المقاومة اليمنيّة تسيطر على قاعدة العند الاستراتيجيّة

استعادت القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الثلاثاء، قاعدة العند الجوية، الأكبر في البلاد، من أيدي المتمردين الحوثيين وحلفائهم، في ثاني تقدّم تحققه بعد إحكامها السيطرة على مدينة عدن الجنوبية، الشهر الماضي.

المقاومة اليمنيّة تسيطر على قاعدة العند الاستراتيجيّة

رتل دبابات تابع للمقاومة في طريقه لتحرير العند (أ.ف.ب)

استعادت القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الثلاثاء، قاعدة العند الجوية، الأكبر في البلاد، من أيدي المتمردين الحوثيين وحلفائهم، في ثاني تقدّم تحققه بعد إحكامها السيطرة على مدينة عدن الجنوبية، الشهر الماضي.

وتأتي سيطرة القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي على قاعدة العند إثر هجوم استمر يومًا كاملًا، واستُخدمت خلاله مدرعات ثقيلة زوّدها بها التحالف العسكري وغداة نشر مئات الجنود من دول الخليج في عدن.

وحَيَّت وزارة الدفاع اليمنية المعترف بها دوليًا في بيان هذا "النصر"، الذي حققه المقاتلون الموالون لهادي.

وأضافت "نؤكد لكم عزمنا وإصرارنا، ومعنا التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، على دعمكم وإسنادكم في كل جبهات النضال والمقاومة حتى استعادة الشرعية في كل الأرض اليمنية".

وتتمتع قاعدة العند الجوية، التي تبعد 60 كلم شمال عدن، بموقع استراتيجي على الطريق الرئيسي شمالًا، الذي يصل إلى جبهتي القتال في مدينة تعز والعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وأفادت مصادر عسكرية أن القوات الموالية تقوم بحملة تمشيط واسعة في القاعدة الضخمة خوفًا من بقاء جيوب للحوثيين.

وشكلت قاعدة العند، التي تبلغ مساحتها 15 كيلومترًا مربعًا، مقرًّا للقوات الأميركية التي كانت تشن منها غارات بواسطة طائرات من دون طيار ضد تنظيم القاعدة في اليمن، حتى وقت قصير، قبل سقوطها في يد الحوثيين وحلفائهم في آذار/مارس.

وتعتبر خسارتها ضربة قاسية للحوثيين، الذين أكد زعيمهم عبد الملك الحوثي، الأحد، قبل سقوط قاعدة العند أن "الخرق الذي حققه العدو في عدن سيفشل، إنه عارض وقتي سيزول".

وواصل الموالون للحكومة، الثلاثاء، تقدمهم إذ شنّوا هجومًا على معسكر لبوزة العسكري، الذي يسيطر عليه الحوثيون، على بعد عشرة كيلومترات شمال قاعدة العند، وفق ما أفادت مصادر عسكرية.

وأفادت هذه المصادر من جهة ثانية أن القوات الموالية سيطرت، أيضًا، على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج؛ وأوضحت أن "معظم المرافق الحكومية والسوق العام بمدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، سقطت بأيدي مقاتلي المقاومة الجنوبية والجيش الوطني بعد مواجهات مع مسلحي الحوثي وصالح استغرقت ساعات".

وأوضح المصدر نفسه أن "هناك انهيارًا كبيرًا في صفوف قوات الحوثي وصالح التي فرت باتجاه وادي الحسيني".

وتدخل طيران التحالف العسكري، بقيادة السعودية، لدعم المقاتلين الموالين لهادي في المعارك العنيفة في القاعدة الجوية؛ وأفادت مصادر موالية أن نحو 70 حوثيًا قتلوا كما أُسِر 10 آخرون، في حين قتل 24 عنصرًا من القوات الموالية للرئيس اليمني وأُصيبَ 23 آخرون.

وقال عسكريون شاركوا في الهجوم إنهم صادفوا "مقاومة شديدة" من قبل الحوثيين إلا أن الغارات الجوية للتحالف ساعدت في تدمير مدرعاتهم.

