ريتشارد بيرل: لا يجب تعويض العرب بالإسراع في عملية السلام

ويضيف : " أمريكا ليست في حاجة لاحد في تمويل عملية إعادة بناء العراق... لأن العراق لديه موارد وطنية هائلة"!

ريتشارد بيرل: لا يجب تعويض العرب بالإسراع في عملية السلام
عبر ريتشارد بيرل عضو مجلس سياسات الدفاع التابع لوزارة الدفاع الأمريكية وكبير منظري الحرب الأميركية على العراق عن اعتقاده بأنه لا يجب تعويض العرب على حرب العراق من خلال الإسراع في تطبيق عملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية، وقال بيرل أن "شعورنا (نحن الأمريكيين) بأنه ينبغي علينا فعل شيء لتعويض العرب لأننا ذهبنا إلى العراق وحاربنا حربا لتحرير العراق ... ينتقص من نبالة ما حدث في العراق ... ويرسل رسالة سيكولوجية خاطئة".وجاءت تصريحات بيرل والذي يعد أحد أبرز صقور المحافظين الجدد المؤيدين للحرب ضد العراق خلال محاضرة نظمها معهد أبحاث أمريكي محافظ معروف يدعى أمريكان إنتربرايز في العاصمة الأمريكية واشنطن في الخامس عشر من أبريل الحالي عن مستقبل العراق.

وبالنسبة لخارطة الطريق ودورها في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية قال بيرل أنه ليس متأكدا على وجه التحديد مما تحتويه خارطة الطريق، وقال أن أهمية خارطة الطريق سوف تعتمد على قدرتها على أن تعكس ما ذكره الرئيس في خطابه في السادس والعشرين من يونيو الماضي حين تحدث عن أهمية أن يجري الفلسطينيون إصلاحات سياسية داخلية كشرط لمساندة الرئيس الأمريكي لقيام دولة فلسطينية، وقال بيرل أن التأكيد في خطاب الرئيس كان على اشتراط أن يجري الفلسطينيون إصلاحات داخلية أولا، وأعرب بيرل عن شكه في محتوى خارطة الطريق والتي شارك في صياغتها أطراف مثل الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية والذين سخر منهم بيرل بسبب مواقفهم السياسية الضعيفة كما يراها.

وقد تناول بيرل في حديثه خلال المحاضرة مستقبل العراق والأوضاع في الشرق الأوسط، وانتقد بيرل الأمم المتحدة وقال أنه لا يجب اعتبار الأمم المتحدة مصدرا للشريعة في عراق ما بعد إسقاط صدام حسين، وقال أن الشرعية لن تأتي من "مؤسسة فشلت في تحرير العراق".

كما انتقد بيرل كل من عارضوا الحرب في أوربا والأمم المتحدة وقال أنه من المنطقي ألا ترحب حكومة العراق الجديدة بالتعامل معهم وخص بالاسم الأمم المتحدة وفرنسا، وقال "أصدقائنا الأوربيون وخاصة من عارضوا تحرير العراق يدعون الآن بقوة إلى دور للأمم المتحدة. أنهم يفعلون ذلك – كما أعتقد – لأنهم يعرفون أن سجادة الترحيب لن تفرش لهم كقادة دول. أعتقد أنه يمكننا أن نسامح حكومة العراق القادمة إذا لم ترحب بالرئيس شيراك أو بممثلي الشركات والمؤسسات الفرنسية ... ونفس الشيء ينطبق على الشركات والممثلين الألمان".

ودعا بيرل إلى استبعاد كل من عارضوا تحرير العراق، وقال أن أمريكا ليست في حاجة لهم لأنها لن تحتاجهم في تمويل عملية إعادة بناء العراق لأن العراق يمتلك موارد وطنية هائلة، وقال "أنا لا أعتقد أنه ينبغي علينا الاعتذار على استبعاد من ليس لهم مصلحة أو من تحركوا ضد تحرير العراق، والحجة (التي تقول) أننا سوف نحتاجهم لأننا (سنبدو) غير شرعيين إذا لم يكونوا هناك، أو لأنهم سوف يجلبون المال هي حجة خاطئه بقوة ... إذا اضطررنا إلى تمويلها بأنفسنا ...سوف نكون في وضع أحسن ... ولكن لن نضطر لتمويلها بأنفسنا لأن العراق لديه موارد وطنية هائلة".

كما دعا بيرل الكونجرس إلى بدء دعمه للجماعات المعارضة للنظام السوري في الخارج( هذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها ريتشارد بيرل الإسرائيلي الهوى عن نيته استهداف سوريا لصالح أمن إسرائيل) وتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بمطالبة الأطراف الدولية المختلفة بإعفاء العراق من ديونه.

وجدير بالذكر أن ريتشارد بيرل استقال مؤخرا من رئاسة مجلس سياسات الدفاع التابع لوزارة العدل الأمريكية بعد أن وجهت له اتهامات بخصوص الدخول في علاقات اقتصادية مع أحدى الشركات المستفيدة من عقود إعادة بناء العراق، كما وجهت له بعض الصحف الأمريكية انتقادات شديدة لكونه أحد رموز المحافظين الجدد الذين دفعوا أمريكا للحرب ضد العراق لأسباب إيديولوجية، ووصفه مقال نشرته جريدة نيويورك تايمز في الثالث والعشرين من مارس الماضي بأنه "أمير الظلام".

ويعرف عن بيرل أرائه المتشددة والمثيرة للجدل، ففي الحادي والعشرين من مارس الماضي نشر مقالا في جريدة ناشيونال بوست الكندية يتحدث فيه عن قيادة جديدة للنظام العالمي تعتمد بالأساس على دول التحالف المشاركة في الحرب ضد العراق وتستثني الأمم المتحدة والدول الكبرى التي أعاقت جهود أمريكا في الأمم المتحدة مثل فرنسا والصين وروسيا.

وانتقد بيرل في مقاله "من يعتقدون بأن النظام العالمي يمكن إنشاءه فقط من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن"، وقال أن تصرفات دول مثل فرنسا والصين وروسيا من خلال الأمم المتحدة هي أدعى للفوضى وليس للنظام. وتوقع بيرل أن نهاية النظام العراقي سوف تصاحبها نهاية أخرى وهي نهاية الأمم المتحدة، لأن مجلس الأمن والأمم المتحدة عجزا عن مواجهة قضايا عديدة في الماضي، ولأنها تعطي لدول مثل وروسيا والصين وفرنسا سلطة اتخاذ القرار في قضايا هامة ومصيرية سياسية وعسكرية.

__________________

* بتصرف / المصدر : مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)

التعليقات