اليمن: 1400 طفل قتلوا في النزاع منذ بدايته

سوء التغذية والأمراض يتسببان بوفاة طفل يمني واحد على الأقل كل عشر دقائق* 1.7 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المتوسط فيما يعاني 462 ألف طفل آخر من سوء التغذية الحاد الوخيم

اليمن: 1400 طفل قتلوا في النزاع منذ بدايته

(أ.ف.ب.)

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم، الأربعاء، أن نحو 1400 طفل قتلوا في النزاع المسلح في اليمن منذ بدايته قبل نحو عامين، مشيرة إلى أن هذا العدد 'قد يكون في الحقيقة أكبر بكثير'.

وقالت ممثلة اليونيسف في اليمن، ميريتشل ريلانو، في صنعاء إنه 'منذ بداية النزاع في آذار/مارس 2015، وثقت الأمم المتحدة مقتل حوالي 1400 طفل وإصابة أكثر من 2140 بجروح'.

وأضافت أن 'الأرقام الحقيقية قد تكون في الحقيقة أكبر بكثير'.

ويشهد اليمن منذ نحو عامين نزاعا مسلحا بين الحوثيين المتحالفين مع قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وقوات الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي الذي يلقى مساندة تحالف بقيادة السعودية.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة، أوقع النزاع أكثر من سبعة آلاف قتيل ونحو 39 ألف جريح، بينهم هؤلاء الأطفال.

وتسبب النزاع بتدهور الأوضاع الإنسانية والصحية بشكل كبير لنحو 26 مليون يمني، وحرم أكثر من ثلثي السكان من الحصول على العناية الطبية اللازمة بينما أصبح الوصول إلى الغذاء أكثر صعوبة.

وتؤكد منظمة اليونيسف أن الأطفال أكثر من يدفع ثمن النزاع القائم، حيث أن سوء التغذية والأمراض يتسببان بوفاة طفل يمني واحد على الأقل كل عشر دقائق.

في مؤتمر صحافي في صنعاء، قالت ريلانو إنه جرى تجنيد 1363 طفلا من قبل أطراف الصراع.

كما أن النزاع في اليمن حرم آلاف الأطفال من التعليم بعدما أصبحت حوالي ألفي مدرسة خارج الخدمة بفعل الدمار الذي أصاب بعضها، والأضرار التي لحقت ببعضها الآخر، وتحول مدارس إلى ملاجئ للنازحين، بحسب ريلانو.

ودعت ريلانو إلى 'حماية الأطفال ووقف الهجمات ضد البنية التحتية المدنية بما فيها المدارس والمرافق التعليمية'، معتبرة أن المدارس 'يجب أن تكون مساحة للسلام في كل الأوقات، وملاذا يمكن للأطفال فيه التعلم والنمو والتمتع بالأمان. لا يجب أن يضطر الأطفال للمخاطرة بحياتهم من أجل الذهاب إلى المدرسة'.

وكانت مصادر عسكرية وطبية في صنعاء أعلنت اليوم مقتل خمسة أشخاص بينهم تلميذان في قصف جوي قرب مدرسة في مديرية نهم شمال شرق صنعاء.

وقالت ممثلة اليونيسف إنه جرى التأكد من مقتل طفل واحد وإصابة أربعة آخرين في هذا القصف.

وإلى جانب أعمال القتل، حذرت ممثلة اليونيسف من الوضع الغذائي المتدهور في هذا البلد، قائلة إن 1.7 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المتوسط فيما يعاني 462 ألف طفل آخر من سوء التغذية الحاد الوخيم.

وذكرت أن 7.4 مليون طفل يحتاجون إلى رعاية صحية في ظل نظام صحي أصبح 'على حافة الانهيار' وفي ظل تعذر حصول 14.4 مليون يمني على مياه شرب آمنة.

ولا يعاني الأطفال في اليمن من الجوع والقتل والحرمان من التعليم فقط، بل أن آثار النزاع تنسحب على أوضاعهم النفسية أيضا.

وأعلنت ريلانو في هذا السياق أن أكثر من 487 ألف طفل تلقوا 'دعما نفسيا اجتماعيا لمساعدتهم على تجاوز التبعات المتوسطة وطويلة الأجل الناجمة عن التعرض المستمر لأحداث الصراع'.

ودعت المسؤولة إطراف الصراع إلى وقف تجنيد الأطفال، والى توفير 'سبل الوصول إلى المساعدات الإنسانية غير المشروطة ومن دون عقبات لكافة الأطفال أينما كانوا في البلد وذلك في المناطق المعزولة جراء الصراع'.

وقالت إنه 'تدفع هذه الحرب الأطفال والنساء إلى أتون أسوء أزمة يواجهها هذا البلد على الإطلاق، لذا فإن كل دقيقة هامة'.

من جهة أخرى، قتل جندي وأصيب خمسة آخرون بجروح بينهم مسؤول أمني اليوم في أطراف مدينة لودر ثاني أكبر مدن محافظة أبين إثر تفجير سيارة مفخخة أثناء مرور موكب المسؤول، وفقا لمصدر أمني.

وقال المصدر إن تنظيم القاعدة يقف خلف الهجوم. وكانت حملة عسكرية نجحت في طرد عناصر القاعدة من مدن محافظة أبين أواخر أيلول/سبتمبر الماضي إلا أنهم لا يزالون يتمركزون في المناطق الجبلية.

التعليقات