"الحياة": "لندن تطلق يد عملاء الـ"موساد" بحجة البحث عن انتحاريين "مفترضين"

"ديلي ميل": اخفاق اجهزة الأمن البريطانية في اكتشاف امر حنيف وعمر شريف ادى الى عودة عملاء موساد بكثافة الى بريطانيا للمرة الاولى منذ 1986

قالت صحيفة "الحياة" اللندنية، نقلا عن مصادر بريطانية ان عملاء جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (موساد) "سيصعدون" عملياتهم في بريطانيا لمكافحة ما يسمونه "خطر تصدير الارهاب"، وذلك على خلفية قيام البريطاني آصف حنيف (21 عاماً) من سكان غرب لندن، بتنفيذ عملية انتحارية في تل ابيب قُتِل فيها اضافة الى ثلاثة اشخاص آخرين الاسبوع الماضي بينما "اختفى" زميل له وهو أيضا مسلم بريطاني بعدما فشل في تفجير قنبلة قيل انه كان يحملها. وقالت هذه المصادر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون أمر جهاز "موساد" بزيادة عملياته في بريطانيا والتغلغل في "الجماعات الراديكالية" وتتبع المتشددين.

واشارت "الحياة" الى تزامن سماح السلطات البريطانية للاستخبارات الاسرائيلية بالعمل بحرية في بريطانيا مع موجة العداء الواضحة التي تظهرها اسرائيل لنشطاء السلام الدوليين، ومن بينهم بريطانيون، الذين يحاولون ثني جيشها عن هدم منازل الفلسطينيين والوقوف شهوداً على ممارسات جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية".

وكان جنود اسرائيليون قد اطلقوا النار، الاثنين، على سيارتين للسفارة البريطانية لدى اسرائيل كانتا تقلان ديبلوماسيين وعائلة ناشط سلام بريطاني يدعى توم هيرندال (21 عاماً) يرقد في احد مستشفيات اسرائيل وهو في غيبوبة بعدما اصابه قناص عسكري اسرائيلي برصاصة في الرأس في مخيم رفح للاجئين في قطاع غزة الشهر الماضي. وكان الديبلوماسيون وعائلة هيرندال في طريق عودتهم من مخيم رفح عندما اطلق الجنود النار باتجاههم. وقال والد توم ان الجيش الاسرائيلي لا يبدي تعاوناً في توضيح سبب اطلاق النار على ابنه.

كما يأتي الاعلان عن زيادة نشاط عملاء "موساد" في بريطانيا في وقت وجه فيه عميد السن في مجلس العموم البريطاني النائب تام دايل انتقادات لرئيس الوزراء توني بلير متهماً اياه بالتأثر بآراء مساعديه ومستشاريه اليهود، خصوصاً اللورد ليفي الذي عينه بلير مبعوثاً خاصاً الى الشرق الاوسط. وكوفيء ليفي بتعيينه في مجلس اللوردات ومنصب المبعوث الى الشرق الاوسط لارتباطه بصداقة مع بلير ومشاركته اياه في لعبة التنس وجمعه تبرعات مالية كبيرة لحزب العمال الحاكم.

وكان النائب دايل اتهم "عصبة من المستشارين اليهود" بتوجيه السياسة الاميركية - البريطانية تجاه العراق وسوريا، وذلك في مقابلة مع مجلة "فانيتي فير" الاميركية، لكنه اوضح في مقابلة اذاعية مع "بي بي سي" في لندن انه كان يشير الى ستة مستشارين يهود للرئيس جورج بوش وقال: "انه المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي الى جانب المسيحيين الاصوليين الجدد. اعتقد ان كثيرين منهم ليكوديون، (يتبعون) اجندة المستر شارون، وعندما يتعلق الامر بهجوم على سوريا، فإنه يصبح مسألة جديةً جداً". وخص دايل بالنقد الاحاد اللورد ليفي قائلاً ان وزارة الخارجية هي التي يجب ان تؤدي دوره وانه لا يتعرض للمساءلة لانه غير منتخب.

وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية امس ان اخفاق اجهزة الأمن البريطانية في اكتشاف امر الشاب البريطاني المسلم حنيف وزميله الفار عمر شريف (27 عاماً )، وهو من مدينة داربي، هو الذي ادى الى عودة عملاء موساد بكثافة الى بريطانيا للمرة الاولى منذ 1986 عندما أثار جهاز "موساد" جدلاً دولياً باختطافه الفني النووي موردخاي فعنونو بعد كشفه اسرار البرنامج النووي الاسرائيلي لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية. وزادت "ديلي ميل" ان عمليات "موساد" في بريطاني منذ ذلك الحين كانت محدودة وموجهة من مركزها الاوروبي الرئيسي في بلجيكا "ويبدو من المرجح الآن أن عملاءه سيوجهون من داخل المملكة المتحدة لأن دورهم سيصبح محورياً".

التعليقات