قاتل 38 سائحا في تونس تدرب على حمل السلاح في ليبيا

أعلن وزير الدولة للشؤون الأمنية في تونس، رفيق الشلي، أمس الثلاثاء أن التونسي سيف الدين الرزقي، الذي قتل الجمعة برشاش كلاشنيكوف 38 سائحا تدرب على حمل السلاح في ليبيا

قاتل 38 سائحا في تونس تدرب على حمل السلاح في ليبيا

وزراء أوروبيون يضعون أكاليل من الزهور في موقع المجزرة (أ.ف.ب)

أعلن وزير الدولة للشؤون الأمنية في تونس، رفيق الشلي، أمس الثلاثاء أن التونسي سيف الدين الرزقي، الذي قتل الجمعة برشاش كلاشنيكوف 38 سائحا أغلبهم بريطانيون في فندق 'إمبريال مرحبا' بولاية سوسة السياحية (وسط شرق)، تدرب على حمل السلاح في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى.

وقال الشلي لفرانس برس 'اتضح انه (سيف الدين الرزقي) ذهب إلى ليبيا بشكل غير شرعي، وتم تدريبه (على حمل السلاح) في صبراتة' الواقعة غرب العاصمة طرابلس في معسكر تابع لجماعة 'أنصار الشريعة' الإسلامية المتطرفة.

ولفت إلى أن الرزقي (23 عاما) كان غادر تونس نحو ليبيا خلال الفترة نفسها مع تونسييْن آخريْن قتلا شرطيا تونسيا و21 سائحا أجنبيا يوم 18 آذار/مارس الماضي في هجوم دموي على متحف باردو الشهير بالعاصمة تونس.

وهذان التونسيان هما ياسين العبيدي (27 عاما) وجابر الخشناوي (21 عاما) اللذان قتلتهما الشرطة ساعة اقتحامها المتحف، وأعلنت وزارة الداخلية انهما تدربا على حمل السلاح في ليبيا.

وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف هجومي باردو وسوسة اللذين الحقا أضرارا بالغة بالسياحة في تونس.

ولم يستبعد الشلي أن يكون الرزقي والعبيدي والخشناوي التقوا وتدربوا في المعسكر نفسه بليبيا إلا انه لم يجزم هذا الأمر.

وقال إن الشبان الثلاثة 'تغيبوا (عن تونس) خلال الفترة نفسها. ومبدئيا في صبراتة، هناك معسكر واحد يدرب الشبان التونسيين'، أوضح انه تابع لجماعة 'انصار الشريعة'.

ولم يستطع المسؤول تحديد تاريخ انتقال الثلاثة إلى ليبيا.

وكان رئيس الحكومة الحبيب الصيد، أعلن إثر هجوم الجمعة أن سيف الدين الرزقي غير معروف لدى أجهزة الأمن وأنه استصدر جواز سفر سنة 2013 إلا انه لا يحمل أختاما تؤكد مغادرته البلاد.

والجمعة، تظاهر سيف الدين الرزقي الذي كان يرتدي سروالا قصيرا ويحمل مظلة بأنه مصطاف، وعند وصوله إلى شاطئ فندق 'إمبريال مرحبا' أخرج رشاش كلاشنيكوف كان يخفيه في المظلة وشرع في اطلاق النار على سياح كانوا على الشاطئ ثم على آخرين داخل الفندق.

وقتل الشاب برصاص الشرطة خارج فندق إمبريال مرحبا.

ويتحدر الرزقي من منطقة قعفور من ولاية سليانة (شمال غرب) وهو طالب ماجستير في 'المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا' بجامعة القيروان (وسط) بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية التونسية.

واعتداء سوسة هو الهجوم الجهادي الأكثر دموية في تاريخ تونس الحديث.

والسياحة أحد أعمدة الاقتصاد في تونس إذ تشغل اكثر من 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر وتساهم بنسبة 7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وتدر ما بين 18 و20 بالمئة من مداخيل تونس السنوية من العملات الأجنبية.

والاثنين توقعت وزيرة السياحة التونسية، سلمى اللومي الرقيق، أن يخسر اقتصاد بلادها في 2015 مليار دينار (أكثر من 450 مليون يورو) بسبب تداعيات الهجوم على فندق سوسة.

واعترف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، في مقابلة الثلاثاء مع إذاعة أوروبا 1 الفرنسية أن المسؤولين الأمنيين في بلاده 'اتخذوا تدابير (أمنية) لشهر رمضان لكن لم يخطر لهم يوما أن ذلك (الهجوم) قد يحصل على الشاطئ' قائلا 'تفاجأنا بهذه القضية'.

وقال 'إن كانت هناك ثغرات، فسوف يتم فرض عقوبات على الفور' فيما تفيد شهادات عدة أن الهجوم استمر ثلاثين دقيقة من غير أن تتدخل قوات الأمن.

وقدم الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تقود بلاده تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، تعازيه إلى تونس وعرض المساعدة الأميركية للتحقيق حول الهجوم.

وأعلنت وزارة الصحة التونسية الثلاثاء تحديد هوية 33 قتيلا من مجموع 38 قالت إن بينهم 26 بريطانيا.

وتتوقع لندن ارتفاع عدد القتلى البريطانيين إلى 'نحو 30'.

وبين القتلى ألمانيان وثلاثة ايرلنديين وبرتغالية وبلجيكية وروسي.

من جهة أخرى، أجل القضاء التونسي الثلاثاء إلى 30 تشرين الأول/أكتوبر محاكمة 24 مشتبها بهم في اغتيال المحامي والمعارض اليساري البارز للإسلاميين شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص أمام منزله في العاصة تونس في السادس من شباط/فبراير 2013.

وقال سفيان السليطي الناطق الرسمي باسم النيابة العامة في محكمة تونس الابتدائية لفرانس برس 'قررت المحكمة تأجيل المحاكمة إلى 30 أكتوبر (تشرين الأول) استجابة لطلب القائمين بالحق الشخصي ومحامي المتهمين' مضيفا أنها 'رفضت جميع مطالب الإفراج (المؤقت)' عن المتهمين.

والجلسة هي الأولى في هذه المحاكمة وقد حضرها نحو 200 محام وصحافيون عديدون وعناصر أمن بلباس مدني.

وكانت وزارة الداخلية نسبت الاغتيال إلى جماعة 'أنصار الشريعة بتونس' التي صنفتها تونس والولايات المتحدة الأميركية في 2013 تنظيما 'إرهابيا'.

ومطلع شباط/فبراير 2014 قتلت الشرطة في عملية لمكافحة الإرهاب قرب العاصمة تونس، كمال القضقاضي الذي قالت وزارة الداخلية انه نفّذ عملية اغتيال بلعيد.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2014 تبنى جهاديون تونسيون انضموا الى تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف اغتيال كل من شكري بلعيد والنائب المعارض في البرلمان محمد البراهمي الذي قتل بالرصاص أمام منزله في العاصمة تونس يوم 25 تموز/يوليو 2013.

 

التعليقات