مسيرة كبرى "ضد الإرهاب" في تونس

شاركت جموع غفيرة اليوم الأحد بمسيرة ضد "الإرهاب" في العاصمة التونسية بعد الاعتداء الدامي على متحف باردو، فيما تحدثت السلطات عن نجاح كبير تمثل بالإعلان عن مقتل زعيم أبرز مجموعة جهادية في تونس.

مسيرة كبرى

تظاهرة في تونس يوم أمس

شاركت جموع غفيرة اليوم الأحد بمسيرة ضد 'الإرهاب' في العاصمة التونسية بعد الاعتداء الدامي على متحف باردو، فيما تحدثت السلطات عن نجاح كبير تمثل بالإعلان عن مقتل زعيم أبرز مجموعة جهادية في تونس.

وتقدم المسيرة إلى جانب الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الغابون علي بونغو.

وردد المتظاهرون 'تونس حرة، والإرهاب على برا'، فيما لوح كثيرون منهم بالأعلام التونسية في الشارع المؤدي إلى باردو.

وقال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، في كلمة ألقاها أمام قادة الدول ورؤساء الحكومات المشاركين في المسيرة  إن 'التونسي لن يخضع للإرهاب وعندما تكون تونس مستهدفة من قبل الإرهابيين فإن الجميع يقف كرجل واحد أمام هذه الظاهرة للّدفاع على أرض الوطن'.

كما عبّر السبسي عن' شكره وتقديره وامتنانه إلى كل أحباء تونس بالخارج من رؤساء دول وحكومات سواء منهم القادمين من المغرب العربي الكبير أو من أوروبا'.

وشارك في المسيرة الدولية المناهضة للإرهاب 'بوحدتنا ننتصر على الإرهاب' كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والرئيس البولوني برونيسلاف كوموروفسكى ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزى ونائب رئيس الوزراء التركي نعمان كرتلموش وممثل رئيس مجلس النواب المغربي أحمد التوهامي ورئيس الوزراء الجزائري عبد الملك سلال ورئيس المجلس الوطني الفرنسي كلود بارلوتون للمشاركة أيضا في المسيرة.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال طايع الشيحاوي الذي ذكر أنه جاء من سيدي بوزيد (وسط) إن 'جميع هؤلاء الأشخاص أتوا ليقولوا اليوم لا للإرهاب ولتوجيه رسالة إلى الإرهابيين: لا يمكنكم الإساءة إلى تونس'.

وقبيل بدء التظاهرة الشعبية، أعلن رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أن زعيم أكبر جماعة جهادية في تونس، لقمان أبو صخر، المتهم بأنه قاد الهجوم على متحف باردو في 18 آذار(مارس) قتل يوم أمس السبت بأيدي القوات التونسية.

وقال رئيس الوزراء للصحافة إن القوات التونسية 'تمكنت أمس (السبت) من قتل أهم عناصر كتيبة عقبة بن نافع وعلى رأسهم لقمان ابو صخر'. ووصف ذلك بأنه 'عملية مهمة جدا في برنامجنا لمكافحة الإرهاب'.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي إن تسعة جهاديين قتلوا في منطقة قفصة (وسط غرب). وأضاف 'نحن مسرورون جدا ... كانوا من أخطر الإرهابيين في تونس'.

وكانت الوزارة اتهمت الخميس كتيبة عقبة بن نافه التي تدور في فلك تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بالوقوف وراء الهجوم على المتحف، على رغم أن تنظيم الدولة الإسلامية المنافس قد أعلن مسؤوليته عنه.

وكتيبة عقبة بن نافع وعشرات المقاتلين التونسيين والأجانب فيها مسؤولون كما تقول السلطات عن مقتل العشرات من عناصر الشرطة والجنوج منذ كانون الأول(ديسمبر) 2012.

وقد أوقع الهجوم على متحف باردو 22 قتيلا هم 21 سائحا وشرطي، وقد ارتفعت هذه الحصيلة السبت بعد وفاة فرنسية أصيبت بجروح خطرة.

وتذكر هذه المسيرة بتلك التي نظمها في كانون الثاني(يناير) الرئيس الفرنسي بعد الاعتداءات في باريس على مجلة شارلي إيبدو الساخرة وعلى متجر يهودي.

وأعلنت حركة النهضة الإسلامية التي تشارك في الائتلاف الحكومي إلى جانب خصوم الأمس، مشاركتها في التظاهرة واصفة الإرهاب بأنه 'عدو الدولة والثورة والحرية والاستقرار والتنمية'.

بدوره، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) 'جميع أعضائه (...) ومجمل الشعب التونسي إلى المشاركة بكثافة' في التحرك.

من جهتها، أعلنت الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة أنها لن تشارك في المسيرة 'بسبب نفاق' بعض المشاركين، في إشارة واضحة إلى حركة النهضة.

وقال الناطق باسم الجبهة همة الحمامي إنه لا يريد أن تكون المسيرة 'وسيلة للتغطية على المسؤوليات (...) حول انتشار الإرهاب'.

وبعد الاعتداء على المتحف، نددت فئة من اليسار العلماني بمشاركة النهضة في أي شكل من الوحدة الوطنية 'ضد الإرهاب'، معتبرة أن الحركة الإسلامية تربطها علاقات مشبوهة بالتيار الجهادي، وخصوصا حين تولت السلطة بين نهاية 2011 وبداية 2014.

وترى شخصيات اليسار أن النهضة مسؤولة، وربما متورطة، في اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي المناهضين للإسلاميين في 2013.

 

 


(الصورة: زعيم أكبر جماعة جهادية في تونس لقمان أبو صخر المتهم بأنه قاد الهجوم على متحف باردو- أف.ب )

 

التعليقات