذي عرف به المجتمع اليمني.'

ويضم المجلس البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والامارات.

ورفضت أحزاب سياسية مختلفة في اليمن تأييد خطوات الحوثيين.  وقال حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يضم إسلاميين وزعماء قبليين كبار يمثلون المعارضة الرئيسية في البلاد إن الإجراءات تصل إلى حد 'انقلاب' من طرف واحد ودعا إلى الرجوع عنها.

وعبر حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم السابق بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن 'أسفه' في بيان رسمي وقال إن ما حدث ينتهك خطة دولية للتحرك نحو الديمقراطية بعد تنحي صالح في 2011.

ورفض عدد من الحكام في محافظات جنوب اليمن المضطرب في بيان مشترك سيطرة الحوثيين.

وأثار انعدام الاستقرار في اليمن مخاوف دولية إذ انه يشترك في حدود طويلة مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم فيما تحارب البلاد أيضا أخطر أجنحة تنظيم القاعدة بمساعدة هجمات بطائرات أمريكية بدون طيار.

وتصاعدة حدة التوتر في العاصمة صنعاء اليوم السبت مع ظهور الحوثيين المسلحين قرب المباني الحكومية الرئيسية.

وقال شهود عيان إن قنبلة بدائية الصنع انفجرت أمام القصر الجمهوري بوسط صنعاء اليوم السبت وأصابت ثلاثة مقاتلين كانوا يحرسونه.

ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن التفجير لكن متشددين في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب اشتبكوا مرارا مع الحوثيين مما أثار مخاوف من سقوط البلاد في أتون حرب طائفية شاملة.

من ناحية أخرى احتشد آلاف المتظاهرين في ثلاث مدن بوسط اليمن احتجاجا على سيطرة الحوثيين على السلطة. وأطلق مسلحو الحوثيين النار في الهواء لتفريق عشرات النشطاء قرب الجامعة الرئيسية بصنعاء.

وردد المحتجون هتافات تصف سيطرة الحوثيين بأنها انقلاب وطالبوا الجماعة بسحب قواتها من المدن الرئيسية.

واجتاح الحوثيون صنعاء في سبتمبر أيلول وبدأوا ينتشرون في مدن أخرى بجنوب اليمن وغربه. وأدى انتشار الحوثيين إلى زعزعة استقرار قوات الأمن اليمنية الهشة وأثار غضب مقاتلين قبليين متحالفين مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وقتل أربعة مقاتلين حوثيين في هجوم يشتبه بأن التنظيم شنه في محافظة البيضاء الجنوبية أمس الجمعة فيما اشتبكت قوات الجيش مع رجال قبائل ومقاتلين في التنظيم بمنطقة مجاورة يوم السبت.

 وقد أعلن الحوثيون يوم أمس الجمعة  حل البرلمان ودعوا لتشكيل مجلس مؤقت بديل وحكومة جديدة.

وحضر بعض الزعماء السياسيين إعلان البيان في قصر الرئاسة. وكان بين الحضور وزيرا الدفاع والداخلية السابقان وهو ما يشير إلى أن البيان مدعوم من بعض الفصائل السياسية الأخرى.

وجاء في بيان أذاعه التلفزيون 'يتولى رئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية مجلس رئاسي مكون من خمسة أعضاء ينتخبهم المجلس الوطني.'

وأضاف البيان 'يكلف مجلس الرئاسة من يراه من أعضاء المجلس الوطني أو من خارجه بتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية.'

وقال ناصر النوبة القيادي بحركة الحراك الجنوبي الانفصالية إن ما فعله الحوثيون انتحار سياسي وانقلاب أيضا سيؤدي بالبلاد إلى المجهول.

وقال شهود إن مئات المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في مدينة تعز لرفض تحرك الحوثيين.

ويمر اليمن باضطراب سياسي شديد منذ استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح بعد استيلاء الحوثيين على قصر الرئاسة وتحديد إقامة رئيس الدولة.

وأجرى الحوثيون -الذين أصبحوا قوة مهيمنة بعد اجتياح صنعاء في أيلول(سبتمبر) الماضي محادثات مع الفصائل السياسية الرئيسية في محاولة للوصول إلى اتفاق للخروج من الأزمة. وكانوا أمهلوا  الفصائل السياسية حتى الأربعاء الماضي للوصول إلى اتفاق وإلا فرضوا الحل الذي يرونه.

وعلقت السعودية معظم مساعداتها المالية لليمن في علامة واضحة على استياء المملكة من تزايد سلطة الحوثيين.

التعليقات