إعلان المنظمات غير الحكومية العربية المشاركة في مؤتمر ديربان..

"قضية الشعب الفلسطيني هي قضية كل المدافعين عن الحرية والسلام.. الدعم الكامل لإعلان ديربان وبرنامج العمل الذي اعتمد في 2001.. والإعلان الختامي لمنتدي المجتمع المدني 2009"..

إعلان المنظمات غير الحكومية العربية المشاركة في مؤتمر ديربان..
أكد إعلان المنظمات غير الحكومية المشاركة في مؤتمر ديربان 2 على أن قضية الشعب الفلسطيني تبقى قضية كل المدافعين عن الحرية والسلام، ويؤكد على الالتزام بالدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني في كل المحافل والمؤتمرات الدولية. كما أكد على الدعم الكامل والصادق لإعلان ديربان وبرنامج العمل (إعلان وبرنامج عمل ديربان) اللذين اعتمدهما المؤتمر العالمي في العام 2001، وعبر عن القلق مما يشهده العالم من تصاعد في مظاهر العنصرية، كما طالب المجتمع الدولي باتخاذ كل الإجراءات لمنع تجدد الحروب والنزاعات مهما كانت أسبابها.

وقال الإعلان إن المنظمات غير الحكومية العربية المشاركة في أعمال مؤتمر ديربان الاستعراضي وفي سياق حرصها على المشاركة الفعالة في أعمال منتدى المجتمع المدني الذي عقد في جنيف في الفترة من 17 إلى 19/4/2009 وفي اعمال المؤتمر الحكومي المنعقد في الفترة من 20 الى 24 من نفس الشهر، وما اقيم من نشاطات بموازاة المؤتمر الرسمي، تعيد تأكيد أهمية مشاركة منظمات المجتمع المدني العربي في مثل هذه التجمعات الدولية وأهمية تنسيق مواقفها بهدف عرض القضايا العربية وتسليط الضوء عليها وتضمينها في وثائق تلك التجمعات.

وأكدت المنظمات غير الحكومية العربية على:

ـ لقد نجحت المنظمات العربية المشاركة في إعادة تأكيد ما تنازلت عنه الحكومات من ان قضية الشعب الفلسطيني هي قضية كل المدافعين عن الحرية والسلام، وكل الساعين إلى القضاء على الممارسات العنصرية. فقد تضمن البيان الختامي للمنتدى إدانة واضحة للممارسات الاجرامية التي يقوم بها الإحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من أقصى أشكال التمييز العنصري الممأسس والممارسات العنصرية الاستعمارية وطالب بانهاء حالة الافلات من العقاب وتقديم كل المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في حقّ الشعب الفلسطيني للعدالة. واكد التضامن التام والمستمر مع كفاح الشعب الفلسطيني لحين تحقيق كامل حقوقه الثابتة في المواثيق والقرارات الدولية بما فيها حقه في دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم المغتصبة.

ـ ان من المحزن أن تنخدع بعض الحكومات العربية والاسلامية بالاعيب ومساومات الولايات المتحدة والدول الغربية الرامية إلى دفعها بتقديم تنازلات كثيرة بحجة عدم إفشال المؤتمر وبهدف حثّ المنسحبين منه الى التراجع عن قرارهم، ورغم كل التنازلات فان عدد المنسحبين قد زاد. في حين كان يفترض أن تتمسك بالقضايا المحورية والاستثنائية وإضافة القضايا التي استجدت بعد مؤتمر ديربان ومنها الجرائم الاسرائيلية التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني في غزّة والممارسات العنصرية الصهيونية وخاصة اقامة جدار الفصل العنصري المدان من قبل محكمة العدل الدولية.

ـ نؤكد ما جاء في البيان الختامي لمنتدى المجتمع المدني من الدعم الكامل والصادق لإعلان ديربان وبرنامج العمل (إعلان وبرنامج عمل ديربان) اللذين اعتمدهما المؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب والذي عقد في مدينة ديربان في جنوب أفريقيا عام 2001، والاعلان الصادر عن منتدى المجتمع المدني الذي عقد آنذاك.

