تونس: ما هو مصير الحرّيات العامّة في ظل حالة الطوارئ ؟

أثار إعلان حالة الطوارئ في تونس يوم أمس، وبعد أكثر من أسبوع من هجوم سوسة الذي أسفر عن مقتل 38 سائحًا، تساؤلات عدة اليوم الأحد، مع خشية البعض إزاء فرض قيود على الحريات العامة في تونس.

تونس: ما هو مصير الحرّيات العامّة في ظل حالة الطوارئ ؟

مدرّعات عسكرية في شارع الحبيب بورقيبة

أثار إعلان حالة الطوارئ في تونس يوم أمس، وبعد أكثر من أسبوع من هجوم سوسة الذي أسفر عن مقتل 38 سائحًا، تساؤلات عدة اليوم الأحد، مع خشية البعض إزاء فرض قيود على الحريات العامة في تونس.

وكشفت السلطات التونسية أن الشاب الذي ارتكب الاعتداء في 26 حزيران/يونيو كان يعمل في قطاع السياحة.

من جانبها، أكدت والدته أن ابنها الذي كان يهوى "البريك دانس وكرة القدم"، كان "ضحية غسيل دماغ".

وبعد ثمانية أيام من الاعتداء الجهادي الأكثر دموية في تاريخ تونس الحديث، أعلن الرئيس الباجي قائد السبسي، أمس السبت، بشكل مفاجئ حالة الطوارئ "على كامل تراب الجمهورية لمدة ثلاثين يوما"، مع إمكان تمديدها.

واعتبر السبسي أن "تونس تواجه خطرًا داهمًا وقواتنا في حالة استنفار"، مشددًا على "أننا في حالة حرب من نوع خاص، وهذا يتطلب تعبئة شعبية"، مضيفًا أنه في حال تكرار اعتداء سوسة "فان الدولة ستنهار".

وقال الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، حمزة المؤدب إنه "ثمة مخاوف فعلية من أن يترافق إعلان حالة الطوارئ مع تجريم للحراك الاجتماعي. هناك استياء اجتماعي في البلاد ويتم اعلان حالة الطوارئ في مواجهة ذلك. ثمة خطر أن يستخدم هذا الامر لقمع المطالب الاجتماعية".

وتتواصل الإضرابات والاعتصامات منذ ثورة 2011 مع استمرار البطالة والبؤس اللذين كانا وراء الثورة الشعبية ضد بن علي، وتجاوزت نسبة البطالة في صفوف حملة الشهادات ثلاثين في المئة. وفي الحوض المنجمي بوسط البلاد، توقف العمل في المواقع المنتجة للفوسفات نحو شهرين.

وشكك المؤدب في فاعلية حالة الطوارئ في الوضع الراهن قائلًا إن "المشكلة في تونس تكمن في عدم وجود استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب تشتمل على عمل استخباراتي فعلي ومراقبة للمواقع الحساسة".

وعاش التونسيون ثلاثة أعوام في ظل حالة الطوارئ التي أعلنت في كانون الثاني/يناير 2011 قبيل فرار الدكتاتور زين العابدين بن علي بعد ثورة شعبية أطاحت به. وتم تمديد هذا التدبير من دون توقّف قبل أن يتم رفعه في اذار/مارس 2014.

ويمنح إعلان حالة الطوارئ قوّات الشرطة والجيش سلطات استثنائية، ويتيح للسلطات خصوصًا حظر الإضرابات والتجمعات التي من شانها التسبب بالفوضى.

وأكد وزير الداخلية التونسي، ناجم الغرسلي، لإذاعة شمس أف إم الخاصة، اليوم الأحد أن حالة الطوارئ ستساهم "في تأمين تونس وفي إشاعة الإحساس بالأمان".

وعلّقت صحيفة لا برس الفرنسية في افتتاحيتها اليوم الأحد أنه "إجراء مرحّب به ينبغي أن يعزز بتعبئة شعبية والتزام واضح من جانب كل مكونات المجتمع المدني دعما لمختلف وحداتنا الأمنية".

أمّا صحيفة المغرب فتساءلت عن التداعيات المحتملة على الحريات، وكتبت على صفحتها الأولى "الحرب على الارهاب: اين هي القيادة؟".

وصدرت تعليقات عدة على إشارة الرئيس التونسي في كلمته السبت إلى الإضرابات المتكرّرة واعتباره إياها نوعًا من "العصيان المدني".

إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الحبيب الصيد، في مقابلة مع صحيفة لا برس نشرت الأحد، أن منفذ الهجوم الدامي في سوسة واسمه سيف الدين الرزقي، وهو طالب في الثالثة والعشرين، كان يعمل في قطاع السياحة.

والتغيير في هذا النمط "الطبيعي"، وفقا للسلطات، تسبب بذهول في تونس. ودعا الصيد إلى "العمل في شكل معمق على الثقافة والتعليم" وإجراء إصلاحات في الاقتصاد والتعليم.

وأضاف "نحن ندرس ايضا اساليب نزع التطرف عن الشباب العائدين من سوريا. فرنسا تواجه حاليا المشكلة نفسها ونعمل معًا لإيجاد وسيلة لإعادة تأهيل الجهاديين الشباب".

 

التعليقات