ونشر الموالون لهادي مئات المقاتلين والعسكريين في محيط القاعدة تؤازرهم الدبابات والمصفحات والعربات العسكرية المتطورة، التي وفرتها قوات التحالف.

وشاهد صحفيّون أرتالًا من الدبابات والمدفعيات تضرب دفاعات الحوثيين في القاعدة.

ورافق تلك التعزيزات أعداد كبيرة من المقاتلين الجنوبيين الموالين للحكومة، والذين شكلوا أساسَ المواجهة ضد الحوثيين، قبل نشر تعزيزات من قوات مدربة ومجهزة من السعودية.

ورفع البعض أعلام الحراك الجنوبي، المطالب بانفصال جنوب اليمن، ويقاتل بعض مؤيديه إلى جانب حكومة هادي بسبب عدائهم المشترك للحوثيين.

ومن شأن استعادة قاعدة العند أن تشكل دفعًا للقوات الموالية لهادي، في إحكامها السيطرة على عدن. وتفتح الطريق أمام احتمال عودة الحكومة اليمنية إلى هذه المدينة، التي شكلت آخر ملجأ لها قبل أن تجبر على الفرار إلى السعودية أمام تقدم الحوثيين جنوبًا في آذار/مارس.

والأحد، دخلت مئات من قوات دول الخليج الأعضاء في التحالف العسكري إلى عدن مع عشرات من الدبابات والمدرعات الأخرى للمساعدة في "تأمين" المدينة، وفق ما قال مصدر عسكري مطّلع.

وتعرضت عدن لدمار كبير جرّاء اربعة أشهر من غارات التحالف العسكري فضلًا عن المعارك على الأرض، إلى أن باتت المدينة اليوم، عبارة عن مبان مدمرة وأنابيبَ صرف صحي محطمة، كما أنها محرومة من امدادات المياه والكهرباء.

ولا يزال بعض العتاد العسكري والألغام غير المنفجرة التي تركها الحوثيون خلفهم يشكل خطرًا على المدنيين.

وقالت مصادر طبية، الثلاثاء، إن 18 شخصًا قتلوا على الأقل وأصيب العشرات خلال الساعات الـ24 الماضية، قُتِل غالبيهم في الأحياء الواقعة شمال المدينة، التي شهدت آخر المعارك قبل انسحاب الحوثيين في منتصف تموز/يوليو.

وبدأت المساعدات الإنسانية تنقل إلى المدينة منذ سيطرة القوات الموالية للحكومة عليها.

ويحتاج نحو 80% من السكان في اليمن، أي 21 مليون شخص لمساعدات، في حين أن أكثر من عشرة ملايين يجدون صعوبة في إيجاد الطعام والماء، بحسب الأمم المتحدة.

وأعلن تيري غوفو، منسّق المشاريع في عدن في منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية، خلال مؤتمر صحافي في باريس، الثلاثاء، أن "السكان في اليمن يعانون نقصا في الطعام، والقطاع الصحي على وشك الانهيار؛ لم أرَ في حياتي مثل هذا المستوى من العنف".

وأعلنت جيبوتي، الإثنين، حاجتها إلى المساعدات الإنسانية بعد تدفق جديد للاجئين الهاربين من النزاع في اليمن، الذي أسفر عن مقتل أربعة آلاف شخص، نصفهم من المدنيين، وفق الأمم المتحدة.

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، فإن حوالي 10 آلاف يمني وصلوا إلى جيبوتي منذ بداية النزاع، بينهم العديد من الجرحى.

وذكرت المفوضية، الثلاثاء، أن حوالي مئة ألف يمني فروا من البلاد منذ نهاية آذار/مارس.

وبالرغم من خسارتهم عدن، إلا أن الحوثيين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن، من ضمنها العاصمة صنعاء التي وضعوا يدهم عليها في أيلول/سبتمبر الماضي.

ودعت الأمم المتحدة مرارًا إلى وقف إطلاق النار كما استضافت محادثات سلام في جنيف في حزيران/يونيو؛ إلا ان تلك المحادثات باءت بالفشل حتى أن الأطراف المتنازعة لم تلتقِ في غرفة واحدة.

التعليقات