ـ تعبّر عن شعورها بالقلق لما يشهده العالم اليوم من تصاعد العنصرية في كثير من البلدان نتيجة إهمال معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة. كما أن ما اتخذ من تدابير وما شُرّع من قوانين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب بعد 11 /9/2001، أدّى إلى مزيد من العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب والتعصب العنصري وهذا يشمل التحريض على الكراهية على أساس المعتقدات الدينية، وعلى وجه الخصوص الاستهداف الممنهج للاسلام ومقدساته والزيادة الملحوظة للاسلاموفوبيا (كراهية الإسلام والتخويف منه). مما يتطلب إعادة النظر فى تشريعات مكافحة الارهاب والتدابير الخاصة بذلك وجعلها تتفق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

ـ تعيد التزامها بالدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني في كل المحافل والمؤتمرات الدولية بغض النظر عن الموقف الرسمي العربي، وتدعم بكل قوة مقاومة الشعب الفلسطيني، على اختلاف أشكالها للاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية اللاانسانية سواء تلك الموجهة ضد ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزّة أو الممارسات الموجهة ضد الفلسطينيين المقيمين داخل ـ اراضي عام 1948 ـ وتدعو المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسسكو ـ وجامعة الدول العربية كما تطالب المجتمع المدني العربي والدولي إلى مواصلة جهودها الرامية الى الملاحقة القضائية لمرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية ضد الشعب الفلسطيني وتقديمهم الى العدالة لينالوا جزاءهم العادل.

ـ تؤكد أن الحرب والاحتلال سبب رئيس لتزايد الكراهية بين الشعوب وهما ممارستان عنصريتان ندينهما بشدة ونطالب المجتمع الدولي باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع تجدد النزاعات والحروب مهما كانت أسبابها. وفي هذا الصدد نكرر ادانتنا للغزو والاحتلال الامريكي للعراق وما ارتكب من جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان بحق الشعب العراقي، حيث التعذيب، وعمليات الإعدام خارج القضاء، والاعتقالات الجماعية التعسفية، وحرمان النساء والأطفال من ابسط الحقوق. وعلاوة على ذلك، يحرم العراقيون اليوم من الرعاية الصحية الأساسية والتعليم ومياه الشرب والمرافق الصحية الملائمة التي طالها دمار الحرب والإحتلال. إن حالة حقوق الإنسان في العراق تثر الفزع الشديد، مما يتطلب تقديم كل المسؤولين عنها للعدالة لينالوا جزاءهم العادل كما نطالب بتحميل دول الغزو والاحتلال المسؤولية القانونية والاخلاقية الكاملة بما في ذلك دفع تعويضات كاملة عن كل ما قاموا به.

ـ تدين المنظمات غير الحكومية العربية المحاولات المستمرة لاستبعاد مشاركة فعالة لمنظمات المجتمع المدني من خلال اجراءات وتصرفات غير مسبوقة قامت بها دول وجهات رسمية معنية بتنظيم المؤتمر ضمن الامم المتحدة. لقد نجم عن هذه الاجراءات حرمان واستبعاد ضحايا العنصرية من المشاركة في اعمال المؤتمر بفعالية. وفي هذا السياق تعبّر عن استيائها الشديد من الغاء الفقرة المخصصة للمجتمع المدني في الجزء الرفيع المستوى والذي تم بسبب وجود متحدث عربي. كما تعبّر عن إستياءها من الموقف الرسمي العربي تجاه المنظمات غير الحكومية العربية التي لم تلق الدعم ولا التشجيع الكافيين من أجل مشاركة واسعة في المؤتمر.

ـ تدين الترهيب والأعمال الغوغائية التي ارتكبتها بعض الجهات المتطرفة المساندة لإسرائيل والخطاب العنصري ضد الفلسطينيين بشكل خاص وضد العرب بشكل عام داخل مقر الأمم المتحدة الذي يسوقه بعض المتحدثين في فعاليات هذه الجماعات، كما تدين أساليب الترهيب التي مورست في حق كل من حاول خلال أعمال المؤتمر إدانة الممارسات العنصرية الإسرائيلية.

ـ ومن المفاجئ اعتماد التقرير النهائي للمؤتمر قبل بدء المناقشات في الجلسات العامة للمؤتمر وقبل سماع بيانات المنظمات غير الحكومية.

ـ تؤيد المنظمات غير الحكومية العربية ما جاء في الاعلان الختامي لمنتدى المجتمع المدني لعام 2009 من دعوة لعقد مؤتمر قمة بمناسبة مرور عشر سنوات على إعلان ديربان، تسمى ديربان +10، لاستعراض التنفيذ المستمر لإعلان ديربان وبرنامج العمل. وانه يتوجب علينا العمل من الان للتهيئة لذلك المؤتمر.

التعليقات